| | التاريخ: آب ٢٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | تحالف الصدر - العبادي يفاوض الأكراد لضمّهم إلى «الكتلة الأكبر» | أربيل – باسم فرنسيس
دخلت مساعي تشكيل «الكتلة النيابية الأكبر» المكلّفة تسمية رئيس الوزراء الجديد، مرحلة حاسمة مع انطلاق مشاورات مكثفة في بغداد، التي وصل إليها أمس وفد من الحزبين الكرديين الرئيسين «الديموقراطي» و»الاتحاد الوطني»، ومشاورات أخرى في أربيل بدأها وفد من التحالف الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. وفيما أعلنت رئاسة الجمهورية الثالث من الشهر المقبل موعداً لانعقاد أولى جلسات البرلمان الجديد، دعا حزب «الوفاق الوطني» بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، إلى تشكيل «حكومة إنقاذ وطني موقتة» تمهّد لتنظيم انتخابات جديدة.
ووصل إلى أربيل أمس، وفد رفيع المستوى من تحالف ما سمي «نواة الكتلة الأكبر» التي تضم ائتلاف «سائرون» بزعامة الصدر، و»النصر» بزعامة العبادي و»الحكمة» بزعامة عمار الحكيم وائتلاف «الوطنية» بزعامة علاوي. واستهل اجتماعاته بلقاء رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الذي أكد «ضرورة الالتزام بالمبادئ الثلاثة في إدارة الحكم بالعراق، وهي: الشراكة، التوافق، والتوازن، وتطبيقها على العملية السياسية، ومشاركة كل مكونات العراق في إدارة الحكم»، وفقاً لبيان صدر عن مكتب الزعيم الكردي.
وتتسابق القوى الشيعية المنقسمة إلى قطبين، بين تحالف يقوده الصدر مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ويضم قوى سنّية، وآخر بقيادة زعيم «منظمة بدر» هادي العامري وزعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، لاستقطاب الأكراد والقوى السنّية، وسط ادعاء كل طرف بقربه من التوصل إلى تشكيل «الكتلة الأكبر».
وقال القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني علي حسين، على هامش الاجتماع أمس مع وفد نواة الكتلة الأكبر: «لم نضع خطوطاً حمراً على أحد، وسنتحالف مع الطرف الذي يلبي مطالبنا، ونفضّل التريث في إعلان موقفنا النهائي من مسألة الكتلة الأكبر إلى حين اتضاح الأمور والمواقف». وأضاف: «شرطنا المعلن هو تحقيق الشراكة والتوازن والتوافق في إدارة الدولة، وتنفيذ مواد الدستور من دون انتقائية، ومنها المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها».
وشدد عضو الوفد ممثل تيار «الحكمة» عبدالله الزيدي، على أن «الحوار سيتناول المبادئ العامة من دون الخوض في التفاصيل التي ستتكفل بها اللجان التفاوضية لاحقاً». وزاد: «مشروعنا هو تشكيل حكومة غالبية وطنية تمثل الجميع، وليس بالضرورة أن يشارك فيها كل القوى». ولفت الى أن هذه الغالبية لن تتحقق من دون الأكراد.
وتناقلت وسائل إعلام تسريبات أفادت بوجود «رغبة لدى أعضاء في تحالف الفتح (بقيادة العامري والمالكي) في الانضمام إلى تحالف نواة الكتلة الأكبر (بقيادة الصدر)، لكن الناطق باسم تحالف «الفتح» أحمد الأسدي، اعتبر في بيان، أن تحالفه «من أكثر التحالفات تماسكاً، وتلك الأنباء مضحكة».
وأتى ذلك بالتزامن مع مشاورات مماثلة شهدتها بغداد، التي وصل إليها وفد من الحزبين الكرديين الرئيسين برئاسة القيادي في «الديموقراطي» فاضل برواري ونظيره في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار، والتقيا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي عقد اجتماعات مع قادة في القوى السياسية والسفير الأميركي لدى العراق.
إلى ذلك، دعت رئاسة الجمهورية في بيان أمس، «مجلس النواب المنتخب إلى الانعقاد الاثنين المقبل، على أن يرأس الجلسة أكبر الأعضاء سناً، وذلك استناداً إلى أحكام المادتين 54 و73 من الدستور ومصادقة المحكمة الاتحادية العليا على النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية». وأعلن «تحالف القوى» برئاسة جمال الكربولي المنضوي في تحالف «المحور الوطني» السنّي، ترشيحه «محافظ الأنبار محمد الحلبوسي لمنصب رئاسة البرلمان»، بعد اجتماع للتحالف صوّت خلاله بالإجماع لمصلحة القرار.
ودعا هادي الظالمي الناطق باسم حزب «الوفاق الوطني» الذي يتزعمه علاوي، إلى «تشكيل حكومة إنقاذ موقتة لا يتجاوز عمرها سنتين، تأخذ على عاتقها الإعداد لانتخابات نزيهة لا تشارك فيها».
وعزا دعوته إلى «تداعيات الانتخابات النيابية الأخيرة، والتي أعادت أزمة البلاد الى بداياتها، وتنذر بتداعيات مقلقة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ما لم تسارع القوى السياسية الأساسية إلى تصحيح الانحرافات الفادحة، وفي مقدمها معالجة نتائج هذه الانتخابات، ومنها حجم التزوير».
| |
|