التاريخ: تموز ٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
غريفيث يعود إلى اليمن لاستكمال مهمته «الماراثونية»
أفيد بأن الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث يعتزم عقد اجتماع ثانٍ مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في العاصمة الموقتة عدن منتصف الأسبوع، لمناقشة تسوية حول مدينة الحديدة (غرب) واستئناف المفاوضات بين الحكومة وجماعة الحوثيين. لكن مصادر في الرئاسة اليمنية نفت «أي زيارة مرتقبة للموفد الدولي لعدن في الأيام المقبلة»، مشيرةً إلى أنه «سيزور صنعاء (اليوم) للقاء قياديين في جماعة الحوثيين».

وفيما قالت مصادر عسكرية لـ «الحياة» أن «خمسة ألوية جديدة تابعة للجيش اليمني في طريقها إلى جبهة الساحل الغربي»، أكد هادي «استمرار العملية العسكرية لإخراج ميليشيات الجماعة من الحديدة، إن لم تخرج سلماً».

وقال مصدر ديبلوماسي يمني لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، إن لقاء غريفيث- هادي «يأتي بعد اشتراط الحكومة الشرعية اليمنية (أول من أمس) الانسحاب الكامل للميليشيات من مدينة الحديدة ومينائها وميناء الصليف، قبل أي خطوة تتعلق بالعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة». وأشار إلى «أن الموفد الدولي يحاول التوصل إلى تسوية مع الحكومة اليمنية حول المدينة، قبل عرض خطته لاستئناف المفاوضات على مجلس الأمن الأسبوع المقبل».

وكان هادي أبلغ غريفيث خلال لقائهما في عدن الأربعاء الماضي، «ضرورة الانسحاب من الحديدة وليس من مينائها فقط، ودخول قوات من وزارة الداخلية لضمان الأمن فيها»، كمدخل لتطبيق القرار الدولي 2216 الذي يتضمن انسحاب الحوثيين من كل المناطق اليمنية وتسليمهم السلاح.

إلى ذلك، أكد وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر أن «التوصل إلى السلام» في بلاده سيتحقق في حال ضَغَط المجتمع الدولي على الحوثيين». وقال لوكالة «الأناضول»: «نأمل بأن تمنع جهود غريفيث تأثر سكان الحديدة سلباً بأي عملية عسكرية». وأضاف: «الميليشيات هربت دائماً من جهود السلام... آمل بأن تكون مبادرات الموفد الدولي ناجحة. في النهاية يجب أن يأتي السلام إلى اليمن».

ميدانياً، شنت طائرات التحالف العربي غارات طاولت تعزيزات للميليشيات على جبهة الساحل الغربي وأسفرت عن «مقتل القيادي الحوثي عبدالله عباس جحاف وعدد من معاونيه في منطقة العبيسة في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة». واستهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين في مديريات زبيد والجراحي وبيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة، وأسفرت عن «إصابات بين قتيل وجريح في صفوف المسلحين الحوثيين في منطقة الزرانيق، وتدمير تعزيزات لميليشياتهم عند المدخل الشرقي للحديدة».

وفي مديرية الدريهمي، أعلن الجيش إسقاط طائرة من دون طيار (درون) للميليشيات، بعد ساعات على إسقاط طائرة مماثلة في مديرية حيس. وأكدت مصادر في صنعاء أن الميليشيات تواصل حشد مسلحين وإرسال تعزيزات إلى الحديدة. وروى شهود أنهم «رصدوا نحو 12 شاحنة محمّلة عتاداً عسكرياً ومسلحين في طريقها من صنعاء إلى الحديدة».

وأعلن الجيش اليمني أمس استكمال تحرير ‏»مرسى حبل» جنوب ‏مديرية ميدي في محافظة حجة. وقال قائد الجزر البحرية العقيد محمد سلام ‏الأصبحي، إن قوات الجيش «باغتت الميليشيات واستعادت ثلاثة ‏زوارق وأسلحة وصواريخ وأجهزة اتصالات ‏وأجهزة لتحديد مواقع».‏

وأعلن التحالف أمس «وجود سبع سفن في ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها»، فيما «تنتظر سبع سفن أخرى دخول الميناء»، مشيراً إلى «وجود سفينة في ميناء الصليف تُفرّغ حمولتها من القمح». وأكد أن الميليشيات «تحتجز السفينة G Muse في ميناء الحديدة منذ شهرين لأسباب غير معروفة».

