| | التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | السبسي يدعو إلى الوحدة الوطنية | تونس، الجزائر - محمد ياسين الجلاصي، «الحياة»
أشرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على اجتماع استثنائي لمجلس الأمن القومي للتباحث في أسباب وتداعيات الهجوم المسلح الذي ذهب ضحيته ستة عناصر من الدرك عند الحدود الشمالية الغربية، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس إلى الوحدة الوطنية، وطالب وزير الداخلية بعدم «اللعب بالإرهاب» واستخدامه لغايات سياسية، والتزمت القيادة التصدي للمجموعات المسلحة، وتأمين الموسم السياحي الذي تعول عليه الحكومة لإنعاش اقتصادها.
وتناول مجلس الأمن القومي، الذي عقد بحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل وقيادات أمنية وعسكرية، تفاصيل الهجوم المسلح، الذي شهدته محافظة جندوبة الأحد، وتم الاستماع إلى قائد الدرك الذي قدم معطيات حول العملية.
ووفق بيان لرئاسة الجمهورية فإن الحاضرين اتخذوا «جملة من الإجراءات والتدابير الكفيلة بمزيد الحذر والوقاية والتصدي لكل ما من شأنه المس بمناعة الوطن»، وكذلك «دعم القدرات اللوجستية والعملياتية للقوات الأمنية والعسكرية»، بالإضافة إلى الاتفاق على تحسين ظروف عمل القوات المسلحة ورعاية أسرهم.
وكان الرئيس السبسي صرح، عند عيادته جرحى الهجوم في المستشفى العسكري في العاصمة ليل الإثنين الثلثاء، بأن سلطات بلاده «سيطرت على الإرهاب في المدن» وأنها لم تشهد منذ ثلاث سنوات أي هجوم إرهابي و «هي جاهزة للتصدي لأي تهديد»، داعياً السياسيين إلى الوحدة الوطنية وتجنب الخلافات في مثل هذه الأحداث.
وقال وزير الداخلية بالأنابة غازي الجريبي، في كلمة متلفزة إلى التونسيين، إنه «من العار على بعض السياسيين استغلال العملية الإرهابية الغادرة... لتسجيل نقاط سياسية ضد الحكومة»، داعياً إلى «عدم اللعب بالإرهاب والأمور التي تتعلق بأمن البلاد لغايات سياسية»، وفق تعبيره.
وحذر الجريبي من أن «الإرهابيين يريدون مس النمط المجتمعي التونسي ومنع الديموقراطية في تونس والعودة إلى دولة الاستبداد»، مؤكداً ضرورة العمل على الجمع بين قوة الدولة والقانون وبين احترام الحقوق والحريات، وأضاف «لن نضحي بالديموقراطية والحرية لأن هذا ما يريده الإرهاب».
ويواجه وزير العدل ووزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي اتهامات من جهات سياسية ونقابات أمنية بالتسبب في الهجوم نتيجة تغييرات كبيرة قام بها في أجهزة الشرطة والدرك، لكن الوزير نفى، وأشار إلى أن محاولة ربط سد الشغور في أجهزة الشرطة والدرك بالعملية الإرهابية «محض كذب وافتراء».
وتزامنت هذه العملية مع أزمة سياسية تواجهها حكومة يوسف الشاهد نتيجة مطالبة قوى سياسة واجتماعية برحيلها. وحاول نواب من المعارضة ومن حزب «نداء تونس» الحاكم استغلال عملية جندوبة لمزيد من الضغط على الشاهد لإجباره على الرحيل.
وفي الجزائر، أرسلت السلطات تعزيزات عسكرية كبيرة نحو منطقة الحدود مع تونس.
وقالت مصادر وشهود عيان لـ «الحياة» إن القوات باشرت عملية تمشيط كبيرة وبحث عن مخابئ لإرهابيين في سلاسل الجبال الحدودية. | |
|