| | التاريخ: آب ٢٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مسلحون إلى «الميليشيات الرديفة»... هرباً من الملاحقات | بعد سيطرتها على ريف حمص الشمالي، ربط النظام السوري كل حركة أو معاملة في الدوائر «الرسمية» ببيان وضع من شعبة «التجنيد»، وعلى غير المعتاد لم تنفذ قوات النظام والأفرع الأمنية أي حملة اعتقالات تهدف إلى سَوق المتخلفين عن الخدمة، بل اتخذت خطة بديلة تهدف من خلالها للتضييق على الشباب وإجبارهم على الالتحاق بصفوفها من طريق التجنيد الإجباري، أو الالتحاق بالميليشيات الرديفة المساندة لقوات الأسد في العمليات العسكرية وفق موقع عنب بلدي الإخباري.
استراتيجية التضييق الجديدة إلى جانب سيطرة قوات النظام على معظم المناطق التي كانت تنتشر فيها المعارضة، دفعت عدداً لا بأس به من المتخلفين عن الخدمة للتقدم إلى شعبة التجنيد، ليتم سَوقهم.
ورفضت شعبة التجنيد سَوق الشباب، وأجلت تجنيدهم إلى أجل غير معلوم، وفق مصدر من داخل تجمع «الدريج» في ريف دمشق، لـ «عنب بلدي».
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، «يوجد في التجمع أكثر من 15 ألف عسكري يفرز عدد منهم ويدخل وافدون جدد، ما شكل أزمة في الفرز، وجعل شعب التجنيد ترفض سَوق المتخلفين في بعض المناطق».
وأكد ذلك الشاب محمد، من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، الذي راجع شعبة التجنيد للحصول على دفتر خدمة علم والالتحاق بالخدمة، ويقول: «رفضت الشعبة سوقي الآن، وتم تأجيلي ستة أشهر»، مشيراً إلى أنه بسبب الوضع المادي السيئ وعدم القدرة على العمل راجع الشعبة، معتبراً أن الخدمة باتت «تحصيل حاصل».
وسيطرت قوات النظام على ريف حمص الشمالي، مطلع أيار (مايو) الماضي، وبموجب ذلك خرج المقاتلون الرافضون للتسوية وعائلاتهم إلى إدلب.
ويرى الموقع أنه «مع سيطرة قوات النظام» على المنطقة بدأ وسطاء بالترويج لميليشيات تساند تلك القوات، لتفتح مكاتب لها في شكل منظم كميليشيات «القاطرجي»، و «الطرماح»، و «لواء الرضا». مهمة هذه المكاتب هي تجنيد الراغبين في صفوفها بعد خضوعهم لمقابلة بسيطة، وبغض النظر عن الملف الأمني للمتقدم في أفرع الأمن، إذ تعمل مكاتب خاصة على تبييض صفحة المتطوع الأمنية لدى فروع النظام السوري.
ولاقت هذه الميليشيات إقبالاً واسعاً لدى المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وعلى رغم عدم احتساب الفترة التي يقضيها المتطوع مع الميليشيات من خدمته العسكرية، كان سوء الأوضاع المادية للكثير من سكان المنطقة الدافع الرئيسي لمعظم المتطوعين، إضافة إلى الخوف من الملاحقة الأمنية من قبل أفرع الاستخبارات وفق «عنب بلدي».
أحد متطوعي ميليشيات القاطرجي من قرية الغنطو، قال: «إن التوجه إلى الشمال السوري لم يكن خياراً سليماً، ولا التطوع مع قوات الأسد بمختلف تسمياتها أيضاً»، مضيفاً «أن تردي الوضع المادي بسبب الحرب الطويلة واقع اضطر بعض الشباب السوري للعمل كمرتزقة على جانبي الصراع في سورية.
ويبلغ الراتب الشهري في تلك الميليشيات بحدود 70 ألف ليرة (155 دولاراً تقريباً)، أما في الخدمة الإلزامية فلا يتجاوز 14 ألف ليرة، وفق المتطوع الذي رفض كشف هويته لأسباب تتعلق بسلامته.
ويشير التقرير إلى أن ما يحصل في ريف حمص تكرر في مناطق توصلت إلى تسوية مع روسيا والنظام السوري، كما يحصل في درعا، التي تشهد إقبالاً ملحوظاً من المتخلفين عن الخدمة العسكرية كخيار فرضته قوات النظام.
ووفق «عنب بلدي»، في درعا تم تسجيل نحو 2500 عنصر من المطلوبين لخدمتي الجيش، الاحتياطية والإلزامية، في صفوف «الفيلق الخامس»، الذي يترأسه القيادي السابق في فصائل المعارضة، أحمد العودة.
بينما تجاوز أعداد المنتسبين لصفوف «الفرقة الرابعة» حوالى 1500 عنصر، مقابل عروض تقدمها «الفرقة»، لمنافسة «الفيلق الخامس» وجلب أكبر عدد من العناصر إليها.
وتفرض قوات النظام على أبناء درعا خيار الانضمام إلى أحد تشكيلاتها العسكرية والقتال في صفوفها، مقابل عدم اعتقالهم بتهم تتعلق بـ «الإرهاب»، وهذا ما يجعل الشباب المطلوبين أمام خيار الانتساب لتلك التشكيلات لحماية أنفسهم. | |
|