هادي: اقتربَ استئصال أخطر مشروع إيراني

جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمسكه بتسليم ميليشيات جماعة الحوثيين للسلاح ‏الذي في حوزتها وانسحابها من المدن الخاضعة لسيطرتها كشرط لإحلال السلام في بلاده.‏ وأكد أن «هدف استئصال أخطر مشروع إيراني توسعي اقترب ‏تحقيقه»، ‏لافتاً إلى أن هذا المشروع «يهدد حاضر ومستقبل اليمن وشعبه الذي يرفض ‏الطائفية ‏والكهنوتية والأفكار الإيرانية الدخيلة عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية».‏

في غضون ذلك، ناقش رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومحافظ تعز أمين محمود في عدن أمس، الأوضاع العسكرية والخدمية في المحافظة.

وخلال اجتماع موسع عقده في عدن أمس مع قيادة وزارة الدفاع والمنطقة ‏العسكرية ‏الرابعة (محافظات تعز، عدن، أبين، الضالع، لحج) قال هادي، إن الحكومة الشرعية مع «السلام الحقيقي العادل الذي ينتصر ‏للتضحيات، ‏وأي تفاوض أو عملية سياسية تستلزم تطبيقاً حقيقياً لما نص عليه القرار الدولي الرقم 2216 من انسحاب للميليشيات، وتسليم للسلاح ومؤسسات الدولة».‏

ووضع الرئيس اليمني الحوثيين وداعميهم في طهران بين «خياري تنفيذ ‏المرجعيات ‏الثلاث أو تحمُل النتائج المترتبة على تعنتها». وأشار إلى أن «وعود الميليشيات وجنوحها ‏إلى السلام مع كل هزيمة تتلقاها، وكعادتها في ‏نقض كل المواثيق والاتفاقات، لم يعد مقبولاً إطلاقاً ‏والشعب اليمني لم يعد يحتمل مزيداً من ‏المراوغات لإطالة هذه الحرب العبثية».

وقال هادي مخاطباً قياديي المنطقة العسكرية الرابعة: «هناك أخطاء ترافق أي عمل يراد بناءه، ورافق ويرافق تشكيل الجيش الوطني كثير من الأخطاء، لا بد من الوقوف أمامها وتصحيحها، وعدم تجاهلها أو التمادي معها». وأضاف: «ما زالت المهمة قائمة أمامنا، ما زلنا في حرب مع تلك الجماعة المارقة، لا يزال إخوانكم وأفرادكم في المتارس والجبال والسهول والساحل». وتابع: «هناك جهود تبذل وتفاني وتضحية، هناك صمود وعزيمة، وهناك انتصارات يومية، ستنتصرون قريباً على كل الجبهات وسنحتفل بالنصر المؤزر، أنتم تصنعون اليوم حاضركم، ومستقبل أبنائكم».

إلى ذلك، أكد بن دغر ضرورة استكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز التي ما زالت تخضع لسيطرة الحوثيين. واطلع على عدد من المواضيع المتعلقة بالآليات المتبعة بتطبيع الحياة في المحافظة، والجهود التي تبذلها قيادة المحافظة والأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن، ومواجهة الاختلالات الأمنية وردع قوى الظلام التي تستهدف الأبرياء من المواطنين. وشدد على ضرورة ترتيب الأوضاع الإدارية والمالية في المحافظة، ومضاعفة الجهود وبذل المزيد من العمل الدؤوب والمضي قدماً بشتى الوسائل والطرق ووفق الإمكانات المتاحة لتطبيع الحياة. وأشاد محافظة تعز بالجهود التي تبذل من أجل تعز من قبل الحكومة، مؤكداً «سعي السلطة المحلية إلى تقديم الجهد اللازم لخدمة المحافظة ووقوف أبناء تعز الأحرار خلف القيادة السياسية، نابذين كل مظاهر القتل والعنف والانقلاب الحوثي على الدولة».

من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس بالسفير الإماراتي لدى اليمن سالم الغفلي. وبحث الجانبان في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يخدم الأهداف المشتركة للبلدين ضمن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.

وأعرب اليماني عن تقدير بلاده للدور الإماراتي المساند للشرعية، ووقوف أبناء الإمارات في خندق واحد مع اليمنيين في كل جبهات الشرف لهزيمة الحوثيين.

واستعرض اللقاء المستجدات في الساحل الغربي والتقدم الكبير الذي تحرزه قوات الجيش اليمني، وتحركات الملف الديبلوماسي وجهود الموفد الدولي مارتن غريفيث، ووجهة نظر الحكومة الشرعية المتسقة مع التحالف منها، وقناعة الحكومة اليمنية بأن لا سبل لتحقيق أي تقدم في «مبادرة الحديدة» من دون الانسحاب الكامل وغير المشروط للمليشيات من محافظة الحديدة.