التاريخ: آب ١٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الجزائر: الموالاة تتقاسم الأدوار و «المنافع»
الجزائر - عاطف قدادرة
قال زعيم حزب سياسي موالٍ للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إنه لم يستشر أكبر حزبين للموالاة قبل مبادرته استدعاء 15 حزباً سياسياً لتوجيه نداء إلى بوتفليقة مضمونه «الإستمرار في الحكم».

واستجاب زعماء أحزاب لا تمتلك تمثيلاً واسعاً لدعوة عبدالقادر ساحلي الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري، الذي كشف مبادرة مستقلة تدعو بوتفليقة للاستمرار في الحكم. وسئل ساحلي إن كانت خطوته بتنسيق مع حزبي الموالاة، «جبهة التحرير الوطني» و «التجمع الوطني الديموقراطي»، فأجاب: «لم نستشر أحداً لكننا نعمل ضمن مسعى واحد هو دعم بوتفليقة».

وحضر قياديون على رأس أحزاب لا تمتلك تمثيلاً واسعاً، إلى قاعة ببوشاوي في الضاحية الغربية للعاصمة، وبينهم محمد بن حمو رئيس حزب الكرامة الذي التقى قبل أيام الأمين العام للحزب الحاكم جمال ولد عباس.

وفي حسابات الموالاة، تبادل الأدوار قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، لكن حسابات أخرى تتعلق بالتموضع ضمن تحالفات ما بعد الموعد الإنتخابي، تحرك التحالف الوطني الجمهوري، وينظر إلى ساحلي كبديل محتمل للدور الذي ظلت الحركة الشعبية الجزائرية تلعبه في السابق، إلا أنها هذه المرة تخلفت عن «ركب الموالين» في الحملة «السياسية» المسبقة لولاية خامسة للرئيس.

وبات واضحاً أن رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، لن يكون من المؤيدين مسبقاً لترشيح بوتفليقة مجدداً، فقابله حلفاؤه بالتخلي عن دوره مسبقاً أيضاً، وبن يونس صاحب خطاب ينتقد دور الموالاة بحجة أن «هناك من يضغط على الرئيس للترشح».

في السياق ذاته قال جمال ولد عباس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس، إن قرار «رئيس الجمهورية سيطبق بحذافيره في حال قبل أو رفض ترشحه». وكان يتحدث على هامش مشاركته في اختتام الجامعة الصيفية لجبهة «بوليساريو» في محافظة بومرداس (50 كلم شرق العاصمة).

وأضاف أن موقف جبهة التحرير الوطني «بترشيح الرئيس يشرّف كل الأحزاب بخاصة أن رئيس الجمهورية خط أحمر». مشيراً إلى أن «أكثر من 30 حزباً انضم إلى مبادرة الحزب من أجل دعوة الرئيس للترشح مجدداً، وفي حال رفض سيطبق قراره».

وتحاول الموالاة إعطاء انطباع بأن تحركها بريء من إيعاز، أي أن هذه الدعوات ليست بإيعاز من بوتفليقة، ما يدفعها إلى ترداد أنها ستقترح عليه الترشح وهو مَن يقرر. إلا أن السيناريو يبدو شبيهاً بما حصل في دورات الانتخابات الأربع التي فاز بها بوتفليقة، إذ وافق على الترشح لكل منها بدعوى «الاستجابة للمطالبة الملحة».