| | التاريخ: أيلول ١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | عون ينتظر استكمال الرئيس المكلف مشاوراته | على رغم تسارع وتيرة الاتصالات واللقاءات في الأيام الماضية حول الملف الحكومي، والمعلومات المتداولة عن قرب زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري قصر بعبدا وتقديم تصوره للتشكيلة الوزارية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، لا يزال الغموض يلف عملية التأليف، إذ أن رئيس الجمهورية ينتظر انتهاء المشاورات التي يجريها الرئيس الحريري، والتي ستختتم بالزيارة المرتقبة لوضعه في الأجواء التي آلت إليها المشاورات، وليبنى على الشيء مقتضاه، وفق مصادر مقربة من القصر الجمهوري التي أشارت إلى أن في حال تعذر إيجاد صيغة حكومية قابلة للإقرار فإن أمام الرئيس عون خيارات عدة منها، «مخاطبة اللبنانيين، أو التوجه إلى الكتل النيابية لحثها على تذليل العقبات أمام التشكيل».
ومع دخول اليوم الأول من أيلول (سبتمبر) الموعد المفترض، والذي كان أشيع أن رئيس الجمهورية حدده كسقف لتأليف الحكومة، أوضحت المصادر أن «هذا التاريخ ليس موعداً محدداً بانتظار استكمال الرئيس المكلف اتصالاته».
لكن مصادر في «تيار المستقبل»، لفتت إلى أن نواب «الكتلة» لم يتبلغوا بعد أن الرئيس الحريري سيزور بعبدا في الساعات المقبلة حاملاً معه تشكيلة حكومية، وأكدت أن «المشكلة في هذا الشأن بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لم تحل بعد».
وكان الحريري التقى على التوالي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي، الوزير علي حسن خليل، وموفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وائل أبو فاعور، في مسعى لاقاه إليه جعجع والرئيس نبيه بري، بدليل الاجتماع الأخير الذي جمع وزير الإعلام ورئيس المجلس أول من أمس.
وإذا كانت هذه الحركة المتعددة الجبهات دفعت البعض إلى الحديث عن ولادة حكومية قريبة، تبقى معلقة على لقاء قريب مفترض بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، فإن المقربين منهما يفضلون الركون إلى ما يسمونه «تفاؤلاً حذراً»، خصوصاً أن بعض العقد لا تزال تستوجب مزيداً من النقاشات والمفاوضات قبل حلها في شكل نهائي، بما يتيح للحكومة العتيدة أن تبصر النور. وفي انتظار لقاء الحريري- باسيل، يبدو أن العونيين لا يزالون على مواقفهم المعتادة من ملف التأليف.
وفي هذا السياق، تبدي مصادر في «تكتل لبنان القوي» حذرها إزاء احتمالات التفاؤل المفرط بولادة حكومية قريبة، كاشفة أن لا معلومات حتى اللحظة عن موعد الاجتماع المنتظر بين الحريري وباسيل، وقالت لـ «المركزية» إنه «سبق أن أعلنا موقفنا من حصة القوات وقلنا إنها يجب أن تكون ثلاث وزارات. لكن همنا الأساس يكمن في ألا يمس أحد حقوقنا وتمثيلنا».
وفي المواقف رأى نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي أن «رئيس الجمهورية ما زال مراهناً على التعاون مع الرئيس المكلف لتحقيق الأهداف المشتركة التي يحلم بها اللبنانيون»، وشدّد على «أن الحركة التي يقوم بها الرئيس المكلف مباركة، وهذا هو منتظر منه في أن يكون نشطاً في حركته في ظل التعقيدات اللبنانية»، مؤكداً أن «رئيس الجمهورية لن يساهم في إجهاض نتائج الانتخابات، من خلال عدم احترام التشكيلة الحكومية لهذه النتائج، وأنه يملك خيار توجيه رسالة إلى المجلس، مصدر التكليف يضعه فيها عند مسؤولياته».
وفي المقابل اعتبر نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني «أن موعد ولادة الحكومة مرتبط بتحقيق التوافق على كل النقاط الخلافية المطروحة». وإذ لفت إلى «أن النقاش الحكومي لا يزال في مربعي الأحجام والحقائب»، شدد على أن «المسألة لا تتعلق بتعداد الحقائب، إنما بنوعيتها التي تسمح للقوات بالمساهمة في إنجاح الحكومة والعهد».
وأكد عضو «كتلة المستقبل» النائب طارق المرعبي أن «لا مانع في أن يكون هناك حصة لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة»، داعياً إلى «جلوس الجميع إلى الطاولة والاتفاق على معيار واحد تتشكّل على أساسه الحكومة».
الحريري: الاختلاف السياسي لا يمنع العمل مع «حزب الله»
اعتبر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن اختلافه الأيديولوجي مع «حزب الله» لا يعني عدم إمكان عملهما معاً من أجل المصلحة العامة للبلاد.
