| | التاريخ: آب ٢١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | لافروف وباسيل يفصلان اللاجئين عن التسوية وينتقدان بشدة مفوضية الأمم المتحدة | موسكو - سامر إلياس
اتفق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف واللبناني جبران باسيل على ضرورة عدم ربط عودة اللاجئين السوريين بالحل السياسي. وفي حين انتقد لافروف موقف الغرب من موضوع إعادة الإعمار، أعرب باسيل عن أمله بأن يصبح لبنان منصة لإعادة الإعمار في سورية. في موازاة ذلك، شهدت محافظة إدلب خروقاً محدودة لليوم السادس، في وقت شدد لافروف على ضرورة الفصل بين مقاتلي «جبهة النصرة» والفصائل المسلحة المستعدة للانخراط في العملية السياسية، كاشفاً عن جلسة محادثات جديدة في غضون أيام مع الجانب التركي للبحث في الأوضاع في إدلب. وفيما نفى الكرملين بحث موضوع تقديم ألمانيا دعماً مادياً لعودة اللاجئين السوريين، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المشاورات مستمرة من أجل عقد اجتماع رباعي يضم ألمانيا وروسيا وفرنسا وتركيا، مشيراً إلى أن ضامني آستانة سيجتمعون مع المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا في الأيام العشرة الأولى من الشهر المقبل في جنيف.
وأكد باسيل أن بلاده مهتمة بإنجاح المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين، مشدداً على أن «موقف لبنان من النازحين معروف، وهو العودة السريعة الممرحلة والآمنة إلى بلادهم، من دون ربط عودتهم بالعملية السياسية». وزاد أن لبنان لا يرى سبباً لبقائهم على أراضيه مع وجود مناطق تتمتع بالاستقرار والسلام.
من جهة أخرى، قال لافروف أن لبنان يجب ألا يتحول إلى رهينة لأزمة اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن روسيا تعارض التدخل الأجنبي في شؤون لبنان الداخلية، وتعمل على «العـودة الآمنة للاجئين السوريين منه إلى بلادهم»، لافتاً إلى أن «ظروف عودتهم ستتحسن».
ومع إشارته إلى أن «رفض الولايات المتحدة المشاركة في إعادة إعمار سورية يهدف إلى عرقلة عودة اللاجئين إلى بلادهم»، لفت إلى أن «واشنطن مهتمة فقط بإعادة إعمار مناطق في شرق الفرات، حيث تسيطر قوات جهات تتعامل معها، وهناك تتم عمليات إعادة الإعمار ونزع الألغام وبناء المدارس والشوارع بسرعة». كما اتهم الولايات المتحدة بأنها تحافظ على منطقة أمنية في منطقة التنف التي تنشط فيها «النصرة» لمهاجمة دمشق ومناطق أخرى، وتهدف إلى تعطيل عودة اللاجئين من الأردن. وشدد على أن موسكو ستواصل العمل مع تركيا والأردن وأوروبا لعودة اللاجئين السوريين، لافتاً إلى أن هناك دولاً أوروبية انضمت إلى الجهود الروسية، «ما تأكد عبر الحملة الفرنسية - الروسية للمساعدات الإنسانية في الغوطة».
وقال لافروف أن «الإدارة السياسية في الأمانة العامة للأمم المتحدة أصدرت ونشرت في كل منظمات الأمم المتحدة، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، توجيهاً سرياً يحظر على المنظمات العاملة تحت إطار المنظمة الدولية، المشاركة في أي مشروعات لإعادة الاقتصاد السوري. ولا شيء أكثر من المساعدات الإنسانية فقط».
ووجه الوزيران انتقادات حادة إلى موقف للمفوضية السامية للأمم المتحدة التي قالت أنها تستطيع ضمان عودة ما يقارب 5 ملايين لاجئ سوري من دول الجوار في ظل استمرار النزاع في البلاد، وقال باسيل: «مثل هذه التصريحات التي تتغاضى عن التغيرات الإيجابية على الأرض، تتسبب في مشكلات خطيرة بين لبنان والمفوضية الأممية... ولن نقبل أبداً بالخطاب الذي من شأنه تكريس وجود اللاجئين في الأراضي اللبنانية».
واستبعد الناطق باسم الهيئة السورية العليا المعارضة للتفاوض يحيى العريضي نجاح محاولات روسيا لـ «إغلاق ملف اللاجئين»، موضحاً أن الدول المعنية باللاجئين، غير لبنان ومفوضية اللاجئين، لم تحصل على إجابة شافية من روسيا عن وجود البيئة الآمنة المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم، لذلك لن تجاري هذه البلدان روسيا في مسعاها هذا».
وأشار في اتصال أجرته معه «الحياة»، إلى أن «لبنان هو الأكثر حماسة لإعادة اللاجئين السوريين وإسداء خدمة لنظام (الرئيس بشار) الأسد وروسيا لأن حزب الله يتحكم في الشأن اللبناني».
