التاريخ: تموز ٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
هدوء يواكب تقدماً نحو هدنة في الجنوب
لندن، موسكو، عمان - «الحياة»، رويترز
تراجعت حدة القتال في الجنوب السوري وساد هدوء حذر بالتزامن مع تدخل أردني مهّد لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين المعارضة والروس أمس بهدف التوصل الى هدنة. وفيما أُعلن عن التوصل إلى تسوية في بلدة بصرى الشام، بعد فشلها أول من أمس، وانضمام 3 مدن في الجنوب لنظام وقف القتال، تمسكت فصائل المعارضة بشروطها ورفضها الاستسلام والإذلال الروسي.

جاء ذلك في وقت أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته ستطالب بتطبيق اتفاق «فك الاشتباك» الموقع مع دمشق عام 1974 بـ «حذافيره»، في إشارة جديدة إلى ضوء أخضر إسرائيلي لسيطرة القوات النظامية على المناطق المتاخمة للجولان المحتل.

وفي واشنطن، توقع مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون أن يتوصل الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، إلى «اتفاق على انسحاب القوات الإيرانية من سورية». وقال بولتون في مقابلة مع قناة «سي بي أس» الأميركية: «سنرى ماذا سيحدث عندما يلتقيان (ترامب وبوتين)، هناك فرصة لإجراء محادثات أوسع حول المساهمة في سحب القوات الإيرانية من سورية وإعادتها إلى إيران»، معتبراً أن «اتخاذ هذا الإجراء سيمثل خطوة مهمة إلى أمام»، ومشيراً إلى أن «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاقات مع روسيا في هذا الشأن».

ورداً على سؤال إن كان الرئيس السوري بشار الأسد حقق انتصاراً في الحرب الدائرة في بلاده، قال: «بصراحة، لا نعتقد أن الأسد يمثل مشكلة استراتيجية»، مشدداً على أن «المشكلة تتمثل بإيران»، وأوضح: «الحديث لا يدور فقط عن برنامجها المستمر لتطوير الأسلحة النووية، وإنما كذلك عن دعمها الكبير والمتواصل للإرهاب الدولي، وكذلك عن وجود قواتها الدورية في الشرق الأوسط».

إلى ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل العرض الذي قدمته روسيا إلى فصائل «الجيش الحر» في الجنوب، خلال جولة جديدة من المفاوضات عُقدت أمس بعد وساطة أردنية، موضحاً أن الروس طالبوا فصائل المعارضة بـ «تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، فيما يبقى السلاح الخفيف مع المسلحين»، على أن يُسمح لهذه الفصائل بـ «الانضمام إلى الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا لمحاربة المجموعات الجهادية وتنظيم داعش، ويتم تسليم معبر نصيب الحدودي مع الأردن إلى النظام، وأن يوكل إلى عناصر الفيلق الخامس الانتشار على الحدود السورية– الأردنية والشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، وأن تنتشر عناصر الشرطة الروسية وشرطة النظام داخل مدن درعا وبلداتها»، فيما تعهد الروس بـ «ضمان عدم اعتقال المواطنين أو المسلحين وتسوية أوضاعهم».

بالتزامن، ساد هدوء حذر في محافظة درعا، وغاب الطيران الروسي عن أجوائها، فيما أعلنت وسائل إعلام محسوبة على «حز الله»، موافقة المعارضة في بصرى الشام على التسوية وتسليم الأسلحة الثقيلة. وكانت مفاوضات في بصرى الشام، التي تضم أحد المواقع التراثية المسجلة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، فشلت السبت بعد رفض المعارضة الشروط الروسية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية انضمام 3 مدن في الجنوب لنظام وقف القتال، وموافقة 250 مسلحاً على تسوية أوضاعهم. وأشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إلى «رفع العلم الوطني في ساحة داعل» بريف درعا، فيما بث التلفزيون السوري صوراً لسكان البلدة وهم يحتفلون «دعماً للجيش». لكن مصادر في المعارضة أكدت لـ «الحياة» أن «كل الفصائل مجمعٌ على الدفاع عن درعا حتى الموت، وعدم قبول الشروط الروسية المذلة».

وأكد القائد في الجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي «استعادة المعارضة ثمانية بلدات سيطر عليها النظام سابقاً في الريف الشرقي تحت القصف الروسي العنيف». وكشف أن وفد المعارضة «رفض وسيرفض الشروط التعجيزية المذلة وشروط الاستسلام». وشدد على أن «الفصائل لن تسمح بأي حال بوجود إيران وميليشياتها في جنوب سورية، ولن تسمح للنظام بإذلال الشعب السوري».