التاريخ: آب ٢١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
وفاة مؤسس حركة «كتلة السلام» الإسرائيلية أوري أفنيري
وفاة أوري أفنيري أول صحافي إسرائيلي التقى عرفات
رام الله - «الحياة»

نعت القيادة الفلسطينية وقيادة القوى السياسية الفلسطينية في إسرائيل، مؤسس حركة «كتلة السلام» الإسرائيلية أوري أفنيري، الذي توفي في أحد مستشفيات تل أبيب ليل الأحد- الإثنين، متأثراً بجلطة دماغية، عن عمر يناهز 94 سنة. وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاً هاتفياً بعائلة أفنيري وعدد من أصدقائه اليساريين الإسرائيليين المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، وقدم لهم التعزية بوفاته.

ووصف عباس الراحل أفنيري، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، بأنه كان «أيقونة من أجل السلام الحقيقي والدائم في المنطقة». وأضاف: «كان من أوائل الذي أيدوا بشدة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودعا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي العربية التي احتلت في العام 1967».

وقاد أفنيري العديد من التظاهرات والأنشطة المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

ونعى رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل محمد بركة، أفنيري، واصفاً إياه بأنه «كان على مدى عقود صوتاً جهورياً ضد الاحتلال». وقال إن أفنيري كان منادياً لقيام الدولة الفلسطينية، وأسس حركة «كتلة السلام»، التي يسجل لها أنها أدّت دوراً طليعياً في المطالبة بمقاطعة المستوطنات، على المستويين المحلي والعالمي.

ولفت بركة إلى أن «أفنيري بدأ حياته عنصراً في العصابات الصهيونية الأشد تطرفاً (الإيتسيل)، ومعادياً للشعب الفلسطيني، وكان نصيراً وداعماً لعقلية الحرب، خصوصاً في حرب الـ1967، لكن بدأت توجهاته تنقلب لاحقاً حتى رست على مناهضة الاحتلال».

وأفنيري من أوائل القادة الإسرائيليين الذين طالبوا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومن أوائل من فتحوا حواراً مع منظمة التحرير، إذ كان أول صحافي إسرائيلي يلتقي في شكل علني الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات العام 1982 في إطار تغطيته أحداث الغزو الإسرائيلي للبنان والحرب مع منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بعدما بادر إلى خرق الحصار الإسرائيلي على بيروت آنذاك. وعندما تعرض عرفات لحصار ثانٍ في مقر إقامته في رام الله في العام 2002، بادر أفنيري إلى زيارته مرات عدة.

ودأبت «كتلة السلام» التي أقامها أفنيري على إصدار لوائح بأسماء الشركات والمصانع العاملة في المستوطنات، والمطالبة بمقاطتها دولياً ومحلياً. وكرّس أفنيري جهده في السنوات الماضية للكتابة في الصحافة الإسرائيلية، ضد الاحتلال والاستيطان.

وعلى رغم سنه المتقدم، دأب أفنيري على المشاركة في التظاهرات ضد جدار الفصل الإسرائيلي، وفي دعم رافضي الخدمة في جيش الاحتلال.

وفرّ أفنيري عندما كان في العاشرة من عمره مع عائلته من ألمانيا النازية إلى فلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني، وأصبح صحافياً وسياسياً، وكان أحد أبرز الأصوات المسموعة والمفوهة لليسار الإسرائيلي، وتولى عضوية الكنيست بين الأعوام 1965 و1974، وبين 1979 و1981، بوصفه زعيماً لحزب يساري.

ونعى زعيم القائمة «المشتركة» في الكنيست النائب أيمن عودة، النائب الأسبق أفنيري قائلاً: «في لقائنا الأخير إلى جانب ضريح ياسر عرفات، أخبرني كيف اخترق حصار بيروت والتقى عرفات ليعمل جاهداً على نسف أكاذيب حكومة بيغن شارون بخصوص منظمة التحرير وياسر عرفات».

وأضاف: «منذ صغري وأنا أراه في كل المفارق ضد الاحتلال. أوري أفنيري، السلام عليك أيها الأخ الصديق، طوبى لمن قال لا في وجه الإجماع».

ووصفت زعيمة المعارضة من حزب «الاتحاد الصهيوني» (يسار وسط) تسيبي ليفني، أفنيري بأنه «صحافي شجاع ورجل طليعي يندر وجوده». وأشارت إلى أنه حافظ على «مبادئه على رغم الهجمات، وزرع في قلوب الإسرائيليين أفكار السلام والاعتدال حتى عندما لم تكن في قاموسهم».