التاريخ: آب ٢٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
العبادي نحو هيكلة «الحشد» لتقليص دوره السياسي
بغداد – علي السراي
علمت «الحياة» من مصادر عراقية بارزة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعاد تحريك ملف هيكلة قوات «الحشد الشعبي» وفقاً للقانون الذي شرّعه البرلمان لتنظيم عمل هذه القوات التي وضعها تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة، لكنها أكدت ألا تغييرات نفذت حتى الساعة على المناصب القيادية في الهيئة.

وتأتي هذه الأنباء بعد أيام من إلغاء العبادي قراراً مفاجئاً أصدره نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس بسحب «الحشد» من المناطق المحررة، وبعد أسبوع من انشقاق رئيس هيئة «الحشد» بالوكالة فالح الفياض من كتلة «النصر» التي يقودها العبادي وانضمامه إلى تحالف «الفتح» المتشكل من فصائل في «الحشد».

وأعلنت المصادر أن «الفياض ونائبه أبو مهدي المهندس أصدرا قرار انسحاب الحشد من الموصل وصلاح الدين ومناطق أخرى من دون الرجوع إلى العبادي»، مضيفة أن «القرار جاء كجزء من تسوية سياسية بين كتلتي الفتح وقادة سنة لتشكيل الكتلة الأكبر».

ورداً على هذه الخطوة التي اعتبرها العبادي ضربة سياسية وحكومية مزدوجة، لجأ رئيس الوزراء إلى تحريك ملف هيكلة «الحشد»، على أن يتضمن ذلك ربط جميع منتسبي الهيئة بالوزارات الأمنية وتسوية رواتبهم وتحديد رئيس ونائبين برتب عسكرية رفيعة لا تقل عن درجة لواء.

لكن المصادر أكدت أن «شيئاً من التغييرات المرتقبة لم يحدث بعد، واكتفى العبادي بتوزيع صلاحيات هيئة الحشد الشعبي على جهات أمنية». وزادت: «الآن بعض من صلاحيات رئيس الهيئة أوكلت إلى قيادة العمليات المشتركة».

ووصفت المصادر المقربة من صناعة القرار الأمني، الوضع بين قيادة القوات المسلحة العراقية وهيئة «الحشد الشعبي» بأنه «يعزز الانقسام الإداري بين المؤسسات العسكرية ويفسح المجال إلى استغلالها في الصراع السياسي الدائر».

وقاطعت «الحياة» هذه المعلومات مع مصادر أخرى من هيئة «الحشد»، وعلمت أن «التواصل الإداري بين العبادي (القائد العام للقوات المسلحة) ورئاسة هيئة الحشد الشعبي شبه معدوم منذ أسبوع، وأن الهيئة تتلقى أوامر متناقضة بعضها لا يجد طريقه إلى التنفيذ».

على صعيد آخر، قال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق حاكم الزاملي إن «رئيس الوزراء لا يمتلك السيطرة الكاملة على كل قوات الحشد الشعبي»، معبراً عن مخاوف من «استغلال الحشد سياسياً بجعله تابعاً لتوجهات ورؤى قادته السياسيين».

واعتبر الزاملي في تصريح صحافي أن «الاجتماع الأخير الذي دعا إليه العبادي مع قادة الحشد لم يحضره غالبية قادة ألوية الحشد وهو ما يعني أن رئيس الوزراء وبصفته القائد العام للقوات المسلحة لا يمتلك السيطرة الكاملة على كل قوات الحشد»، لافتاً إلى أن «السيطرة على تلك الألوية تعتمد على رئيس الوزراء المقبل وإدارته للمؤسسة الأمنية بكامل صفوفها».