| | التاريخ: آب ١٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | عبدالله الثاني يتوعد «الخوارج» والتفجير يكشف خلية إرهابية | عمّان – محمد خير الرواشدة
أسفر تفجير دورية أمن في مدينة الفحيص الأردنية عن كشف خلية إرهابية، واعتقال ثمانية من أعضائها، جميعهم من الأردنيين ومن سكان السلط، إضافة إلى مقتل قائد فريق المهمات الخاصة في عملية السلط الشهيد معاذ الحويطي، وسط مخاوف من أن يكون أفراد الخلية أعضاء في شبكة أوسع لخلية نائمة. وفيما شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على محاسبة «كل من سوّلت له نفسه المس بأمن البلاد، عبر مقاتلة الخوارج وضربهم بلا رحمة»، دانت الولايات المتحدة بـ «شدة الهجوم والأعمال الإرهابية التي تلته»، مؤكدة في بيان وقوفها إلى جانب المملكة في «مكافحة آفة الإرهاب».
وأكد العاهل الأردني، خلال ترؤسه اجتماع مجلس السياسات الوطني أمس، أن أي عمل يستهدف أمن المملكة « لن يزيد الأردنيين إلا وحدة وقوة وإصراراً على القضاء على الإرهاب وعصاباته الإجرامية»، مشدداً على محاسبة «كل من سوّلت له نفسه المس بأمن البلاد، عبر مقاتلة الخوارج وضربهم بلا رحمة». واعتبر أن «العمل الإجرامي الجبان يُذكرنا دائماً بأن بلدنا مستهدف من الظلاميين الذين يريدون الشر بنا جميعاً»، مشيراً إلى أن «هدفنا دائماً كسر شوكة الإرهاب ودحره، ولن نحيد عن هذا الهدف رغم التضحيات». وأكد أهمية «وقوف الجميع ضد الفكر الظلامي، ولا مكان للتردد في محاربة آفة الإرهاب لأن ذلك يمس حاضرنا ومستقبلنا».
وفي التفاصيل، أعلنت الحكومة أمس استشهاد أربعة من عناصر كتيبة المهمات الخاصة، وإصابة 26 آخرين، لتتمكن الأجهزة الأمنية من اعتقال ثمانية عناصر من الخلية الإرهابية التي زرعت عبوة استهدفت دورية أمنية كانت تقف عند بوابة مهرجان الفحيص السنوي، وتسببت في استشهاد أحد مرتبات قوات الدرك وإصابة 6 آخرين.
وكانت وحدة خاصة من كتيبة المهمات الخاصة (قوات مكافحة الإرهاب) بدأت مساء أول من أمس بدهم مبنى سكني في منطقة السلط (شمال عمان) كانت عناصر خلية إرهابية تتحصن فيه، بعد استئجاره قبل أربعة أشهر وزرع عبوات ناسفة في الشقة الأرضية التي يسكنونها.
وأظهرت فيديوات نشرها مواطنون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، جانباً من الاشتباكات العنيفة بين قوات مكافحة الإرهاب والإرهابيين المتحصنين في المبنى، كما أظهرت فيديوات موثقة أخرى لحظة انهيار جزء من المبنى الذي تحصن فيه الإرهابيون بعدما فجّرته عناصر الخلية.
وأعلنت وزيرة الإعلام جمانة غنيمات صباح أمس إنقاذ أحد مرتبات الأجهزة الأمنيّة، و «هو على قيد الحياة، وحالته العامّة حرجة»، كما أعلنت انتشال ثلاث جثث لإرهابيين في موقع الدهم بمدينة السلط، مشيرة إلى ضبط أسلحة أتوماتيكيّة في حوزة الإرهابيين. وقالت في تصريح لإذاعة «هلا»، الذراع الإعلامية للقوات المسلحة الأردنية، أن عمليات تمشيط المنطقة لا تزال مستمرّة، مشيرة إلى مخاوف من أن تكون الخلية الإرهابية «ممتدة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أردني قوله أن قوات الأمن تُحقق إن كان المتشددون أعضاء في شبكة أوسع نطاقاً لخلية نائمة من المتطرفين الإسلاميين قد تكون خططت لشن سلسلة من الهجمات.
وفيما لم تُعلن الحكومة الأردنية عن انتماءات الخلية الإرهابية، إلا أن مراقبين قالوا أن العملية الأخيرة تحمل بصمات تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد كشف مخطط إرهابي كان يستهدف مقار أمنية ومواقع حيوية، في وقت استطاعت الخلية عدم جذب الانتباه إلى طبيعة تصنيعها مواد كيميائية، وحيازتها أسلحة أتوماتيكية داخل منزل مستأجر في مبنى سكني تقطنه عائلات.
واستذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من بين الشهداء، قائد فريق المهمات الخاصة في عملية السلط الشهيد معاذ الحويطي الذي تسلم القيادة بعد استشهاد راشد الزيود الذي قضى في عملية اعتقال عناصر خلية إربد قبل نحو عامين.
من جهة أخرى، أصدر النائب العام في محكمة أمن الدولة قراراً بـ «عدم تداول أي أسماء مرتبطة بقضية دهم السلط حفاظاً على سير مجريات العملية وعدم التأثير فيها»، مؤكداً ضرورة «التزام ما يصدر عن الناطق باسم الحكومة تحت طائلة المسؤولية». | |
|