| | التاريخ: حزيران ٢٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | النظام السوري يوسع هجومه لتقسيم درعا | موسكو- سامر إلياس
في حين نفت روسيا الأنباء عن انسحابها من اتفاق خفض التصعيد في جنوب غرب سورية، تواصلت سياسة الأرض المحروقة في الريف الشرقي لدرعا، واتهم ناشطون الطيران الروسي بشن غارات على مدينة صيدا شرق مدينة درعا، ومع استهداف واضح للمراكز الطبية في المحافظة، واصل النظام السوري والميليشيات المساندة له الحملة العسكرية في عدة محاور ما يهدد حياة نحو 750 ألف مدني عالقين في مناطق القتال وفق التقارير الأممية.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية: إن «الأنباء التي نشرنها وكالة الأناضول التركية المنقولة عن صفحة مزورة لقاعدة حميميم في شبكات التواصل الاجتماعي حول مزاعم عن انسحاب روسيا من الاتفاقية حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية لا تطابق الواقع»، نافية امتلاك القاعدة الجوية الروسية في «حميميم» أية مواقع أو صفحات في شبكات التواصل الاجتماعي، وشددت على أن «أن جميع المعلومات المتعلقة بأنشطة القوة العسكرية الروسية في سورية يتم نقلها حصراً من قبل ممثلي وزارة الدفاع الروسية، وكذلك من خلال المصادر الرسمية للوزارة على الإنترنت».
وأكد ناشطون معارضون أن الطيران الروسي والسوري كثف غاراته على الريف الشرقية مستهدفاً مدن بصرى الشام والمسيفرة وصيدا، وأكدت منظمة الدفاع المدني السوري «الخوذ البيض» أن «القصف طاول جميع المرافق الطبية في المناطق الشرقية، وان مستشفيات المنطقة الرئيسة خرجت عن الخدمة»، وقال رئيس «الخوذ البيض» رائد الصالح في اتصال مع «الحياة» إن «هناك تعمداً واضحاً للاستهداف المباشر لطواقم الدفاع المدني وسياراته»، وكشف أن «ثلاثة من أعضاء المنظمة سقطوا قتلى في بصر الحرير والحراك منذ بداية الحملة أثناء قيامهم بعمليات إسعاف للجرحى»، وحذر من «نقص كبير في الموارد وسيارات الإسعاف والإطفاء بعد تدمير بعضها بغارات للنظام»، وقدر الصالح أعداد النازحين بأكثر من 65 ألفاً، وكانت تقارير دولية ذكرت أول من أمس أن قرابة 45 ألف سوري نزحوا من قراهم ومدنهم، لكن استمرار القصف حالياً أدى إلى موجة جديدة من النزوح نحو الجنوب والغرب من مدن المسيفرة والجيزة وبصرى الشام والقرى القريبة منها.
وقال ناشطون إن غارات روسية بعد منتصف ليل الثلثاء تسببت في خروج مستشفى الجيزة والمسيفرة شرقي درعا عن الخدمة، وذكر المرصد السوري أن طائرات مجهولة قصفت مستشفى صيدا وأخرجته عن الخدمة، ليرتفع عدد المستشفيات المتوقفة عن العمل إلى خمسة.
وفي مدينة درعا، أعلنت غرفة العمليات العسكرية صد هجوم للنظام جنوب غرب المدينة. وأضافت غرفة العمليات المركزية أنها استهدفت مواقع قوات النظام في حي سجنة ومناطق سيطرته في غرب مدينة درعا بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، ما أسفر عن قتل وإصابة عدد من العناصر.
وأوضحت مصادر في المدينة التي تعد مهد الثورة ضد النظام في آذار( مارس) 2011، أن الجيش والميليشيات الداعمة لها تسعى إلى التقدم في جنوب غرب المدينة لعدة أهداف «الأول فصل الريف الغربي لمدينة درعا عن الريف الشرقي ضمن سياسة تقطيع أوصال المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والمقدرة بنحو 70 في المئة من مساحة المحافظة قبل الحملة الأخيرة منذ نحو عشرة أيام، والثاني محاصرة الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في المدينة وهي درعا البلد، وحي السد، والمخيم بهدف إجبارها على الاستسلام» وأوضح المصدر في اتصال مع «الحياة» أن «النظام يسعى إلى السيطرة على نقطة الحدود القديمة مع الرمثا الأردنية والجمارك القديمة لينطلق بمحاذاة الحدود مع الأردن نحو بلدة أم الميادن ولاحقاً نحو معبر نصيب»، وكشف المصدر أن النظام «يعمل بالتوازي إلى التقدم نحو منطقة غرز وصوامع الحبوب شرق المدينة من محور آخر نحو نصيب». وذكرت مصادر معارضة أن «سياسة الأرض المحروقة في الريف الشرق تزامنت مع حشود ضخمة استقدمت من بادية السويداء إلى منطقة القريا غرب المدينة من أجل بداية هجوم على بصرى الشام، ومنها إلى معبر نصيب الحدودي».
ووسع النظام عملياته من شمال شرق المحافظة، وبعد أحكام سيطرته على منطقة اللجاة وبصر الحرير ومليحة العطش في شمال شرقي المحافظة، انتقل إلى الجنوب الشرقي قليلاً، وسيطر النظام والميليشيا التابعة له على بلدتي ناحتة والمليحة الشرقية، كما سيطر على بلدة صما الهنيدات وهي المعبر الواصل بين السويداء ودرعا، وهو مخصص لتبادل البضائع والمواد الزراعية والغذائية بين محافظة درعا والسويداء ومنها إلى دمشق. | |
|