| | التاريخ: أيلول ٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | ترقب شعبي مصري لاختبارات تنتظر «المحافظين الجدد» | القاهرة – رحاب عليوة
لاحظ رواد مترو الانفاق في القاهرة أمس حركة أمنية نشطة داخل محطاته، واستوقفت مجموعة من عناصر الشرطة بينهم ضابط برتبة كبيرة على رصيف محطة «العتبة» (وسط القاهرة) راكباً أربعينياً، ليعلق موجهاً الحديث لزوجته بصوت مستبشر سمعه المحيطون «المحافظون الجدد اشتغلوا». وتابع «محافظنا في القاهرة تم تغييره وتولى المنصب... واستطرد «لا أتذكر الإسم».
وعادة لا يتذكر المصريون أسماء المسؤولين بمجرد توليهم مناصبهم، إذ تغلب تلك المرحلة طابع «الترقب» لتغيرات ملموسة على الأرض تتبع حركة التغيرات الرسمية، وبموجبها، إما أن تصبح أفعال المسؤول محل ذكر وثناء بين المواطنين وحينها يصبح اسمه «أشهر من نار على علم» وفق مثل مصري دارج، أو يذهب المسؤول في غياهب ذاكرة المواطن، حتى إذا استمر في المنصب لسنوات.
وفيما استبشر راكب المترو في بمحافظ القاهرة الجديد اللواء خالد عبدالعال أمس إثر نشاط ملحوظ لقوات لضبط المخالفين، امتد شعور الانضباط إلى خارج المحطة، وتحديداً على بعد مئات من الأمتار حيث شارع «عبدالعزيز» الشهير ببيع الأجهزة الكهربائية، إذ انخفض في شكل ملحوظ صباح أمس تراص الباعة الجوالين فيه، وحافظ أصحاب المحال على فتارين عرض بضائعهم داخل متاجرهم، مفسحين الرصيف للمارة، على عكس المعتاد.
وتعد حركة تغيير المحافظين على رأس التغييرات التي يترقبها المواطنون، لارتباطها بصورة مباشرة بالخدمات التي تقدم إليهم سواء فيما يتعلق بالمياه، الصرف الصحي، الكهرباء، البناء، تنظيم الشوارع... وغيرها، في وقت شهدت الأجهزة الإدارية في المحافظات رقابة مشددة أوقعت بالعديد من المسؤولين في قضايا رشوة، بينهم محافظ سابق في المنوفية.
وعملياً، يعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان جهاد عودة الثلاث شهور الأولى لتولي المحافظين الجدد هي فترة «اختبار» للأداء، يمكن في أعقباها الحديث حول مؤشرات حقيقية للتغيير في الأجهزة التنفيذية في المحافظات، والتي تمس بصورة مباشرة مصالح المواطن، أو استمرار الأوضاع على سابق عهدها.
وأشار عودة في تصريح إلى «الحياة» إلى ثلاثة تساؤلات رئيسية طرحتها الحركة الأخيرة وتنتظر الحسم، أولها غلبة العسكريين السابقين سواء في جهاز الجيش أو الشرطة على الحركة، حتى في محافظات محورية كالعاصمة (القاهرة) والجيزة، وكذلك المحافظات الحدودية ومحافظات مدن القناة، لافتاً إلى أن الانطباع الأول حول نسبتهم الكبيرة (19 من أصل 27 محافظاً) هو الرغبة في ضبط الشارع المصري في ظل تحديات عدة منها التلاعب في الأسعار وارتفاعها وتنفيذ مشاريع، لكن التساؤل هل سينجحون في المهمة ومن ثم تثبت الحركة قصديتها وتنفي عنها صفة «مكافئة نهاية الخدمة» وفق قوله.
وأضاف عودة «المحور الثاني هو اختيار عدد من نواب المحافظين من الشباب من عناصر البرنامج الرئاسي (انطلق في شباط (فبراير) 2018 لتأهيل الشباب)، ما يضع الحركة أمام اختبار (التكامل أم التناقض)». وأوضح «أما أن تسفر الأيام عن تناقض بين الرؤيتين الأولى للمحافظين التقليدين والثانية لشبان من البرنامج الرئاسي ينخرطون في المناصب للمرة الأولى في طابع يغلب عليه التدريب، أو يحدث تفاهماً على نحو أفضل بين المحافظين ونوابهم ما يسفر عن تكامل أدوارهم، وتوازن في الممارسة على الأرض». واستبعد عودة تهميش نواب المحافظين الجدد قائلاً «هم لهم اعتبار معنوي بانتمائهم إلى البرنامج الرئاسي ومن ثم من الصعب تهميشهم».
وتابع أستاذ العلوم السياسية «المؤشر الأخير خاص بالكنسية، إذ جاء اختيار المحافظة الجديدة لدمياط الدكتورة منال عوض وهي مسيحية تتبع مدرسة بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني والمعروفة بانفتاحها، في حين تتبع محافظة دمياط للأنبا بيشوي والمعروف بانتمائه للمدرسة المحافظة بصورة متشددة».
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اجتمع بالمحافظين الجدد عقب أدائهم اليمين الدستورية الخميس الماضي، وكلفهم ببذل أقصى الجهد لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم كل في محافظته، واستغلال الميزات التنافسية في كل محافظة وتحويلها إلى فرص استثمارية بما ينعكس على توفير فرص عمل جديدة للشباب، وتطوير المحافظة ومواردها وتحسين مستوى المعيشة بها. | |
|