| | التاريخ: أيلول ٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | تركيا تخلط الأوراق في إدلب والمعارضة تتوعد الروس بـ «جحيم» | موسكو، واشنطن، لندن - سامر إلياس، «الحياة»
عشية إدراج تركيا «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) منظمة إرهابية، خلطت أنقرة الأوراق مجدداً، وساد غموض حول مصير معركة إدلب التي بدت وشيكة، في وقت التزمت دمشق التهدئة حيال أنقرة، وإن أكدت تمسكها بحسم الملف. بالتزامن، أرسلت واشنطن موفدها الخاص الجديد في شأن سورية جيمس جيفري في جولة بدأها أمس من إسرائيل، وتقوده إلى الأردن وتركيا، على وقع استمرار السجال بينها وبين موسكو.
في غضون ذلك، كُشف أمس عن مقتل 4 عناصر بينهم قيادي من «حزب الله»، خلال مواجهات لقوات النظام السوري وتنظيم «داعش» الإرهابي في بادية السويداء. ونقلت مواقع قريبة من الحزب عن مصدر عسكري، أن القيادي القتيل هو طارق إبراهيم حيدر، من قرية كفردان البقاعية، وسيتم تشييع جثمانه اليوم.
وفيما أكدت الخارجية الأميركية في بيان أن جيفري سيؤكد أن الولايات المتحدة سترُد على أي هجوم بالأسلحة الكيماوية يشنه النظام السوري، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الجيش الأميركي بتدريب «إرهابيين» في قاعدة التنف (جنوب غربي سورية) لـ «تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في مدينة تدمر الأثرية وضمان دخول قوة رئيسة من الإرهابيين تضم حوالى 300 عنصر للاستيلاء على المدينة التاريخية خلال الأسابيع المقبلة».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «سورية لا تتطلع إلى مواجهة مع تركيا، لكن على الأخيرة أن تفهم أن إدلب محافظة سورية». وشدد في تصريحات لقناة «روسيا اليوم» على أولوية «تحرير إدلب، سواء بالمصالحات أو بالعمل العسكري... ولا يحق للآخرين أن يمنعوا ذلك». ولفت الى أن «تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في إدلب مدرج على لوائح الإرهاب، بموجب قرارات مجلس الأمن، وهناك إجماع بين سورية وأصدقائها على ضرورة تحرير المدينة». وتطرق إلى ملف الأكراد، مؤكداً «أنهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري، والحكومة السورية مستعدة لمواصلة الحوار معهم، لكن رهان بعضهم على الأميركيين واهم»، مضيفاً: «لا نسمح بالانفصال والفيديرالية، والأولوية للحوار والتفاهم».
وفيما استمرت عقدة مصير «هيئة تحرير الشام» مع فشل مفاوضات لحلها قادتْها الاستخبارات التركية، أظهرت الفصائل المسلحة في إدلب تمسكاً بالخيار العسكري. وأكد القائد العام لـ «حركة أحرار الشام» جابر علي باشا، استعداد فصيله لأي معركة في إدلب، متوعداً الروس بـ «الجحيم». وتحدّث في كلمة مسجلة نُشرت عبر «يوتيوب»، عن استعدادت وصفها بـ «الكبيرة» لصد أي عملية عسكرية. وقال إن الروس لا يمكن الوثوق بهم، فمشروعهم لم يتغير منذ اليوم الأول للتدخل العسكري، ويتضمن تأهيل النظام السوري. وأكد أن «معركة الشمال ستكون جحيماً على الروس، ولن تكون كبقية المناطق».
