| | التاريخ: آب ٢٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | البشير يعفو عن حَمَلة السلاح والمهدي يطالب بردّ السلطة إلى الشعب | البشير الخرطوم - النور أحمد النور
جدد الرئيس السوداني عمر البشير العفو عن حاملي السلاح، ودعا الحركات المسلحة والقوى الممانعة إلى الانضمام إلى عملية الحوار والسلام والمساهمة في «بناء الوطن الواعد»، بينما عرض زعيم «حزب الأمة المعارض» الصادق المهدي على أهل السلطة «غصن زيتون» مقابل «تسليم البلاد ورد السلطة إلى الشعب السوداني».
وأعلن البشير في خطاب لمناسبة عيد الأضحى بثه التلفزيون الرسمي التزامه التام والكامل تنفيذ وثيقة الحوار الوطني التي اعتبرها «أعظم إنجاز سياسي حققه السودان منذ الاستقلال»، مشدداً في الوقت على ذاته على تمسكه بـ «السلام والحوار منهجاً لتجاوز كل العقبات والخلافات». وأكد تطلعه إلى «إحداث تحولات جوهرية في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تلبي تطلعات الشعب وتساهم في تخفيف الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وما ترتب عليها من مصاعب معيشية»، مشيراً إلى أنه «عازم على معالجة المشكلات التي يعانيها الاقتصاد السوداني بما يحقق ظروفاً حياتية أفضل للمواطنين».
وأعلن الرئيس السوداني عن سلسلة خطوات يطمح إلى تحقيقها في المرحلة المقبلة، بينها مراجعة مرتكزات الاقتصاد بصورة جذرية، تؤدي إلى إقرار سياسات تفصيلية وإجراءات محفزة للإنتاج، والإشراف على تحديد أولويات الصرف على المشاريع التنموية وتوفير الحاجات الضرورية للاستخدامات الإستراتيجية لضمان حسن توظيف الموارد المتاحة، وفتح مجالات التعاون الاقتصادي البنّاء مع الدول ذات الثقل الاقتصادي وفتح أسواق جديدة للمنتجات السودانية.
ووعد البشير بإعلان قريب عن لجنة قومية لبدء حوار حول تعديل الدستور وصوغ دستور جديد، بعدما اكتملت المشاورات التي استغرقت زمناً، وخلصت إلى توافقات حول مهماتها وتخصصاتها، لتبدأ بها المرحلة التأسيسية للحوار حول متطلبات الدستور وصولاً إلى مرحلة وضع الدستور الدائم للبلاد.
إلى ذلك، قال المهدي إن ضَرورات الجهادِ المدني اقتضت أن يحْضَرَ العيد خارج الوَطَن. و»لكن الوَطَنَ إنْ لَمْ نَكُنْ فِيْهِ فَهُوَ فِيْنا». وزاد أن «نِظَام الحُكم الحالي من استخفافهِ بمواطنيه، لم يُجْر حواراً حقيقياً إلا بوساطة أجنبية، وخارج الوطن، لذلك أبْرَم كل اتفاقاته في كينيا، وأوغندا، ونيجيريا، وأسمرا، وقطر». وأضاف: «إنه نظام تغريب للقضية الوطنيةِ. وغيابنا الآن متصل بالقضية الوطنية كما تتابعون، وسينتهي إن شاء الله عودةً إلى الوطن».
وعرض المهدي في بيان تلاه نيابة عنه عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة «شؤون الأنصار» (الطائفة الدينية التي يستند إليها حزبه)، «غصن زيتون على أهل السلطة مقابل تسليم البلاد ورد الأمر لأهله، (الشعب السوداني)، وذلك بأسلوب ناعم عبر حوار باستحقاقاته، على غرار الانتقال للحزب الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، ولجماعة فرانكو في أسبانيا، ولحزب بينوشي في تشيلي وغيرهم».
وفي ما يتعلق بجمع قوى المعارضة، أكد المهدي أن تحالف «قوى نداء السودان» أصبح تكويناً جامعاً لقوى سياسية مدنية، وقوى الجبهة الثورية المسلحة، ومنظمات مجتمع مدني. وشدد على أن موقفه المبدئي من العمل لنظام جديد بالقوة المسلحة «مرفوض»، لافتاً إلى أن ذلك «سيجبرنا على الاستعانة بجهة أجنبية». وقال: «حتى إذا حقق إسقاط النظام بالقوة، فإنه سيضطر لإقامة نظام تحميه القوة، أي أنه سيكون على حساب تحقيق الديموقراطية».
عن حَمَلة السلاح والمهدي يطالب بردّ السلطة إلى الشعب
| |
|