التاريخ: آب ٢١, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
حقائق عن «مجزرة الكيماوي» في غوطة دمشق
أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن حصوله على معلومات عن مواصلة قوات النظام السوري بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة الكيماوي في غوطتي العاصمة دمشق، عمليات طمسها للأدلة والحقائق التي تثبت تنفيذها المجزرة.

ووفق «المرصد السوري»، فإن قوات النظام منذ تثبيت سيطرتها على غوطة دمشق الشرقية، والانتهاء من عمليات التمشيط والتعفيش «النهب» والمداهمة والاعتقال، تعمل على ملف مجزرة الكيماوي، إذ أكدت مصادر وصفها «المرصد بـ «الموثوقة» أن سلطات النظام استدعت العشرات ممن كانوا متواجدين خلال المجزرة وبعدها، حيث استدعي كل من وثق وصوَّر وشارك في تكفين الشهداء ودفنهم، وكل من شارك في علاج المصابين، وجرى التحقيق في شكل مفصل عبر سؤالهم عن كامل حيثيات المجزرة وتفاصيلها، ومن ثم تعدى الأمر إلى حد قيام النظام باستدعاء المسؤولين عن مقابر زملكا وعين ترما وعربين، ليجري الاستدلال منهم على مكان مقابر ضحايا مجزرة الأسلحة الكيماوية في العاصمة دمشق.

وأكدت «المصادر الموثوقة» أنها رصدت تعمد النظام الدخول إلى المقابر، والبدء بعمليات نبش القبور، وانتشال الرفات ونقلها إلى مناطق أخرى مجهولة إلى الآن، في تصرفات واضحة من النظام يعمد من خلالها إلى طمس معالم الجريمة البشعة التي نفذها، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين، حيث جرى توثيق 500 من المدنيين في كل من غوطتي دمشق الشرقية والغربيــة، بــيـنـهم 80 طفـلاً دون سن الثامنة عشرة، ونحو 140 مواطنة فوق سن الـ18.

كذلك حصل المرصد السوري من شهود عيان وسكان من غوطة دمشق الشرقية، على معلومات متقاطعة أكدت، أن القصف الذي جرى في 21 آب (أغسطس) 2013، عند الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، كان بواسطة صواريخ سمعت أصوات إطلاقها بقوة، ومن ثم لم يسمع أي دوي انفجار بعد سقوطها، على مدينة زملكا، وفي المنطقة الواقعة بين مدينتي زملكا وعين ترما، إذ لم يكن قد سمع قبلها وفق شهادة الأهالي، صوتاً لمثل هذا النوع من الأسلحة، وبعد عمليات القصف شوهد مئات الشهداء والمصابين، في زملكا ومحيطها ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية.

وعزت المصادر المتقاطعة والأهلية للمرصد السبب إلى تحضير الفصائل العاملة في الغوطة حينها لعملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام، عبر هجوم مركز ومكثف وعنيف يهدف إلى الدخول إلى العاصمة والسيطرة عليها والبدء بحرب عصابات داخلها، إلى أن قوات النظام الأمنية والعسكرية، تمكنت من الحصول على معلومات حول التحضر للهجوم في شكل حقيقي من قبل آلاف المقاتلين في الفصائل.

وتحدثت مصادر أن قوات النظام في تلك المرحلة لم تكن في كامل جاهزيتها لمثل هذا النوع من الهجوم الذي جرى التحضير له بشكل كبير ودقيق من قبل الفصائل، فما كان منها إلا أن عاجلت مركز انطلاق العملية العسكرية ضد دمشق، بصواريخ تحمل مواد كيماوية، أطلقت وفق «المرصد»، بأوامر من ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري والقائد الحالي للفرقة الرابعة بعد تعيينه في نيسان (أبريل) من العام 2018 في منصبه، وجرى تنفيذ الأمر من قبل لواء منحدر من منطقة صافيتا في ريف محافظة طرطوس الساحلية.

يذكر أن «مجزرة الكيماوي» أودت بحياة مئات المدنيين والأطفال والمواطنات والمقاتلين، وتسبب بإصابة مئات آخرين.