ورجحت مصادر في الجيش السوري الحر أن «الأمور تتجه إلى حل بالقوة لملف تحرير الشام». ورأى قائد بارز مطلع على ملفات عسكرية وأمنية حساسة، أن «تصنيف تركيا الهيئة منظمة إرهابية جاء نتيجة تفاهمات واتفاقات مع الروس في الدرجة الأولى»، متوقعاً في تصريحات لـ «الحياة» أن «تتبعها خطوات أخرى عسكرية وسياسية ضمن حل معقد سيفضي إلى عزل التيار المتشدد في الهيئة، وإعادة رسم المناطق الخاضعة لسيطرتها في إدلب». ولم يستبعد الضابط الذي انشق عن جيش النظام، «إعادة تدوير عناصر من النصرة في صراعات أخرى بتنسيق أمني بين أطراف عدة، كما جرى التعامل مع تنظيمي داعش والقاعدة عندما نُقلوا من أفغانستان إلى العراق، ولاحقاً إلى سورية».
تعزيزات تركية إلى إدلب والمعارضة السورية تتوعد الروس
دخلت التطورات في محافظة إدلب (شمال غربي سورية) منعطف جديد أثر فشل مفاوضات تجريها تركيا لحل فصيل «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، ما استدعى استقدام أنقرة تعزيزات إلى المدينة، في وقت أكدت فصائل مسلحة في إدلب جاهزيتها لمواجهة مرتقبة يحشد لها النظام السوري الذي واصل أمس قصف مناطق على أطراف المحافظة.
ودخل أمس رتل تركي جديد، يضم عشرات الآليات تحوي معدات عسكرية ولوجستية وجنود من القوات التركية إلى الأراضي السورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الرتل الذي دخل فجر السبت إنقسم إلى قسمين، وصل الأول إلى النقطة التركية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي، والآخر وصل إلى النقطة التركية في منطقة الصرمان الواقعة بريف معرة النعمان، في استمرار لعمليات تعزيز نقاط المراقبة التركية المنتشرة في محافظات الشمال السوري التي تسيطر عليها فصائل المعارضة (إدلب وحماة وحلب).
وتأتي هذا التعزيز للمواقع بعد فشل المفاوضات التي كانت تدور بين فصائل «تحرير الشام» والاستخبارات التركية، ضمن مساعي الأخيرة لإقناع «الهيئة» بحل نفسها قبل بدء قوات النظام العملية العسكرية. وعزا «المرصد السوري» فشل المفاوضات إلى تعنت «تحرير الشام» ورفضها أي حلول بديلة عن القتال.
من جانبة أعلن القائد العام لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» جابر علي باشا استعداد فصيله إلى أي معركة في إدلب، متوعداً الروس بـ «الجحيم». وأعتبر أن الفصائل تملك الكثير من الأوراق السياسية والعسكرية والأمنية تحتاج إلى استثمارها. وتحدث على باشا في كلمة مسجلة نشرت عبر «يوتيوب» عن استعدادت وصفها بـ «الكبيرة» لصد أي عملية عسكرية، مشيراً إلى أن إدلب لن تكون كغيرها من المناطق. وقال القيادي المعين حديثاً على رأس «أحرار الشام» إن الروس لا يمكن الوثوق بهم، فمشروعهم لم يتغير منذ اليوم الأول للتدخل العسكري ويتضمن تأهيل النظام السوري وتأهيله من خلال الحسم العسكري. وأكد أن «معركة الشمال ستكون جحيماً على الروس ولن تكون كباقي المناطق». وتعتبر كلمة علي باشا الأولى بعد تعيينه لقيادة «أحرار الشام» التي تنضوي ضمن «الجبهة الوطنية للتحرير» الموالية لتركيا، خلفاً للقيادي حسن صوفان.
إلى ذلك، قال «المرصد السوري» إن قوات النظام خرقت الهدنة الروسية– التركية، التي دخلت أمس يومها الثامن عشر على التوالي، إذ نفذت قصف مدفعي طال أماكن في منطقة معركبة، الواقعة في القطاع الشمالي من ريف حماة، في وقت انفجرت عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة لـ «تحرير الشام» في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، ما أدى غلى إصابة القيادي في الهيئة أحمد فؤاد الشيخ ديب. وبالتزامن وقع انفجار آخر في بلدة الدانا شمالي إدلب متسبباً في إصابة أربعة مدنيين.
| |
|