التاريخ: آب ٢٠, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
وثيقة تنظم حكم السودان «بعد التغيير»
الخرطوم - النور احمد النور
أنتجت لجنة مؤلفة من خبراء سودانيين مستقلين بمبادرة من متمردي «الحركة الشعبية - الشمال»، وثيقة قالت إنها تشكل برنامج عمل وسياسات بديلة قابلة للتطبيق فور إحداث تغيير في السودان عبر نظام جديد.

وعملت لجنة الخبراء الاستشارية على إعداد تقريرها تحت عنوان «نحو تحول سياسي مستدام في السودان: عناصر خريطة الطريق». وصدرت الوثيقة بعنوان نحو عقد اجتماعي واقتصادي وثقافي جديد».

وأعلنت اللجنة في بيان مواصلة مشاوراتها مع «الحركة الشعبية» بقيادة مالك عقار وقوى المعارضة الأخرى ومنظمات المجتمع المدني لتطوير برنامجها الحالي حتى يستجيب احتياجات السودانيين وإنشاء مؤسسة بحثية استناداً إلى الخبرة المكتسبة في العمل المشترك بما يتيح الوصول إلى حصيلة سياسات مدروسة تخدم مستقبل البلاد.

وذكر إن اللجنة استعانت خلال عملها بمجموعة خبراء وأكاديميين ومفكرين ومثقفين واسعة في مجالات القانون الدستوري، حقوق الإنسان والحقوق المدنية، الحكم، السياسة الخارجية، الأمن، التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والثقافة والهوية. ووفق البيان فإن كل من العطا حسن البطحاني، أنور الحاج، النور حمد، إبراهيم طه أيوب، كمال الجزولي، مالك عقار آير، مصطفى شريف، نصر الدين عبد الباري، محمد إبراهيم خليل، رشيد سعيد يعقوب وياسر عرمان سعيد، ساهموا في إعداد الوثيقة، فضلاً عن آخرين آثروا عدم ذكر أسمائهم.

واقترحت الوثيقة إعادة هيكلة مؤسسات الدولة لخدمة مصالح الغالبية عبر تبني الحكم الرشيد والالتزام بتقديم الخدمات الأساسية وفي مقدمها الماء النظيف والعلاج والتعليم وغيرها. ودعت الوثيقة إلى قطيعة تامة مع السياسات القديمة وطرحت مشروعاً جديداً لوضع البلاد في مسار مغاير يوقف انهيار الاقتصاد ويحسن أوضاع المعيشة ويضع حداً لانتهاكات حقوق الإنسان وغياب الحريات ويفرض سيادة حكم القانون والعدالة ويؤسس لنموذج جديد للتنمية والحكم ينهي سياسات التمييز والإقصاء والفساد المستشري.

ودعت إلى دعم العلاقات السلمية والتعاون والتكامل الإقليمي مع دول الجوار وتوطيد السلم والاستقرار على المستوى الدولي، مع إعطاء الأولوية لبناء علاقة إستراتيجية بين دولتي السودان وجنوب السودان.

في سياق آخر، يواجه آلاف المعدنيين السودانين العالقين بمناطق تعدين الذهب في بلدة كوري على الحدود التشادية - الليبية، صعوبات بالغة التعقيد بسبب انعدام وسائل الحركة بعد اشتباكات شهدتها المنطقة بين الجيش التشادي والمعارضة.

ووقعت السبت الماضي اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة التشادية وقوات المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية التشادية وطالبت فيه الحكومة التشادية بإخلاء المنطقة من كل المعدنيين.

ولاذ الآلآف من المعدنيين من جنسيات مختلفة بالفرار إلى الحدود الليبية طلباً للنجاة من عواقب انفلات الأوضاع الأمنية هناك ولكن ما زال هنالك أعداد كبيرة منهم عالقين بالمناطق لعدم توافر وسائل النقل.

وقال أحد السودانيين الذين فروا إلى ليبيا واسمه جابر الطاهر عيسى، إنهم وصلوا إلى الحدود الليبية بعد قطع أكثر من 90 كلم سيراً على الأقدام.

وأوضح صالح أن معظمهم فروا إلى حدود النيجر كما أن هنالك سودانين لم يعرف أماكنهم بعد وإن شبكات الاتصال أصبحت معدومة.