| | التاريخ: تموز ١٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الحريري لعدم التركيز على الأمور الصغيرة: التكنولوجيا هي مستقبل لبنان قبل النفط | في أول اطلالة له على المشهد الحكومي بعد عودته من إجازته العائلية في الخارج، قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري: «في استطاعتنا جميعاً أن ننهض سوية بهذا البلد، ويجب أن نركز على الأمور المهمة بدل أن نركز على الأمور الصغيرة «مثل كل واحد شو بدو بهالحكومة». وبانتظار عودة الحرارة إلى خط التأليف لحلحلة العقد الموجودة، لا تزال الأزمة على حالها بين فريقي «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر»، في وقت تتحدث المصادر عن استمرار الاتصالات بعيداً من الأضواء بين وزير الإعلام ملحم رياشي وعضو تكتل «لبنان القوي» إبراهيم كنعان لاستكشاف سبل معالجة التأزم.
وأكدت مصادر مواكبة لهذه الاتصالات ما سبق أن نشرته «الحياة» من أن تعليمات أعطيت لوسائل الإعلام التابعة لـ «التيار الوطني» للتوقف عن مهاجمة «القوات».
وكان الحريري قال خلال رعايته، قبل ظهر أمس في السراي الكبيرة، في احتفال إطلاق النسخة الثانية من «summer of innovation»: «من واجبنا في الدولة وفي الحكومة أن نعمل من أجل فتح المجالات أمام الشباب والشابات للعمل في لبنان، وهذا لطالما كان هدفي في الحكومة السابقة، وإن شاء الله سيبقى كذلك في الحكومة المقبلة».
أضاف: «لن أتحدث في الشأن الحكومي، لأننا اليوم سنتكلم على هذا المشروع الذي نهدف من خلاله إلى تحديد رؤيتنا للبنان وكيف نريده أن يكون. نريد أن يكون بلدنا متطوراً في التكنولوجيا وأن يبقى شبابه للعمل فيه وأن يصبح مركزاً لكل أنواع التكنولوجيا في المنطقة، وفي استطاعتنا أن نقوم بذلك وخصوصاً أننا نملك جميع الإمكانات، فالنظام البيئي موجود وعلينا أن نضع برنامجاً له ونوسع العمل فيه لإيجاد مجالات أوسع للعمل من خلاله».
وزاد: «في استطاعتنا أن ننهض بالبلد بمجرد أن نركز فقط على القدرات والإمكانات التي نملكها في لبنان، فما لدينا أهم من الغاز والنفط الذي ينتظره الجميع خلال السنوات المقبلة، والتركيز الآن هو على التكنولوجيا التي سترسم مستقبلنا ومستقبل أولادنا. وهذه القاعة التي نجتمع فيها اليوم ستتحول إلى مركز أساس لكم ولمشروعكم، وسيواكبكم فريق عمل كبير تم إنشاؤه وسيعمل بالتعاون مع القطاع الخاص الذي يشكل المحرك الأساسي له».
وفيما امتنع الحريري عن الكلام في الشأن الحكومي نقل عنه قوله: «متفائلٌ دائماً، ولكن «no comment» (لا تعليق).»
وعن تسريب تفاهم معراب: قال لـ «أم تي في»: «يتشاجر الإخوة دائماً، ومن ثم يتصالحون».
أما النائب السابق فادي كرم فرأى «أنه «يجب أن يتم ترميم اتفاق معراب لأن ترميمه هو لمصلحة الجميع»، مشيراً إلى أن «العودة إلى التفاهم هو المطلوب، وربما العودة تكون بالمراجعة لبعض من خرقوا هذا التفاهم». وشدد على أنه «يجب التخلي عن منطق الاستئثار والذهاب إلى منطق الشراكة الحقيقية لأن لبنان لا يسير بمنطق التسلط على كل المؤسسات الحكومية».
«استيلاء باسيل على الصلاحيات»
واعتبر النائب عن حزب «القوات» وهبة قاطيشا أن الجرّة انكسرت مع «التيار»، لافتاً إلى أن «رئيس التيار جبران باسيل هو الذي يتحمل المسؤولية كاملة بعد انقلابه على تفاهم معراب«. وقال: «أخذ رئاسة الجمهورية ومن بعدها تنصّل من كل بنود الاتفاق الذي كان ينصّ على تقاسم كل شيء»، مؤكداً أن باب «القوّات» مفتوح في حال عاد باسيل للالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق.
ونبّه قاطيشا من «أننا نعيش اليوم في كنف أزمة دستورية إذ أن الوزير باسيل، يستولي على صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وقد نص الدستور على أن يتعاوناً لتشكيل الحكومة، فإذ بباسيل هو الذي يخرج اليوم ليحدّد ما يحق لهذا الفريق أو ذاك، ضارباً بعرض الحائط كل المبادئ والأعراف». وقال: «قد نخرج من هذه الأزمة في حال قام الرئيس ميشال عون سريعاً بلملمة الوضع، من خلال كف يد باسيل وإلا وفي حال كان الرئيس يدعم صهره في هذا المجال، فذلك يعني أن العهد أصبح على الأرض». وأضاف: «أن يكون باسيل صهر عون فذلك لا يعطيه صلاحية الاستيلاء على كل السلطات أو وكالة إلهيّة لحكم لبنان».
