| | التاريخ: آب ١٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | هادي يعرض في القاهرة «الدور التخريبي لإيران في اليمن» ومحاولة لاغتيال محافظ تعز في عدن | نجا محافظ تعز أمين محمود من محاولة لاغتياله بتفجير عبوة في عدن أمس، استهدفت موكبه في مدينة إنماء قرب منزل قائد المنطقة العسكرية الرابعة (محافظات عدن، تعز، لحج، الضالع، أبين) اللواء فضل حسن.
وفي القاهرة، عرض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «الدور التخريبي لإيران في بلاده»، وذلك خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أكد أن «تدخلات طهران تعد تهديداً خطيراً لمنظومة الأمن القومي العربي».
وتضاربت الأنباء عن مصير محافظ تعز بين روايات تؤكد إصابته بجروح خطرة، وأخرى أشارت إلى أن إصابته طفيفة، فيما سقط قتلى وجرحى في صفوف مرافقي المحافظ ومدنيين كانوا قرب مكان الانفجار.
وقال مسؤول في مكتب المحافظ لوكالة «رويترز»، أن محمود «لم يصب بجروح، لكن بعض مرافقيه أُصيب ونقِل إلى المستشفى».
وأكد هشام السامعي السكرتير الخاص لمحافظ تعز، أن «محاولة الاغتيال نُفِذت بعبوة، تلاها إطلاق نار على الموكب». وكتب على حسابه في «فايسبوك»: «المحافظ بخير»، فيما أفاد موقع «عدن الغد» بأن «الانفجار أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى»، مشيراً إلى «تضرر منازل بشظايا».
وكان محافظ تعز زار عدن قبل أيام، والتقى هادي الذي أمر بـ «تشكيل لجنة رئاسية أمنية وعسكرية، لحل مشكلات المحافظة، وإنهاء الخلافات بين فصائل المقاومة، بما يخدم أهداف الحكومة الشرعية لدحر ميليشيات الحوثيين، وفك الحصار عن المدينة».
في غضون ذلك، استكمل الجيش اليمني تمشيط مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة من جيوب الحوثيين.
وقال نائب ركن «عمليات اللواء الثاني عمالقة» العقيد أحمد الجحيلي لموقع «سبتمبر نت»، أن قوات الجيش تمكنت أمس من «تأمين مديرية الدريهمي بالكامل، بعد تمشيط واسع للمنطقة، وأسرت 13 من عناصر الميليشيات، كما استعادت كميات كبيرة من الأسلحة». وأكد أن القوات المشتركة اليمنية «تواصل تقدمها في اتجاه مدينة الحديدة لتحريرها من قبضة الحوثيين».
وكانت القوات المشتركة أحكمت سيطرتها على مركز مديرية الدريهمي أول من أمس. وأظهرت مقاطع فيديو آليات تركتها الميليشيات أثناء فرارها من المعارك، فيما أظهرت مقاطع أخرى القوات اليمنية أثناء انتشارها في مركز المديرية.
في جنيف (أ ف ب) أكد سفير اليمن لدى الأمم المتحدة علي مجاور لصحافيين أمس، إن حكومته «لم تتسلم بعد دعوة إلى مشاورات مقررة في جنيف الشهر المقبل، لكنها منفتحة على المشاركة فيها على رغم ضآلة احتمالات نجاحها». وأشار إلى أن الأمم المتحدة «لم تقدم تفاصيل بما فيها القضية الحساسة في شأن لقاء الحكومة والحوثيين وجهاً لوجه»، منذ إعلان الموفد الدولي مارتن غريفيث قبل أسبوعين، إجراء المشاورات في 6 أيلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف مجاور أن حكومته بانتظار توضيح من غريفيث حول «آلية المشاورات وفحواها». وتابع: «ستكون صعبة جداً، ولا نعتقد بأن الحوثيين سيقدمون تنازلات».
هادي يعرض في القاهرة «الدور التخريبي لإيران في اليمن»
القاهرة – محمد الشاذلي، «الحياة»
زار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس، مقر جامعة الدول العربية ومجلس النواب المصري (البرلمان) في القاهرة، وأجرى محادثات مع الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط، ومع رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال.
وقال الناطق باسم الأمين العام للجامعة السفير محمود عفيفي أن اللقاء «تناول أبعاد الأزمة اليمنية، والدور التخريبي الذي تمارسه إيران في زعزعة الاستقرار في اليمن، من خلال دعمها ميليشيات الحوثيين، واستمرارها في تزويدهم السلاح، منتهكةً قرارات مجلس الأمن».
