التاريخ: آب ٢٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
دمشق تواصل حملة دهم واعتقالات في درعا
تواصل قوات النظام السوري ممارسة سطوتها على درعا (جنوب سورية) عبر تنفيذ المزيد من الاعتقالات بحق سكان من المحافظة، إذ نفذت صباح أمس (الإثنين) حملة دهم لمنازل مواطنين في مدينة إنخل بريف درعا واعتقلت 3 أشخاص من المدينة، وذلك بتهمة «الإتجار بالسلاح» واقتادتهم إلى جهة مجهولة، لتعود بعد ساعات وتفرج عنهم، ضمن عمليات الاعتقال المتواصلة التي تنفذها قوات النظام بحق المدنيين والمقاتلين السابقين، منذ فرضها السيطرة الكاملة على المحافظة وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ووفق «المرصد»، «لا تكتفِ قوات النظام بانتهاك أو تجاوز، بل تواصل كل ذلك أمام أعين الضامنين، من دون الاكتراث لأي ردة فعل تجاه ما يجري أو تجاهه، إذ قامت بتنفيذ المزيد من الاعتقالات بحق مقاتلين في فصائل «المصالحة» وبحق مدنيين في مناطق بريف درعا، بالتزامن مع مواصلتها لعمليات فرض الأتاوات والتعفيش (النهب) لممتلكات ومحتويات منازل قرى وبلدات في الريف الدرعاوي، الأمر الذي تسبب بتصاعد الاستياء من قبل الأهالي، من تصرفات النظام وانتهاكاته اليومية بحق المدنيين من إهانات واعتقالات وعمليات سلب ونهب وفرض أتاوات.

كما أن الأمر الذي زاد من استياء الأهالي وفق «المرصد السوري»، هو تعمد قوات الشرطة العسكرية الروسية، صم آذانها عن هذه التجاوزات والانتهاكات، غير آبهة لما قدمته من ضمانات خلال المفاوضات مع ممثلي محافظة درعا، وزاد في الطين بلة، ما أقدمت عليه قوات النظام من نقل العشرات من مقاتلي فصائل «المصالحة» إلى خطوط التماس مع الفصائل في ريفي إدلب وحماة.

وكان «المرصد» رصد إقدام قوات النظام على نقل العشرات من مقاتلي الفصائل السابقين الذين أجروا معها «مصالحات وتسويات» في المحافظة، وذلك إلى جبهات القتال في محافظة إدلب، التي من المتوقع أن تشهد معركة كبرى خلال الأيام المقبلة، كما رصد إرسال الفصائل الخاصعة لـ «المصالحة» مع قوات النظام، عشرات المقاتلين، للقتال إلى جانبها ضد تنظيم «داعش» في بادية ريف دمشق، عند الحدود الإدارية مع ريف السويداء، بعد قتالهم سابقاً إلى جانب قوات النظام ضد «جيش خالد بن الوليد» المبايع للتنظيم حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف درعا، إذ تقاتل هذه الفصائل إلى جانب قوات النظام في محيط منطقة تلول الصفا. أيضاً رصد خلال الأسابيع والأشهر الماضية، قيام قوات النظام بحملة تجنيد واسعة للشبان، في المناطق التي جرى التوصل فيها إلى «مصالحات»، وزجهم في دورات تدريبية ومن ثم نقلهم إلى جبهات القتال، لمحاربة رفاقهم السابقين ضمن الفصائل، إذ تم تجنيد (بطلب من القوات الروسية وفق المرصد) حتى 20 آب (أغسطس) الجاري، نحو 53500 منذ مطلع شهر نيسان (أبريل)، من المناطق التي شهدت صفقات «تغيير ديموغرافي» عبر تهجير الرافضين للاتفاقات التي جرت بين الفصائل وممثلين عن المنطقة والنظام، بضمانات روسية كاملة، في محافظتي درعا والقنيطرة ومن جنوب العاصمة دمشق، ومدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية وريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي وسهل الزبداني ومضايا ووادي بردى وريف دمشق الغربي ومنطقة التل في ريف العاصمة دمشق.