| | التاريخ: آب ٢٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | عون: النأي بالنفس لا يشمل مصالحنا... ولسنا دولة مفلسة | حرص الرئيس اللبناني ميشال عون، على توضيح أن «سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان لا تعني أن ننأى بأنفسنا عن أرضنا ومصالحنا التي لا تضر بأي من الدول العربية، وأن لبنان من خلال هذه السياسة لا يمكنه أن ينحاز في أي صراع إلى أي دولة شقيقة ضد مصلحة دولة شقيقة أخرى». ويأتي كلام عون غداة ردود الفعل التي تعرض لها بعد معلومات لم يؤكدها أو ينفها القصر الجمهوري، عن اتصال عون بالرئيس السوري بشار الأسد، جرى خلاله بحث في موضوع النازحين السوريين وسبل تسريع عودتهم إلى ديارهم.
ونقلت الوكالة «المركزية» عن «مصادر مطّلعة»، أن «مبادرة عون إلى مهاتفة الأسد منسّقة مع الروس الذين يرون أن تفعيل التنسيق بين الجانبين اللبناني والسوري مفيد للمبادرة الروسية لإعادة النازحين إلى بلادهم»، وأن «التخريجة التي اعتمدت لإجراء الاتصال تمثّلت في أن هدفه الأول الاطمئنان إلى صحة زوجة الأسد أسماء الأسد التي تعالج من مرض السرطان».
وأجمعت ردود الفعل على نبأ اتصال عون - الأسد على اعتبار خطوة عون هي «خروج عن النأي بالنفس، خصوصاً أنها معطوفة على كلام عن ضرورة التطبيع مع النظام السوري في مسألة عودة النازحين السوريين وفتح معبر نصيب بين سورية والأردن لتسهيل مرور البضائع اللبنانية الى دول الخليج».
وسأل عون أمس، أمام وفد من المنتشرين اللبنانيين في دول الخليج العربي أتوا الى لبنان لتمضية عطلة الصيف مع عائلاتهم: «هل من متضرر إذا عاد النازحون الى سورية؟ وهل هناك من يتأذى إذا مرت منتجاتنا اللبنانية عبر معبر نصيب؟ فمنتجاتنا تذهب الى الدول العربية. وهذا من مصلحتنا، ونعمل على تحقيقها من دون أن نؤذي أحداً. وما تسمعونه خلاف ذلك هو كلام يتم توجيهه في اتجاهات معينة مرتكزة الى خيارات سياسية مسبقة ويتم تحميلها أبعاداً أكثر مما تستحقه».
وأشار إلى «أننا مررنا جميعاً في الشرق الأوسط بأيام صعبة، بعضنا لا يزال يعاني منها بينما انفرجت الأمور لدى بعضنا الآخر. وتحملنا العبء الأكبر منها منذ زمن، إلا أننا تمكنا من دحر الإرهاب في قمم السلسلة الشرقية، وفي الداخل بات الأمن ممسوكاً. وأقررنا قانوناً جديداً للانتخابات جرت على أساسه، وهو يسمح بتمثيل الجميع، الأمر الذي فرض تنوعاً داخل المجلس النيابي». وقال: «أما في مسألة تشكيل الحكومة، فنواجه صعوبات إلّا أنّها عابرة. وفي ما خص الوضع الاقتصادي، تعرفون أنه نتيجة للحرب في سورية تم إغلاق المعابر البرية بوجهنا، واللجوء الى البحر كمعبر للتواصل مع الدول العربية أمر مكلف. أما اليوم فالحلول بدأت بالبروز وإن كان الوضع الاقتصادي يتطلب معالجة أعمق تحتاج أمداً أطول، إلّا أننا لأعددنا الحل المنشود وسينطلق».
وحضّ الوفد الزائر على «الحفاظ على أعمالكم، والدول التي احتضنتكم وقدمت لكم فرص العمل تستحق وفاءكم على أساس احترامكم أيضاً لتقاليدها وقوانينها، مع شكر هذه الدول على احتضانها لنا والفرص التي أتاحتها لنا».
وفي حوار بين عون والحضور، اعتبر أن «هناك حملات سياسية تشن وتهوى إشعار المواطنين بأن الأمور ليست على ما يرام في لبنان، لكننا نشكر الله أن الوضع الأمني مستتب والسياح الأوروبيين أتوا الى لبنان بأعداد أكثر من السابق، وهناك فائض في عدد السياح بالإجمال، ونحن لسنا دولة مفلسة. فنحن اجتزنا ثلاث أزمات متتالية والعالم كله تأثر بها».
فوق كل الحسابات الضيقة
وكان عون التقى وزير الإعلام ملحم الرياشي الذي سلمه دعوة من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لحضور القداس الذي يقيمه الحزب في 9 أيلول (سبتمبر) المقبل في ذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية». وقال الرياشي إنه «عرض مع الرئيس عون العلاقات بين رئاسة الجمهورية و «القوات اللبنانية» وأهمية بقائها فوق كل الحسابات الضيقة». | |
|