وأشار نائب «القوات» أيضاً، جورج عقيص إلى أن «ما تعرض له اتفاق معراب أخيراً قابل للترميم والمؤشرات الإيجابية يجب أن تأتي من كل القوى السياسية»، كاشفاً عن «دور سيلعبه البطريرك الماروني بشارة الراعي في هذا الإطار، كما الرؤساء الثلاثة، في سبيل إزالة كل العراقيل التي تحول دون تشكيل الحكومة».
«نسف الاتفاق والمصالحة»
ورأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام، نحن متمسكون بالمصالحة وتعزيز الحضور المسيحي وفق ما نص عليه «اتفاق معراب»، لكن إتضح أن «القوات» أول من تنصل منه».
وشدد عضو التكتل ذاته النائب روجيه عازار على «التمسك بالمصالحة المسيحية، والعلاقة بين التيار والقوات، بما يصب في مصلحة العهد»، مشيراً إلى «وجوب التفاهم على بعض النقاط التي أحدثت خللاً في هذه المصالحة». ولفت إلى «أن»علينا أن نرى من خان العهد»، رافضاً «اتهام وزراء التيار بالفساد».
المشنوق: علاقة الحريري وعون ضمانة وتدخّل «حزب الله» لإعادة النازحين إفراغ للدولة
ناشد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ضمير الاعتدال العربي، وهو الحريص والمحبّ والمندفع للبنان والمعتدلين فيه، الذي يعرف تاريخ لبنان السياسي أكثر مما يعرفه بعض اللبنانيين، ألا يترك جمعية المقاصد التي لها دور تاريخي ومستمرّ في حماية الاعتدال اللبناني، وليس فقط في التعليم، كونها حمت لبنان من التطرّف والتكفير على مدى عقود، خصوصاً خلال السنوات الخمسة الأخيرة».
كما ناشد «مدرسة الشيخ زايد رحمه الله في دولة الإمارات، والتي هي مدرسة زرعت الخير في كلّ دولة عربية، ولا يزال ولي العهد ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن زايد على المسار نفسه في دعم الاعتدال، أن يضع موضوع جمعية المقاصد على طاولة البحث الجدّي».
وكان المشنوق زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأكّد من دار الفتوى ردّاً على سؤال أنّ ما طرحه الأمين العام لـ «حزب» الله السيد حسن نصر الله عن افتتاح مكاتب للحزب مهمتها إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، هو «استعراض لا مبرّر له، وليس بنّاءً، ولا حاجة إلى افتعاله، وهو يعبّر عن تخلٍّ عن الدولة، وإفراغ لها من مضمونها، والمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لا تعترف إلا بالدولة في ملفّ إعادة النازحين، الذين لا خلاف على ضرورة عودتهم طوعياً»، معتبراً أنّ «الأمن العام غير مقصّر بواجبه في هذا الملف، واللواء عباس إبراهيم ينسّق مع الحكومة السورية منذ سنوات».
وعما قصده في حديث من أنّ «الآتي أعظم»، قال: «إن المرحلة السياسية في المنطقة، سواء ما يتعلّق بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي أم الصفقة الأميركية الروسية التي تتعلق بسورية أو تطوّرات باب المندب الأميركية الإيرانية، أو القمة الأميركية الروسية المتوقعة، كلّ هذا تعوّدنا طيلة السنوات الماضية أن يكون حبله في الخارج وولادته في لبنان، من هنا يجب أن نكون حذرين في موضوع تشكيل الحكومة، وألا ندخل في جدل رقمي حول الحكومة وكأنها تتألف على الآلة الحاسبة، فهي مسألة سياسية معقدة، وأؤكد هنا أنّ الرئيس سعد الحريري مصرّ وصلب في موقفه بتشكيل حكومة تتمثّل فيها كل القوى من دون أوهام وأحلام ووحدانية في التمثيل».
ونفى المشنوق «حصول اعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة، فالرئيس الحريري لا يسمح بذلك، وكوننا في دار الإفتاء، فأهل السنّة، ومعهم كثير من اللبنانيين، حريصون على الطائف والدستور، والرئيس الحريري لديه صلابة استثنائية في هذا الموضوع وحريص على التنسيق مع رئيس الجمهورية، وأعتقد أنّ العلاقة بين الرئيسين هي الضمانة الوحيدة وسط الشهوات التي يبرزها البعض مستنداً إلى نتائج الانتخابات».
