| | التاريخ: آب ١٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | استنفار أمني في مصر مع ذكرى اعتصاميْ «الإخوان» | حبس 6 عناصر سعت إلى استهداف كنيسة | عززت أجهزة الأمن المصرية إجراءاتها لتأمين منشآت مهمة وحيوية وميادين عامة مع قرب عيد الأضحى، تزامناً مع الذكرى الخامسة لفض اعتصامي جماعة «الإخوان المسلمين» في 14 آب (أغسطس) من العام 2013، في ميداني «رابعة العدوية» في القاهرة و «النهضة» في الجيزة، وهي المناسبة التي تستغلها الجماعة للتحريض ضد الحُكم، في وقت أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 6 من قيادات «الإخوان» في ضاحية السادس من أكتوبر جنوب القاهرة و7 آخرين في البحيرة شمال مصر، كانوا يخططون لإحداث فوضى بالتزامن مع ذكرى فض اعتصامي الجماعة.
وتأتي هذه الإجراءات، في ظل الكشف عن خليتين إرهابيتين في محيط القاهرة، إحداهما كانت تُخطط لاستهداف كنيسة العذراء في «مسطرد» شمال العاصمة، إذ قُتل انتحاري نتيجة انفجار عبوة ناسفة فيه بعدما فشل في تخطي الطوق الأمني حول الكنيسة، فيما اعتقل أفراد الخلية في أحياء مختلفة في العاصمة، أما الخلية الثانية، فقتل 6 من عناصرها في شقة في ضاحية السادس من أكتوبر جنوب القاهرة.
وأفادت وزارة الداخلية في بيان أمس، بأن عناصر قيادية في جماعة «الإخوان» من محافظة سوهاج (في الصعيد) فرت إلى ضاحية السادس من أكتوبر، واعتقلتهم قوات الأمن خلال تحضيرهم لإحداث حال من الفوضى وإثارة الشغب بالتزامن مع ذكرى فض اعتصام «رابعة العدوية».
وأشارت إلى معلومات عن إصدار قيادات الجماعة الفارة في الخارج تكليفات لعناصرها من قيادات الداخل، لإعادة إحياء نشاط الجماعة وتنفيذ مخطط يعتمد على نشر الإشاعات المغلوطة لإثارة المواطنين وحضهم على التظاهر وإحداث حال من الفوضى مع توفير أوجه الدعم المالي اللازم لتنفيذ المخطط، بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي تزامناً مع ذكرى فض «الاعتصام المسلح في ميدان رابعة العدوية». ولفت البيان إلى رصد نيّة عدد من قيادات الجماعة الفارة في محافظتي سوهاج في الجنوب والبحيرة في الشمال، عقد لقاءات تنظيمية لوضع آليات تنفيذ هذا المخطط ووسائل تمويله، وأمكن تحديد مكان لقاء العناصر الفارة من محافظة سوهاج في ضاحية السادس من أكتوبر، وتم ضبط 6 من عناصر الجماعة، 3 منهم محكومون غيابياً في قضايا عنف. كما تمكنت قوات الأمن من ضبط 7 عناصر من الجماعة في البحيرة.
وعثر في حوزة المتهمين على وثائق تنظيمية ووسائط إلكترونية تحوي تكليفات صادرة لهم ومبالغ مالية كبيرة. وقالت وزارة الداخلية إن نتائج التحريات أكدت مسؤولية الموقوفين عن توفير الدعم المالي من خلال التنظيم الدولي لـ «الإخوان» لإعادة إحياء نشاطات الجماعة داخل مصر والإنفاق على تحركات عناصرها لإثارة الشارع المصري.
في غضون ذلك، انتشرت قوات الجيش أمام المنشآت العسكرية، فيما عززت الشرطة وجودها أمام منشآت مهمة، ولوحظ انتشار حواجز ثابتة في شوارع القاهرة ليلاً، للتأكد من هوية المارة وتفتيش السيارات، خصوصاً في المناطق التي تضم مؤسسات مهمة أو سفارات أجنبية. وتجوب دوريات أمنية تضم أعداداً من أفراد الشرطة المدججين بالسلاح والملثمين أحياناً الميادين الكبرى في عواصم المحافظات لضبط الأمن.
وفي «ميدان التحرير» في قلب القاهرة، تراصت سيارات الشرطة وقوات الأمن لمنع أي تجمعات في ذكرى فض اعتصامي «الإخوان»، وجابت دوريات أمنية محيط وسط القاهرة للتأكد من استتباب الأمن.
واستنفر قطاع الحماية المدنية في وزارة الداخلية، خصوصاً خبراء المتفجرات للكشف عن أي عبوات في محيط المناطق التي قد تشكل أهدافاً للجماعات المتطرفة. كما شهد محيط الكنائس في مختلف المحافظات المصرية استنفاراً أمنياً ملحوظاً، وطُبقت إجراءات صارمة لحراسة الكنائس الكُبرى، التي فرض طوق أمني حولها ومنع مرور السيارات في محيطها، مع إخضاع كل زائريها للتفتيش.
حبس 6 عناصر سعت إلى استهداف كنيسة
أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق بحبس 6 متهمين في «خلية مسطرد» الإرهابية، التي سعت إلى استهداف كنيسة العذراء (شمال القاهرة) قبل أيام، لمدة 15 يوماً على ذمة تحقيقات تجريها نيابة أمن الدولة العليا.
وكان الانتشار الأمني في محيط كنيسة العذراء، أحبط عملية انتحارية لاستهدافها في 11 آب (أغسطس) الجاري، إثر ارتباك الإرهابي منفذ العملية، وانفجار العبوة الناسفة التي في حوزته قبل الوصول إلى الهدف. وغداة الواقعة، استطاعت قوات الأمن توقيف عناصر الخلية المتورطة في الهجوم.
ووجهت النيابة إلى المتهمين ارتكابهم جرائم «الانضمام إلى جماعة إرهابية أُسست على خلاف القانون الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، واعتناق أفكار تكفيرية وتغيير نظام الحكم بالقوة، والقيام بأعمال عدائية ضد منشآت الدولة الحيوية وضد دور العبادة والقوات المسلحة والشرطة، وكذلك ارتكاب جريمة إرهابية باستهداف كنيسة العذراء في منطقة مسطرد في محافظة القليوبية».
وتضم البؤرة الإرهابية سيدتين إحداهما زوجة أحد عناصر الخلية، والأخرى وصفتها وزارة الداخلية في بيانها بأنها «من العناصر النسائية التي لها دور بارز في مجال الاستقطاب والترويج للأفكار المتطرفة، وتقوم بتوفير الدعم المالي للعناصر الإرهابية بتكليف من بعض الفارين في الخارج».
ونقلت وسائل إعلام محلية اعترافات مفصلة أدلى بها المتهمون خلال التحقيقات، أفادوا فيها بتلقيهم تكليفاً من كوادر التنظيم لتأسيس جماعة إرهابية داخل مصر يعتنق أعضاؤها أفكار التنظيم القائمة على تكفير الحاكم وأفراد القوات المسلحة والشرطة، بزعم عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، واستباحة دمائهم ودماء المواطنين المسيحيين ودور عبادتهم وتحليل أموالهم وممتلكاتهم، وتنفيذ عمليات عدائية ضدهم وضد المنشآت العامة والحيوية، بغرض إسقاط الدولة والتأثير في مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. | |
|