| | التاريخ: آب ٢٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | ضغوط خارجية تشتت الموقف الكردي من التحالفات | أربيل - باسم فرنسيس
تستعد قوى كردية لخوض ماراثون مشاورات تشكيل الحكومة العراقية الاتحادية، في ظل استمرار انقسام مواقف الحزبين الحاكمين في الإقليم مع قوى المعارضة إزاء وجهة التحالفات مع الأطراف السنية والشيعية، وفيما ينتظر قدوم مفاوضين من القطبين الشيعيين المتنافسين على تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر إلى الإقليم، حذرت حركة «عصائب أهل الحق» الأكراد من مغبة رفع سقف شروطهم التفاوضية.
وشدد مسؤولون في الحزبين الكرديين المتحالفين «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني و «الاتحاد الوطني» بقيادة عائلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، اللذين فازا بـ43 مقعداً نيابياً، وتوصلا أخيراً إلى تفاهمات مع «المحور الوطني» السني، على أن حسم خيارهما للانضمام إلى تحالف أحد القطبين الشيعيين «ما زال مرهوناً بالمشاورات المرتقبة ومدى استجابة كل طرف للمطالب الواردة ضمن ورقة الأكراد التفاوضية».
وما زالت قوى المعارضة الكردية التي تُعرف بـ «القوى الأربعة»، ولديها 11 مقعداً، تتحفظ عن إعلان موقفها النهائي إزاء خيار الانضمام إلى أحد التحالفات، في انتظار ما ستؤول إليه المحادثات المتوقع عقدها مع حزبي بارزاني وطالباني.
وأكد «حراك الجيل الجديد» الكردي المعارض بزعامة رجل الأعمال شاسوار عبدالواحد، وله أربعة مقاعد، أنه «حسم خياره وانضم إلى التحالف المعلن في فندق بابل»، مشيراً إلى أنه «مستعد للتحالف مع كل الكتل باستثناء الحزبين الحاكمين في الإقليم».
ويرى مراقبون أن «ثقل الحزبين التفاوضي في حال رفض المعارضة الانضمام إلى تحالفهما «لن يتأثر كثيراً، بحكم الفارق الواسع في عدد مقاعدهما مع مقاعد أطراف المعارضة». وكشف موقع «شار بريس» الكردي المستقل أمس، عن انقسام بين قادة حزب «الاتحاد الوطني» في شأن وجهة الحزب في التحالف مع القوى الشيعية، بفعل ضغوط تمارسها طهران لدفعه للانضمام إلى «تحالف الفتح» وائتلاف «دولة القانون» بالتزامن مع ضغوط أميركية لدفع الحزب الالتحاق بتحالف الصدر- العبادي. وكشفت وسائل إعلام مقربة من حزب بارزاني أن «وفدين من التحالفين الشيعيين المتنافسين سيزوران أربيل الأسبوع المقبل بالتناوب، في محاولة لاستمالة الأكراد نحو أحد القطبين».
على صعيد آخر، قال نعيم العبودي الناطق باسم «حركة عصائب أهل الحق» بقيادة قيس الخزعلي، في تغريدة عبر «توتير» رداً على رفع الأكراد والسنّة سقف شروطهم التفاوضية، إن «أحداً لن يستطيع فرض شروطه على الآخر». وزاد: «نحن نؤمن بالدولة ونحن أم الولد، ونحذر من فرض الشروط للمصالح الضيقة والحزبية فقط»، محذراً من أن «فرض السنّة أو الأكراد شروطهم على الكتلة الأكبر في تشكيل الحكومة المقبلة، سيدفع الكتل الشيعية إلى إعادة تحالفها لأن الشارع لن يرحمهم أبداً».
إلى ذلك، أكد النائب عن ائتلاف «دولة القانون» منصور البعيجي في بيان أمس، أن «تحالف الفتح (بقيادة العامري) والحزبين الكرديين وبعض القوى السياسية الأخرى هم الأقرب إلى الائتلاف، وهناك تفاهمات عالية المستوى بيننا لإعلان الكتلة الأكبر، الذي نأمل أن يتم بعد عطلة العيد».
| |
|