ولفت العريضي إلى أن «خطر داعش ما زال قائماً، والدليل هو جرح السويداء الذي ما زال ماثلاً... ما يعني عدم وجود بيئة آمنة في سورية حتى الآن». وخلص إلى أن «مسببات هروب السوريين بحثاً عن الأمان ما زالت قائمة بوجود حملات الاعتقال التي يشنها النظام، والقتل المتواصل بمساعدة إيران وروسيا وحزب الله ضد معارضي الأسد».
لافروف: لإبعاد لبنان عن تأثيرات الأزمة السورية باسيل: لعدم ربط عودة النازحين بالحل السياسي
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «ضرورة تعميق التعاون بين روسيا ولبنان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية»، لافتاً إلى أن «روسيا ولبنان يتشاركان الرؤية نفسها في ما يتعلق ببعض القضايا في المنطقة».
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل في موسكو أن «علينا العمل على منع تحول لبنان ملعباً للأطراف المختلفين وإبعاده عن تأثيرات الأزمة السورية«، وأعلن «أن روسيا تعارض التدخل الأجنبي في شؤون لبنان الداخلية». وشدد على «أن استقرار لبنان أساس لاستقرار المنطقة»، داعياً إلى «إيجاد الحلول للقضايا الداخلية من خلال الحوار».
وأكد لافروف أنه «خلال الشهر الماضي عاد 7 آلاف لاجئ سوري من لبنان ونحن جاهزون لمواصلة العمل في هذا الاتجاه».
وقال: «بحثنا في مسائل متعلقة بفرص عودة النازحين إلى بلدهم وكيفية العمل معاً لتحقيق هذا الهدف»، مؤكداً أن «روسيا ستعمل مع لبنان على تسهيل عودة السوريين إلى بلادهم، ويجب ألا يصبح لبنان رهينة لمشكلة اللاجئين السوريين».
وشدد باسيل على أن «موقف لبنان من النازحين معروف وهو العودة السريعة الممرحلة والآمنة إلى بلادهم من دون ربط عودتهم بالعملية والحل السياسي».
ولفت إلى أنه «في آخر لقاء بيننا في تشرين الثاني(نوفمبر) 2017 تحدثنا عن مبادرة لفصل ملف النزوح عن الحل السياسي وهو ما ورد في بيان سوتشي يومها ولذلك نحن نؤيد المبادرة الروسية بالكامل»، مشيراً إلى «أننا تحدثنا عن فتح تواصل مباشر بين الوزارتين ومؤسسات البلدين لتحويل المبادرة إلى الناحية التنفيذية».
واعتبر أن «المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين شكلت الغطاء السياسي والمعنوي للتشجيع على العودة»، مشيراً إلى «أننا طرحنا أفكاراً مرتبطة بآلية عودة النازحين من بينها التفريق بين النازح الاقتصادي والنازح الأمني»، لافتاً إلى أن «هذه المبادرة تأتي في سياق الحفاظ على التنوع واتفقنا على جعلها تنفيذية وهي شكلت الغطاء السياسي والمعنوي للتشجيع على العودة».
وأكد باسيل أن «لبنان يجب أن يكون منصة لإعادة إعمار سورية ومن هنا أهمية التعاون اللبناني-الروسي»، داعياً إلى «خلق أو إعادة تفكير بخلق مساحة مشتركة مشرقية توفر الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين وتكافح الإرهاب والأحادية وتعمم التسامح والقبول بالآخر وترتكز إلى ازدهار اقتصادي وتنمية مستدامة عبر سوق مشرقية مشتركة بالتعاون مع شريك إستراتيجي هو روسيا من دون إغفال الدول الأخرى»، لافتاً إلى «اقتراح أن يدعو لبنان وروسيا إلى مؤتمر للبحث في هذه القضية».
وأشار إلى أن «لبنان ليس فقط مؤيداً للمبادرة الروسية بل معني بنجاحها عبر وضع كل إمكاناته لتصب في هذا الإطار فالظروف في سورية تغيرت ولم يعد من مبرر لبقاء النازحين وهذا ما يسهل الحل السياسي وليس العكس»، مؤكداً «أننا نشجع الشركات الروسية على المشاركة في مناقصة جديدة لتطوير مكامن النفط والغاز في الجرف اللبناني ونجاح الشركات من شأنه أن يعزز ذلك الاستقرار في المنطقة».
وأوضح باسيل أن «بعض التصريحات سببت الأزمة الأخيرة مع مفوضية اللاجئين ونحن لا نقبل السياسة القائمة على تشجيع النازحين على البقاء بدل تشجيع العودة الآمنة»، داعياً الدول الصديقة إلى «التعاطي بواقعية مع الموضوع السوري وبخاصة النازحين إذ ليس من مصلحة أحد انهيار لبنان اقتصادياً تحت وطأة النزوح الثقيل»، مشيراً إلى أن «العودة بدأت ونرى بداية تغيير في مواقف بعض الدول وما تقوم به روسيا مشجع في هذا الإطار». | |
|