| | التاريخ: آب ٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | السويداء تختبر قدرة موسكو على إبعاد طهران من الجنوب | موسكو - سامر إلياس
في ضوء خلاف متصاعد بين الروس والإيرانيين وميليشياتهم في السويداء، وزيادة المخاوف على حياة المختطفين لدى تنظيم «داعش» بعد إطلاق النظام عملية عسكرية تستهدف التنظيم الإرهابي في شمال وشمال شرقي المحافظة، بدا أن إدارة ملف أزمة السويداء تمثل اختباراً لمدى قدرة موسكو على تنفيذ التفاهمات الروسية مع كل من الأردن وإسرائيل في شأن المنطقة الجنوبية وانتشار الإيرانيين وميليشاتهم.
وفيما تسعى موسكو إلى تجريب خطتها لإصلاح الجيش السوري عبر مشاركة «فصائل المصالحات» في معركة السويداء، شكّك معارضون في قدرة روسيا على إخراج إيران من السويداء والجنوب، وانتقدوا محاولاتها «إصلاح الجيش بإجراءات ترقيعية» بدلاً من إعادة هيكلته على أساس المبادئ المتفق عليها دولياً.
وقال القائد العام لحركة تحرير الوطن العقيد فاتح حسون إن «التصريحات عن تراجع الدور الإيراني في الجنوب، إعلامية موجهة إلى الداخل ولأغراض خاصة». وأوضح في اتصال أجرته معه «الحياة»: «ما زال هناك وجود وتأثير إيراني في الجنوب، وهناك مقايضات تحدث في شكل غير معلن بين اللاعبين الدوليين». وشكك في قدرة روسيا على «إبعاد الإيرانيين عن الجنوب إلا بموافقتهم»، لافتاً إلى أن «النفوذ الإيراني في سورية أقدم وأكبر من نفوذ روسيا، وهو ما ظهر جلياً في تنافس الطرفين لاستقطاب الفرقة الرابعة التي باتت تأتمر بأوامر إيرانية، واستمرار التنافس على نواة الفيلق الخامس الذي تشكله روسيا».
ولفت مصدر معارض مطلع على تفاصيل الخطة الروسية لإصلاح الجيش السوري، في اتصال أجرته معه «الحياة»، إلى أن «الروس، بالتوازي مع الدفع بالفيلق الخامس، يعملون مع أطراف دولية من أجل إسقاط مبدأ المساءلة والمحاسبة، ولا يفكرون جدياً في إعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية، ويريدون الاكتفاء بإصلاحات محدودة». وشدد على أن «الطريقة التي يعملون بها غير صحيحة، وتخالف المبادئ الـ13 التي تم التوافق عليها لإعادة هيكلة الجيش»، موضحاً: «لا يمكن إعادة هيكلة الجيش إلا ضمن بيئة صحيحة أول مستلزماتها إبعاد القادة الذين قتلوا الشعب وإحالتهم على المحاكمة». ولفت إلى أن «لبقية الفصائل في الشمال موقفاً مغايراً».
وتعليقاً على تقارير إعلامية أكدت وصول مقاتلين من فصائل وقعت تفاهمات مع الروس في درعا والقلمون للمشاركة في معركة السويداء، أشارت مصادر في المعارضة إلى أن الدفع بمقاتلي «شباب السنة» وشرق القلمون في المعركة يمثل «خطوة إضافية ضمن مخططات وجهود الروس لإعادة إصلاح الجيش السوري». ورأى مصدر معارض آخر أن «تفعيل عمل الفيلق الخامس يندرج في إطار خطة روسية للحد من تغلغل حزب الله والإيرانيين في الميليشيات المؤيدة للنظام»، وأنها تأتي في إطار تفاهمات أوسع مع إسرائيل والأردن لإخراج إيران حتى مسافة 100 كيلومتر من الحدود مع الجولان المحتل(راجع ص3).
وكانت مصادر مقربة من شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف الجربوع أكدت لـ «الحياة» أن «ضباطاً روساً زاروا منزل الشيخ الخميس الماضي، وطرحوا موضوع أسير لدى فصائل الدفاع الوطني التي يسيطر عليها إيران وحزب الله، وكانوا يريدون استلامه من أجل التفاوض مع داعش، لكن الدفاع الوطني في المحافظة قال إنه سلمه إلى المركز دمشق، الأمر الذي أثار حفيظة الروس لأنهم حصلوا على معلومات متناقضة من دمشق والسويداء».
وفي حين تتواصل منذ مساء أول من أمس حملة للنظام ضد «داعش» في شرق وشمال شرقي السويداء، يزداد الخوف على مصير 29 مختطفاً لدى التنظيم. وكشف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط أنه بحث السبت الماضي مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «تأمين المطالب التي رفعها أبناء جبل العرب في ما خص موقفهم من الخدمة العسكرية والعفو العام وإعادة المختطفين وإجراءات المرحلة المقبلة». وليس بعيداً عن السويداء، أكدت مصادر في المعارضة أن النظام يفرض منذ نحو أسبوع حصاراً محكماً على مخيم الركبان حيث لجأ نحو 70 ألف سوري من شمال شرقي سورية، علماً أن المخيم يقع إلى جوار قاعدة التنف الأميركية. وحذرت المصادر من مجاعة في المخيم الذي يعاني أصلاً من تردٍ في الخدمات الطبية والاحتياجات المعيشية. | |
|