وقال الحريري في مقابلة مع محطة «يورونيوز» بثت مساء أمس، وجرى توزيع بعض عناوينها: «لدينا اختلافاتنا السياسية مع «حزب الله» وهم يعلمون ذلك فهم لن يقبلوا أبداً بسياساتي تجاه دول الخليج وأنا لن أتقبل أبداً سياساتهم تجاه إيران وشؤون أخرى، لكن هذا لا يعني أنه يجب أن تتوقف البلاد عن العمل». ووصف علاقته بروسيا والرئيس فلاديمير بوتين بأنها «جيدة جداً، بوتين رجل أحترمه كثيراً وأعتقد أنه شخص يمكننا العمل معه، أفضل التعامل مع الرئيس بوتين على بشار الأسد». وكان الحريري أبرق إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب معزياً برحيل السيناتور جون ماكين، وقال في برقيته: «كان رجلاً شجاعاً ونزيهاً، سنذكره على الدوام كصديق حقيقي لطالما وقف إلى جانب أمان لبنان وديموقراطيته واستقلاله».
«أمل» تحيي ذكرى تغييب الصدر... وتشديد على مزاياه
أحيت حركة «أمل» عصر أمس، الذكرى السنوية الـ40 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، في مهرجان شعبي وسياسي حاشد في ساحة القسم في مدينة بعلبك، تحدث فيه رئيس المجلس النيابي رئيس حركة «أمل» نبيه بري، وتطرق إلى الأوضاع السياسية الراهنة.
وضاقت الشوارع بالناس وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، وحضر حشد من الشخصيات السياسية، وممثلون عن مرجعيات روحية. وملأت شوارع المدينة وساحاتها، رايات حركة «أمل» ولافتاتها.
ووصف رئيس الجمهورية ميشال عون، الإمام الصدر في تغريدة عبر «تويتر»، بـ»القامة الوطنية التي ناضلت في سبيل وحدة لبنان ورسالة التعايش فيه». وأكد أن «الإمام المغيب جمع في شخصه رحابة رجل الدين، وعمق الفيلسوف، واندفاع السياسي في خدمة شعبه ووطنه، وعنفوان المدافع عن أرضه، لينحاز إلى خدمة الفقراء وحقهم بالتعليم والحياة الكريمة». وقال: «ما أحوجنا اليوم إلى وجوده على الساحة الوطنية، ليشكل مصدر إلهام في الحياة السياسية، وعنواناً للتلاقي والانفتاح والغيرة على مصالح الشعب».
وغرد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، قائلاً: «نستذكر قامة روحية وإنسانية كرست نفسها للدفاع عن لبنان والعيش المشترك بين أبنائه. تغييبه قضية كل اللبنانيين».
وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «غيبوا الإمام الصدر كما غيبوا بشير الجميل وكمال جنبلاط ورفيق الحريري، لأنهم لا يريدون قيامة لبنان، لم ينجحوا ولكنهم ما زالوا يحاولون». وأرفق التغريدة بصورة للصدر وإلى جانبه الرئيس كميل شمعون. واعتبر رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، أن «الإمام الصدر ورفيقيه يبقون صوت الضمير الصارخ دفاعاً عن لبنان المقاوم القوي، لبنان الثائر على الظلم والحرمان، لبنان رسالة العيش الواحد».
ورأى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، أنه «إمام كل لبنان، لأنه إمام السلام».
وقال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي تيمور جنبلاط، أن «النضال من أجل القيم الإنسانية مع الإيمان بضرورة الإصلاح وإحلال العدالة الإجتماعية، هو ما جمعه بالمعلم كمال جنبلاط، وكم يحتاج لبنان اليوم إلى إعادة إنتاج خطاب كهذا بنّاء يؤسس لدولة حقيقية».
باسيل: التمديد لـ «يونيفيل» دعم دولي للبنان
وصف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل موافقة مجلس الأمن ليل أول من أمس، بالإجماع على تمديد ولاية قوات «يونيفيل» لسنة كاملة بموجب القرار رقم 2433 من دون تعديل في الولاية أو خفض في العديد والقوة البحرية، بأنها «وقفة دعم دولية للبنان وأمنه وسيادته».
وقال باسيل مغرداً على حسابه على «تويتر» إن الخطوة هي «إقرار بالدور المحوري للحكومة والجيش اللبناني».
وأمضى باسيل قبل ظهر أمس في وادي قنوبين، يرافقه النائبان ميشال مــعوض وجورج عطاالله، ومنسق «التيار الوطني الحر» في قضاء بشري غسان بريص وأصدقاء. وجاءت جولته في وقت كان رئيس مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يجول في بيروت على المسؤولين اللبنانيين. | |
|