وتابع: «لا توجد عقدة خارجية في موضوع تشكيل الحكومة، قد تكون الانتخابات أوهمت البعض و «طلع البخار على راسهم»، لكنّ المرحلة دقيقة وحسّاسة وتتطلّب الكثير من التواضع والتفاهم والتدبير ولا تتطلب حسابات إلكترونية أو تقنية، وذلك بهدف تشكيل حكومية سياسية في ظروف اقتصادية ونقدية وسياسية وخارجية صعبة، خصوصاً في ظلّ ما يحصل جنوبَ سورية».
وعن إمكان خروجه من «كتلة المستقبل» النيابية، أكّد أنّ «أي قرار سأتّخذه يتمّ بالتشاور مع الرئيس سعد الحريري والباقي تفاصيل وليست أساسيات».
وردّاً على سؤال حول «من طعنك بالظهر في تيار المستقبل؟»، أجاب: «لم أقصد أشخاصاً معيّنين بل قصدت أنّ الماكينة الانتخابية حصل فيها فوضى إلى درجة لم تعرف من معك ومن ضدّك، والدليل هي الإجراءات التي اتّخذها الرئيس الحريري بعد الانتخابات».
وحول تداعيات إطلاق متّهم بقرصنة مواقع حكومية، رأى المــشنوق أنّه «جزء من الفولكلور اللبناني، الذي عوّدنا أنّ التدخل السياسي والمالي في بعض القضاء يعطي نتائج من هذا النوع، وجزء من القضاء يتصرّف بناءً على تدخّلات، وأكرّر أنّه بعض القضاء، لأنّ هناك قضـــاة صادقين ومبــدئيين يدافعون عن أمن وحقّ كل لبناني. وهذه عملية فيها قرصنة لمراكز تابعة للدولة ولمؤســـسات أمنية، وما حصل غير موفّق، إذ كان يمكن التروّي والتدقيق بكلّ المعلومات قبل إطلاقه بسبب تدخّل من هنا أو هناك».
كاغ: للبنان دور عند بدء إعمار سورية
جددت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي في هولندا سيغريد كاغ موقف بلادها «الداعم لتعزيز التعاون مع لبنان في مجالات عدة، لاسيما في الشأنين الاقتصادي والزراعي لمواجهة التداعيات التي سببها نزوح السوريين إلى لبنان ولخبرة هولندا في مجالات التجارة والتدريب الزراعي»، مؤكدة «أن لبنان قادر على لعب دور ريادي في المنطقة لاسيما عند بدء عملية إعادة إعمار سورية».
وكانت الوزيرة الهولندية جالت على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية وشخصيات أخرى أمـــس، وسمعت من رئيس الجمهورية ميشال عون تأكيده «أن الحكومة المقبلة ستولي عناية خاصة بالشأن الاقتصادي واستكمال عملية مكافحة الفساد، بالتزامن مع معالجة ســائر المسائل التي تهم اللبـــنانيين في ظل الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد منذ أكثر من سنة ونصف سنة».
ورحب عون بـ «التعاون بين لبنان وهولندا في المجالات الاقتصادية والتجارية»، مؤكداً «الحرص على تفعيل هذا التعاون وتطويره». وشكر للمملكة الهولندية «مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان التي عقدت في روما وباريس وبروكسيل»، مقدراً «الاستعداد الذي أبدته كاغ لاستضافة بلادها مؤتمراً لمتابعة ما توصل إليه المشاركون في مؤتمر «سيدر».
وعبرت كاغ، التي شغلت قبل تعيينها في منصبها الوزاري، منصب ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، لعون في مستهل اللقاء الذي حضره سفير هولندا لدى لبنان جانس والتمانس والوفد المرافق، عن سعادتها للعودة إلى بيروت وزيرة للتجارة الخارجية في بلادها، مستذكرة الظروف التي عملت خلالها في بيروت. وهنأت رئيس الجمهورية على نجاح الانتخابات النيابية وقرب تشكيل حكومة جديدة، وفق المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري.
وزارت كاغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
والتقت كاغ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وجرى البحث في «الأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان وهولندا»، وفق المكتب الإعلامي للحريري.
وقالت كاغ إن زيارتها والاجتماعات التي تعقدها تتعلق «بمؤتمر «سيدر»، فهولندا قدمت 200 مليون يورو من المساعدات، و100 مليون يورو لمتابعة الإصلاحات، ونحن نهتم للاستثمار في الزراعة، وبشكل خاص في الإنتاج، والتكنولوجيا، ومواصلة المساعدة للبنان في ما يتعلق باللاجئين السوريين عبر برنامج مساعدة الأمم المتحدة».
ووصفت محادثاتها مع الرؤساء الثلاثة بأنها «جيدة ونتطلع لنتائج جيدة لهذه الزيارة، خصوصاً أن هولندا صديقة للبنان، كما نتطلع لتعزيز هذه الشراكة أكثر من قبل». | |
|