| | التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | بولتون: لا تفاهم مع روسيا حول إدلب ولا اعتراف الآن بضم إسرائيل الجولان | الناصرة – أسعد تلحمي
حذّر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أمس، من أن الولايات المتحدة سترد «بقوة» في حال شن هجوم كيماوي أو بيولوجي في إدلب شمال سورية، لكنه نفى تفاهماً مع روسيا على خطط للنظام السوري في شأن استعادة السيطرة على المحافظة، وقال إن موسكو أبلغت واشنطن بأنها لا تستطيع تحقيق انسحاب إيراني من سورية، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تدرس الآن اعترافاً بالجولان المحتل جزءاً من إسرائيل. وفيما اعتبر أن العقوبات الأميركية على إيران أكثر فاعلية مما كان متوقعاً، أشار إلى أن واشنطن ستمارس ضغوطاً أخرى على طهران، إضافة إلى العقوبات، لكنها «غير عازمة على تغيير نهجه» بل «ترغب في رؤية تغيير جدي في سلوكه». وفي الشأن التركي، قال إن الأزمة ستنتهي فور إطلاق القس الأميركي أندرو برانسون.
وقال بولتون في مؤتمر صحافي في القدس المحتلة في ختام زيارته إسرائيل، إن واشنطن «تدعم النشاط الإسرائيلي لفرملة النفوذ الإيراني في سورية»، وقال إن من حق إسرائيل أن تتحرك لاعتراض شحنات أسلحة خطيرة وصواريخ بعيدة المدى، فـ «هذا دفاع عن النفس بكل وضوح». وأردف أن الولايات المتحدة وروسيا ليستا قادرتين وحدهما على إخراج القوات الإيرانية من سورية، و «يجب الاعتراف بأن الوضع معقد. أبلغني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيسعد برؤية القوات الإيرانية تعود إلى إيران، لكنه أوضح لنا أنه ليس في وسعه وحده أن يفعل ذلك، لذا يجب بذل جهد مشترك لحل المشكلة». وأضاف: «لكنه أبلغنا أيضاً بأن مصالحه ومصالح إيران ليستا متطابقتين تماماً. لذا فمن الواضح أننا نتحدث معه في خصوص الدور الذي يمكنهم لعبه... سنرى ما يمكن لنا وللآخرين الاتفاق في شأنه في ما يتعلق بحل الصراع في سورية. لكن الشرط المسبق الوحيد هو سحب كل القوات الإيرانية إلى إيران». وتابع أنه سيتناول الموضوع اليوم مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف حين يلتقيان في جنيف اليوم.
ورداً على سؤال إن كان هناك أي تفاهم أميركي - روسي في شأن عملية للنظام السوري في إدلب، قال بولتون: «لا. لكننا نشعر بالقلق الشديد عندما ننظر إلى الموقف العسكري، ونريد أن نوضح للأسد بما لا يدع مجالاً للشك أننا نتوقع عدم استخدام أي أسلحة كيماوية أو بيولوجية إذا ما كانت هناك أعمال عسكرية إضافية في إدلب»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وقال إن الولايات المتحدة سترد «بقوة» إذا جرى شن هجوم كيماوي أو بيولوجي في إدلب. وكرر تحذيره: «عليهم (السوريون) التفكير بحق في ذلك طويلاً قبل اتخاذ أي قرار».
وقال بولتون إن واشنطن تملك أوراق الضغط في محادثاتها مع موسكو لأن «الروس عالقون هناك في الوقت الحالي... ولا أعتقد بأنهم يريدون أن يظلوا عالقين هناك. أرى أن نشاطهم الديبلوماسي المحموم في أوروبا يشير إلى أنهم يودون إيجاد آخرين مثلاً لتحمل تكلفة إعادة إعمار سورية، وهو ما قد ينجحون أو لا ينجحون في فعله». في المقابل، قال الكرملين إنه يختلف مع بولتون في تقويمه بأن روسيا عالقة في سورية، مشيراً إلى أن أميركا ما زالت لها قوات هناك.
وعن الجولان، قال بولتون في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «سمعت اقتراح الفكرة، ولكن لا يوجد نقاش يدور حولها ولا قرار داخل الحكومة الأميركية... من الواضح أننا نفهم قول إسرائيل إنها ضمت هضبة الجولان، ونحن نتفهم موقفهم، لكن لا تغيير في الموقف الأميركي حالياً». وعقّب نائب الوزير في مكتب رئيس الحكومة مايكل أورن: «الأميركيون يفضلون أن ننهمك الآن في تطوير الجولان وليس في مسألة الاعتراف، ونحن بصدد أكبر خطة لتطوير الجولان منذ خمسين عاماً تقضي أساساً بأن يصل عدد سكانه إلى 100 ألف، وهكذا يصبح جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل، وعندها سيحصل الاعتراف الدولي من خلال فرض واقع ناجز».
وفي الشأن الإيراني، تطرق بولتون إلى ما وصفه بـ «تغييرات دراماتيكية» أعقبت قرار الرئيس دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووي وفرض عقوبات على طهران. وقال إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير النظام في إيران، إنما «ترغب في رؤية تغيير جدي في سلوكه». وأضاف أن «مطرقة العقوبات حققت نتائج أكبر مما توقعناه». وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات، و «ستكون أصعب من تلك التي فرضتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما حتى يغير النظام سلوكه». وقال إن الولايات المتحدة تهدف إلى تحقيق وقف تام لتصدير النفط الإيراني ومشتقاته من إيران حتى يغير النظام سياسته، مضيفاً: «نتوقع أن يرى الأوروبيون، كما ترى الشركات في كل أنحاء أوروبا، أن الاختيار بين إجراء معاملات مع إيران وإجراء معاملات مع الولايات المتحدة واضح جداً لهم». وأضاف «لذا سنرى إلى ماذا ستؤول الأمور في تشرين الأول(نوفمبر). وتابع: «يجب ألا يكون هناك شك في رغبة الولايات المتحدة في حل المسألة سلمياً لكننا مستعدون تماماً لأي احتمالات من جانب إيران».
وفي الشأن التركي، قال بولتون إنه يمكن أنقرة إنهاء الأزمة التي تمر بها الليرة «فوراً» بإطلاق القس الأميركي المحتجز في تركيا. وأضاف خلال مقابلة أجرتها «رويترز» معه، أن ضخ أموال قطرية لن يساعد الاقتصاد التركي.
فلسطينياً، قال بولتون إن الهدف الرئيس من خطة السلام التي يعدّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو «منح فرصة للفلسطينيين المأسورين بنهج حركة حماس لعَيش كريم ورغيد»، لكنه أشار إلى أنه في هذه المرحلة لم يحدد جدول زمني لطرح الخطة. | |
|