التاريخ: آب ٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
لبنان: الخلاف السياسي ينتقل إلى توزيع الكهرباء واعتصام في الزهراني بمشاركة وزير المال
اتخذ الخلاف السياسي شكلاً آخر من التعبير، فانتقل إلى ملف الكهرباء واستئجار البواخر لاستجرار التيار الكهربائي، وهو خلاف كان برز خلال جلسات مجلس الوزراء قبل تحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال. ونفذ نواب كتلة «التنمية والتحرير» النيابية اعتصاماً رمزياً أمام البوابة الرئيسية لمعمل الزهراني الحراري (جنوب لبنان)، تلبية للدعوة التي وجهتها الكتلة وحركة «أمل» احتجاجاً على «التعامل الجائر من كهرباء لبنان بحق الجنوب».

وشارك وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل في الاعتصام، معتبراً أن «ما يجري اليوم محاولة تعمية على ما يسمى صفقة البواخر». وقال: «دفعنا أكثر من 7 بلايين دولار لتأمين الكهرباء بواسطة البواخر خلال 5 سنوات، وبما يعادل إمكان بناء معامل تؤمن الكهرباء لكل لبنان بطاقة أكثر من 7 آلاف ميغاوات، وتغطي احتياجات لبنان حتى عام 2030 و2040 ربما».

ولفت إلى أن «رفض رسو الباخرة في مرفأ الزهراني، مرده إلى أننا مع حق بناء معمل ثابت في هذه المنطقة يغذي ليس فقط الجنوب بل معظم المناطق، وبالإمكان أن نبني هذا المعمل بسرعة قياسية وبأقل بكثير من الكلفة التي يمكن أن ندفعها من أجل تمويل وتغذية البواخر».

وقال: «إن انتاج المعمل اليوم 480 ميغاوات، وبالتالي نحن نطالب بزيادة تغذية مناطق الجنوب بخمس ساعات والبقية توزع زيادة عما يوزع حالياً على بقية المناطق اللبنانية، اذا كانت الباخرة ستعطينا ساعتين او ثلاثة، نقول إننا لا نريد أن نستفيد من طاقة تحول لنا من الخارج، فلنزد الطاقة التي كان يمكن أن تؤمنها هذه الباخرة، ونزيد التغذية لمناطق الجنوب. المعمل باستطاعته إنتاج 480 ميغاوات يمكن أن يغذي الجنوب الذي لا يحتاج إلى أكثر من 250 ميغاوات بكامل طاقته. نحن حريصون على أن نكون بموضوع التساوي مع اللبنانيين، ولا نقول إننا نريد الكهرباء 24 ساعة في وقت تتغذى مناطق أخرى بكميات أقل، لكن أيضا لن نسمح أن تحول الكهرباء فوق رؤوسنا من هذه المنطقة إلى مناطق أخرى من دون أن يأخذ الجنوب على الأقل حقه العادل بتأمين التغذية الكهربائية. هذا الأمر ليس تحدياً لأحد، بل مطلب محق لكل الناس في هذه المنطقة، علينا أن نتعاطى معه بجدية وسنعمل على تصعيد التحرك بالشكل الذي يؤمن هذا المطلب المحق لكل الناس».

وتحدث عن أزمة الكهرباء في النبطية، والمتعلقة بـ «خطوط نقل لا تسمح بأن تزيد أكثر التغذية لهذه المنطقة»، مشيراً إلى أن «هذا مطلب مضى عليه أكثر من 3 سنوات ووضعنا له أموالاً في الموازنة العامة، وكان هناك مبلغ محدد لخط الـ66 في النبطية، للأسف هذا الأمر لم يتأمن خلال المرحلة الماضية، ونحن في موقع المطالبة والإصرار عليه في هذه المرحلة».

وانتقد وزير المال تحول «الباخرة المجانية بعد أول ثلاثة أشهر إلى باخرة أمر واقع تبقى كما بقي ما قبلها 5 سنوات زائد 3 سنوات تمديد، أي 8 سنوات بكلفة تعادل 1550 مليون دولار سنوياً، أي أننا نحكي عن حوالى أكثر من 10 بلايين دولار كلفة البواخر خلال الفترة التي تم استئجارها. طالبنا بالتصحيح، لكن إحالة مؤسسة كهرباء لبنان لتأمين الأموال لتغطية كلفة هذه البواخر وغيرها من البواخر، تؤشر إلى أنها باخرة ستبقى إلى فترة أبعد بكثير من بقائها لشهرين أو ثلاثة فقط لمرحلة موقتة، وأذكر أن هذه الباخرة الموجودة الآن هي نفسها الباخرة بالاسم التي وضعت عند العرض الأول لاستئجار البواخر الإضافية في لبنان».

