التاريخ: آب ١٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
«مسد» ينفي التنسيق مع النظام في معركة إدلب
موسكو، عفرين (شمال سورية)، بيروت - سامر إلياس، «الحياة»
كشف مصدر قيادي في مجلس سورية الديموقراطية (مسد) أن وفداً جديداً من الإدارة الذاتية في الشمال سيزور دمشق في الأيام القريبة المقبلة للقاء مسؤولين في النظام السوري استكمالاً للقاء سابق نهاية تموز (يوليو) الماضي.

ونفى المصدر في اتصال مع «الحياة» حصول أي تقدم في محادثات وفد عاد أمس من دمشق، وشدد المصدر على أن قوات سورية الديموقراطية (قسد) لا تنسق مع النظام في شأن معركة إدلب... في وقت قال مصدر كردي، رفض الإفصاح عن اسمه، لوكالة «باسنيوز»، إنّ زيارة الوفد الذي يرأسه سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد جاءت بوساطة إيرانية، وأنّ المفاوضات التي سيجريها في دمشق ستتركز حول الإدارة المحلية.

وبعد عودة وفد «ضم لجنة حقوقية من جميع الاختصاصات» من زيارة استمرت أياماً إلى دمشق، قال مصدر قيادي في مجلس سورية الديموقراطية إنه «لم يتم التوافق على شيء... اللجنة أوصلت رؤيتنا». وعلى رغم عدم أحراز أي تقدم أكد أن «اللقاءات ستستمر في الأيام المقبلة».

وأوضح المصدر أن «المحادثات لم تتجاوز الإطار العام» وأن أهم الخلافات تمحورت حول «إجراء تعديلات في الدستور وهي عملية تحتاج لجسارة وقناعة وتوافق».

وفي خصوص الأنباء المتداولة منذ أيام عن مشاركة قوات سورية الديموقراطية في التحضيرات العسكرية للهجوم على إدلب، نفى المصدر القيادي في المجلس، الذي يعد الذراع السياسية للقوات ذات الغالبية الكردية، بالمطلق «وجود أي تنسيق مع النظام في شأن معركة إدلب أو أي معارك في الشمال» السوري.

في غضون ذلك، يقول مراقبون أكراد إن الزيارة تأتي في ظل رفض النظام السوري منح الأكراد أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الاعتراف بالإدارة الذاتية التي أعلنت من قبل، فيما أكد القيادي البارز في الحزب صالح مسلم في تصريحات سابقة أن حزبه لن يتنازل عن المنجزات التي تحققت في السنوات الماضية.

وكان الرئيس المشترك لمجلس سورية الديموقراطية (مسد) رياض درار كشف لوسائل الإعلام أن التفاوض سيبدأ بالمسائل الخدمية، مشيراً إلى أن الهدف هو «زرع الثقة من أجل استمرار التفاوض بين الطرفين».

وكان وفد من مجلس سورية الديموقراطية عقد في 27 تموز (يوليو) محادثات للمرة الأولى في دمشق تناولت مستقبل مناطق الإدارة الذاتية في الشمال السوري، في خطوة تأتي بعدما استعاد النظام مناطق واسعة من البلاد كان خسرها في بداية النزاع المستمر منذ 2011.

وتسيطر قوات سورية الديموقراطية، التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري على نحو 30 في المئة من مساحة سورية تتركز في الشمال، لتكون ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد جيش النظام.

وبعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سورية مع انسحاب قوات النظام تدريجياً من مناطقها في العام 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفيديرالي قبل نحو عامين، أطلقوا عليه اسم «روج آفا» (غرب كردستان) ويضم الجزيرة (محافظة الحسكة)، والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة)، وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

وبقيت المواجهات العسكرية على الأرض بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد نادرة، إلا أن دمشق ترفض بالمطلق الإدارة الذاتية، وتصر على استرداد كل المناطق.