| | التاريخ: تموز ٦, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | تونس: استقالة رئيس «هيئة الانتخابات» | تونس - محمد ياسين الجلاصي
أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس استقالته، ما فجّر مخاوف من عدم تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستنظمها البلاد في 2019، في موعدها، في وقتٍ أعلن حزب «نداء تونس» الحاكم إنهاء تحالفه مع حركة النهضة الإسلامية الذي دام أربع سنوات في إطار استعداداته للاستحقاق المرتقب.
ونشرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أمس استقالة محمد التليلي المنصري بعد شهرين من تنظيم الانتخابات البلدية التي تقدم فيها الإسلاميون. وبرر المنصري استقالته بما اعتبره «تعطل عمل صلب مجلس الهيئة بسبب عدم انعقاد الجلسات ونظراً إلى حجم العمل الكبير الذي ينتظر الهيئة، بخاصة التحضير لانتخابات 2019.
وقال رئيس الهيئة إنه «أمام طلب الإعفاء من مجلس نواب الشعب، لا يريد أن يكون عنصر توتر أو إرباك»، مشيراً إلى أنه سيحافظ على عضويته بمجلس الهيئة على أن يتم ترشيح عضو آخر للرئاسة في أقرب الآجال.
وهذه الاستقالة هي الثانية من نوعها صلب الهيئة الانتخابية بعد الاستقالة الأولى لرئيسها السابق شفيق صرصار والذي انسحب في أيار (مايو) من العام الماضي بسبب خلافات بين أعضاء مجلس الهيئة، وأثارت الاستقالة الأخيرة مخاوف مراقبين من احتمال تأجيل الاستحقاق الرئاسي والبرلماني العام المقبل بسبب صعوبة التوصل إلى اتفاق حول الرئيس المقبل للهيئة.
ويُذكر أن الاستقالة جاءت قبل مثول المنصري أمام البرلمان بسبب قرار الإعفاء الذي اتخذه أعضاء مجلس الهيئة في حقه بسبب «اتخاذه قرارات فردية تهم المسار الانتخابي، ولصعوبة تواصل أعضاء مجلس الهيئة»، وبذلك أراد رئيس الهيئة تجنب المثول أمام البرلمان ليفتح المجال أمام مشاورات انتخاب خلف له.
وتأتي هذه التطورات قبل سنة ونصف من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر تنظيمها فى العام المقبل، حيث بدأت الأطراف السياسية تحضيراتها لهذا الاستحقاق الانتخابي منذ الآن عبر التصريحات وإعلان نوايا التحالفات والتوافقات المقبلة.
وبدأ قياديون في «نداء تونس» (حزب الرئيس التونسي) بالإدلاء في تصريحات عبر مختلف وسائل الإعلام بخصوص إنهاء تحالفه مع حزب النهضة الذي يتشارك معه في الحكم منذ 2014.
وساهمت الانتخابات البلدية وتقاسم مناصب رؤساء البلديات في توتر العلاقة بين الحزبين الحاكمين خاصة بعد انتخاب مرشحة «النهضة» على رأس بلدية تونس التي تعتبر الأهم على المستوى الوطني من حيث العدد السكاني والثقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ويسعى «نداء تونس» إلى استعادة قواعده التي فقدها في الانتخابات البلدية، عبر تأكيد إنهاء تحالفه مع الإسلاميين، والاستعداد لخوض المعركة الانتخابية المقبلة في مواجهة مع «النهضة». | |
|