وكانت حركة «أمل​«، رفضت في بيان رسو باخرة الكهرباء قبالة معمل ​الزهراني،​ لأن «ظاهرها مجاني لثلاثة أشهر والحقيقة هي كلفة باهظة على اللبنانيين لثلاث سنوات، ولأنّها ستعمل على تعطيل إنشاء معمل جديد في الزهراني الّذي يشكّل فرصة واعدة للعمل وحلًّا لأزمة الكهرباء​ التاريخية للبنان».

وأقر عضو «تكتل لبنان القوي» النيابي إبراهيم عازار في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان»، بـ «عدم اقتناع التكتل بمبدأ البواخر استناداً إلى دراسات أجرتها شركات أجنبية هدفها تأمين كهرباء 24/ 24 لكل لبنان وتم رفضها لأسباب غير منطقية»، لكنه اعتبر أن «التمايز في الآراء بين حركة «أمل» و «التيار الوطني الحر» لمصلحة البلد»، موضحاً «أن المشكلة تكمن في سياسة توزيع التيار الكهربائي وليس في الإنتاج».

وتعليقاً على مسألة البواخر، قال الرئيس نجيب ميقاتي عبر «تويتر»: «عجيب أمر بعض المسؤولين، حيث نسمع التهاني تغدق على كسروان بكهرباء موعودة من بواخر مستأجرة بأعباء على الخزينة، فيما مشروعنا المقدم لوزارة الطاقة لتأمين الكهرباء لطرابلس عبر نور الفيحاء ومن دون كلفة على الدولة، ينام لسنوات في أدراج الكيدية ولا من مجيب. هل تستحق طرابلس هذه العقوبة؟».

جعجع: مصالحة الجبل أعمق من الترهات

غرّد رئيـــس حـــزب «القوّات اللبـــنانيّة» ســمير جعجع الموجود خارج لبنان، عبر «تويتر» قائلاً: «مصالحة الجبل أعمق من بعض الترهات»، وذلك في ذكرى هذه المصالحة.
وحيا جعجع «أهل الجبل دروزاً ومسيحيين، وتحية إلى كل الشهداء الأبرار، وكل التحية والعرفان للبطريرك الكبير نصرالله صفير».

«مدنيون» يعترضون «يونيفيل» بالعصي والحجارة جنوب لبنان

أعلن الناطق الرسمي باسم قوات «يونيفيل» أندريا تيننتي أنه «في الثامنة صباح أمس، وبالقرب من بلدة مجدل زون في جنوب لبنان (منطقة عمل الوحدة الإيطالية)، اعترضت مجموعة من المدنيين دورية... ما أدى إلى إلحاق أضرار في آليات ومعدات لـ «يونيفيل». وأوضح تيننتي لـ «الحياة» أن «المدنيين» استخدموا العصي والحجارة ورشقوا بها الدورية ما أدى إلى الأضرار». ووصف ما حصل بأنه «اعتراض حركة دوريات روتينية لـ «يونيفيل». وقال إن «يونيفيل لم تعرف سبب هذا الحادث وننتظر التقرير الذي سيصدر عن التحقيق الذي تجريه قواتنا مع الجيش اللبناني».

وكانت قوة من الجيش اللبناني حضرت إلى المنطقة بعد الحادث، ثم عادت دورية «يونيفيل» إلى قاعدتها، ولم يصب أحد من جنودها.

وأشار تيننتي في بيان إلى أن «قوات يونيفيل والجيش اللبناني فتحا تحقيقاً في ظروف الحادث، وأن الوضع في منطقة العمليات هادىء».

وعلمت «الحياة» من مصدر مقرب من «يونيفيل» أن الدورية التي اعترضتها مجموعة المدنيين كان أفرادها يقومون بالتصوير من دون استئذان الأهالي بذلك، ما أثار ريبة الناس عن سبب هذه الصور ولمن سترسل».

وأضاف المصدر أن هذا الحادث «يأتي بعد أسبوع على تحطيم مجهولين سيارات مدنية تابعة لـ «يونيفيل» في مدينة صور، وسبق الحادث قبل يومين حصول إشكال بين جنود إرلنديين ومجموعة من الشباب في صور تخلله عراك بالأيدي، ولم نعرف ما إذا كانت حادثة تحطيم السيارات على علاقة بالحادث الذي جرى قبله».