وشدد هادي على «المكانة التي تضطلع بها الجامعة العربية في تعزيز العمل العربي، باعتبارها بيت العرب الأول والمعنية بتعضيد لحمتهم في مجابهة التحديات والأخطار التي تتربص بالأمة العربية قاطبة». وشكر الأمين العام على «الدعم والتأييد المتواصل للشرعية اليمنية من خلال المواقف التي تُعبر عنها الجامعة وأمانتها العامة، في المحافل الإقليمية والدولية، لمُساندة الحكومة الشرعية والحفاظ على وحدة التراب اليمني، وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي أفضى إلى أوضاع بالغة التردي على الصعيد الإنساني والاجتماعي والاقتصادي». وأكد أبو الغيط «استمرار الجامعة في الدفاع عن الشرعية والدولة الوطنية في اليمن»، مُعتبراً أن أمن اليمن «ركنٌ رئيس في منظومة الأمن القومي العربي». وأكد أن «التدخلات الإيرانية في هذا البلد، تُمثل تهديداً خطيراً لهذه المنظومة، سواء بإشعال الفوضى والاحتراب والتقسيم في ربوع اليمن، أو بتهديد حركة الملاحة في واحدٍ من أهم الممرات البحرية الدولية (البحر الأحمر)».
وأعرب عبد العال عن سعادته وأعضاء مجلس النواب بمختلف أحزابه وممثليه بزيارة الرئيس اليمني، مشيراً إلى عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين. وأكد أن مصر «ستظل حاضنة للأشقاء اليمنيين وداعمة ومساندة لهم حاضراً ومستقبلاً، كما كانت كذلك لمدة عقود مضت في تقديم الخدمات والخبرات في جوانب التعليم والصحة والبناء وغيرها». وأشار إلى أن البرلمان المصري «سيدعم نظيره اليمني في جوانب التدريب والتأهيل»، وشدد على «مواقفه الثابتة في المحافل الإقليمية والدولية وتأكيده على دعم الشرعية اليمنية، حتى يستعيد اليمن أمنه واستقراره وتتحقق متطلبات السلام».
... ويطالب أعضاء «المؤتمر الشعبي» بنبذ الخلافات
ووجه الرئيس اليمني دعوة إلى قياديي حزب «المؤتمر الشعبي العام» وأعضائه، لـ «نبذ الخلافات، والتكاتف، ورص الصفوف لمواجهة ميليشيات الحوثيين واستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة، وبناء اليمن الاتحادي الجديد».
وفي كلمة له خلال اجتماع لقياديي الحزب الموجودين في القاهرة مساء أول من أمس، قال الرئيس اليمني: «لم يكن المؤتمر في أي من مراحلة حزباً إقصائياً أو سلالياً أو مناطقياً أو جهوياً، وهو ما أكسبه قاعدته الجماهيرية العريضة في طول البلاد وعرضها، والتي قد يفقدها إن تخلى أو حاد عن تلك الخصائص والطباع والموجبات التي بنى وعمل من أجلها». واعتبر أن حال الشتات التي شهدها المؤتمر أخيراً، «سحابة صيف ويجب أن تنتهي». وأكد أن «ما نحتاجه اليوم هو الابتعاد عن استحضار محطات الخلاف والاختلاف، ومغادرة الذاتية أو الأنانية، والتجرد من الولاءات أو الحسابات الضيقة، والمضي للانتصار للوطن وثورته وجمهوريته ووحدته ومخرجات حواره الوطني، والانتصار لأنفسنا ولتنظيمنا الرائد قيادة وقواعد».
وزاد: «لا يخفى عليكم ما يمر به الوطن من متاعب وتحديات ضاعفت مِن أزماته وجراحه، وذلك نتاج انقلاب الميليشيات على توافقه الوطني وإجماعه الشعبي في استكمال المسار السياسي، والانتقال نحو تطبيق مخرجات الحوار وبناء يمن اتحادي عادل ومستقر». وتابع: «لن نخوض في تداعيات سنوات مضت ومواقف مختلفة وجهود توحدت بعدما تكشفت مرامي الميليشيات وأهدافها على حقيقتها، إذ ترفع شعارات زائفه باسم العدوان والوطنية للإغواء والتغرير بالأبرياء، إذ يتنافى القول والفعل وما يعلنون عما يضمرون». وتابع: «ليس أبلغ دليل على ذلك من غدرهم بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومحاولاتهم لاجتثاث المؤتمر وتطهيره وقياداته، والإبقاء على أشخاص موالية لهم رغبة أو رهبة».
وأكد هادي أن هذه التجارب والعبر «تجعلنا أكثر توحداً وتماسكاً، وينبغي أن تكون ناقوساً يوقظ الجميع للملمة الصفوف وتوحيد الكلمة، من أجل الوطن أولاً وثانياً وثالثاً، وكذلك اللحمة السياسية المتمثّلة في المؤتمر الشعبي العام». وختم: «أوجه إليكم هذه الدعوة الصادقة من القلب، وأقول: يكفي ما مضى من خلافات أو تباينات... الوطن أكبر منا جميعاً، ترفعوا عن أي خلافات... الحزب يحتاج إلى كل المخلصين الصادقين الوطنيين، رسالتي هذه موجهه للجميع لمن حضر ولمن لم يحضر». | |
|