التاريخ: تموز ٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
هجوم ثانٍ على محطة «النهر العظيم» يهدد إمدادات المياه إلى مدن ليبية
طرابلس، بنغازي - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
هاجم مسلحون أمس محطة للمياه في مشروع النهر الصناعي العظيم جنوب شرقي ليبيا، وقتلوا إثنين من العاملين وخطفوا آخريْن، فضلاً عن نهب سيارات ومخازن تموين، وذلك بفارق 12 ساعة فقط عن هجوم ثان خُطف خلاله أربعة مهندسين آسيويين أطلقوا لاحقاً.

ونقل موقع «بوابة الوسط» عن شهود قولهم إن نحو 20 مسلحاً يُرجح انتماؤهم الى تنظيم «داعش»، هاجموا الموقع بخمس سيارات رباعية الدفع مزودة رشاشات «دوشكا» وأسلحة خفيفة وأخرى ثقيلة، مشيرين الى أن الهجوم استغرق نحو الساعة ونصف الساعة.

ووفق مصادر في مشروع النهر الصناعي، تعرّض حقل آبار مياه تازربو إلى هجوم إرهابي أسفر عن سقوط قتيليْن وخطف آخريْن. وأوضح بيان صادر عن إدارة المشروع أنّ الضحايا مهندس ورجل أمن من كتيبة حماية النهر، مشيراً إلى «خطف إثنين من الكتيبة ذاتها، ونهب وسرقة السيارات والتموين في الموقع». وأضاف أنّ «الجماعات الإرهابية» المهاجمة «عاثت نهباً وقتلاً وفساداً وترويعاً للعائلات والأطفال، وكذلك المستخدَمين (العمال)».

وحذرت إدارة المشروع من «التداعيات السلبية لمثل هذه الأعمال على التشغيل والصيانة، وبالتالي توقف الإمداد المائي في شكل كامل عن المدن والمشاريع الزراعية غرب ليبيا، خصوصاً العاصمة طرابلس».

وكان جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي أُنشئ في عهد معمر القذافي عام 1983، وهو بمثابة شركة حكومية مسؤولة عن توفير إمدادات المياه العذبة إلى مدن ليبيا، عبر شبكة أنابيب ضخمة تنقل المياه من آبار في عمق الصحراء الليبية.

ويأتي الهجوم عقب يوم واحد من آخر شنته جماعة مسلحة مجهولة، واستهدف موقع آبار الحساونة للمياه (التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن موقع تازربو)، إذ خُطف أربعة مهندسين آسيويين، ثلاثة منهم من الفيليبين وكوري جنوبي واحد، أُطلقوا لاحقاً. كما يأتي بعد أسبوعين من إطلاق ثلاثة مهندسين أتراك ومهندس جنوب إفريقي من عمال شركة تركية منفذة لمشروع محطة غازية لتوليد الكهرباء في مدينة أوباري جنوب ليبيا، والذين دام خطفهم نحو ثمانية أشهر.

ولم تتضح الجهة المسؤولة عن الهجومين، لكن توجد في ليبيا، خصوصاً في المناطق الصحراوية النائية، جماعات مسلحة على صلة بتنظيمي «القاعدة» و «داعش» الإرهابيّين. وتعاني الأراضي الليبية من فوضى أمنية وتكرار أعمال خطف تستهدف العمال الأجانب في الشركات المنفذة لمشاريع في قطاع النفط والكهرباء.