| | التاريخ: تموز ١١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | قصف كثيف على إدلب غداة هجوم مباغت في اللاذقية | لندن، القدس المحتلة، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
فيما تتواصل معركة الجنوب السوري، اتجهت الأنظار أمس إلى الوجهة المقبلة للنظام وحلفائه الروس، وسط توقعات للمعارضة بأن تكون محافظة إدلب (شمال سورية) الخاضعة لاتفاق «وقف التصعيد» بين ضامني عملية «آستانة». عزز ذلك قصف عنيف نفذته قوات النظام واستهدف غرب المدينة، غداة هجوم مباغت شنته فصائل مسلحة موالية لتركيا على مواقع تمركز النظام في جبل اللاذقية أوقع نحو 70 بين قتيل وجريح، وأظهر ان «معركة إدلب» لن تكون سهلة، في ظل توازنات سياسية معقدة.
وعشية لقاء بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أبقت تل أبيب الباب موارباً أمام احتمال «التطبيع» في نهاية المطاف مع الرئيس السوري بشار الأسد. وصعّد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، خلال جولة له في الجولان، من تهديداته باللجوء إلى القوة العسكرية إذا أقدمت سورية على نشر قوات عند خطوط «فض الاشتباك» مع الجولان المحتل. وقال للصحافيين: «أي جندي سوري سيدخل المنطقة العازلة، يُعرض حياته للخطر». لكن لدى سؤاله هل سيأتي وقت يعاد فيه فتح معبر القنيطرة بموجب اتفاق وقف النار بين إسرائيل وسورية، وهل من الممكن أن تقيم إسرائيل وسورية «نوعاً من العلاقة» بينهما، قال ليبرمان: «أعتقد أننا بعيدون كثيراً عن تحقيق ذلك، لكننا لا نستبعد شيئاً». كما كرر تحذيره الأسد من مغبة تعزيز الوجود الإيراني في سورية.
ميدانياً، قُتل أمس ثمانية من عناصر النظام والفصائل المعارضة التي دخلت في تسوية معه، في تفجير انتحاري وقع في محافظة درعا (جنوب سورية). وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قتل ثمانية مسلحين من النظام والفصائل في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف سرية عسكرية في قرية زينون» القريبة من مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن «هذا الحادث هو الأول الذي يستهدف قوات النظام منذ بدء العملية العسكرية في درعا»، ومرجحاً أن يكون «فصيل خالد بن الوليد» المبايع «داعش» هو المسؤول عنه. وأفاد بأن النظام مدد مع حلفائه مناطق سيطرته في درعا لتصل إلى نحو 80 في المئة من مساحة المحافظة.
يتزامن ذلك مع تكثيف قوات النظام القصف على الريف الغربي لمحافظة إدلب. وأوضح المرصد ان القصف تسبب بوقوع 5 قتلى و18 جريحاً سقطوا غداة هجوم مباغت نفذته فصائل مسلحة واستهدف مواقع تمركز النظام في جبال اللاذقية الشمالية، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلاً، بينهم ضباط. وأفاد «المرصد السوري» بسقوط «نحو 70 قتيلاً وجريحاً من قوات النظام وحلفائه، بينهم ضباط، خلال أعنف هجوم للفصائل منذ نحو 3 أعوام في جبال المحافظة التي تتحدر منها عائلة الأسد.
وكان قيادي من «الجيش الحر» يلقب نفسه بـ «أبو علي محاميد»، كشف في تسجيل صوتي أن الروس «نصحوا» وفد الفصائل المفاوضة في الجنوب السوري، بـ «عدم الخروج نحو إدلب، كون العملية العسكرية هناك ستبدأ في أيلول (سبتمبر)». وأكد الناطق باسم «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» العميد إبراهيم جباوي، أن الروس «يقولون هذا علناً. بعد درعا سنذهب إلى إدلب». ورجح قائد فصيل «جيش النصر» التابع لـ «الجيش الحر» محمد الشمالي، أن يهاجم النظام إدلب من الجهة الغربية المتاخمة للاذقية. لكن القيادي في الجبهة الجنوبية خالد النابلسي نفى علمه بهذه المعلومات، وإن أكد توقعات بـ «ألا تبقى إدلب كما هي، خصوصاً أن غالبية من نقلوا إليها يتبعون هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)».
| |
|