| | التاريخ: حزيران ٢٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | دمشق تبدأ هجوماً برياً في درعا وموسكو تنعى «خفض التصعيد» | لندن - «الحياة»
تسارعت أمس، وتيرة التصعيد في الجنوب السوري، عشية زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون موسكو، التي أعلنت دفن اتفاق «خفض التصعيد» في الجنوب، بعد نحو عام من التوصل إليه مع عمان وواشنطن. واستغل النظام السوري الإعلان الروسي، وأطلق عملية عسكرية برية داخل درعا هي الأولى منذ بدء التصعيد، بعدما تمكن من التقدم في ريفها الشرقي باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الاردن. وفيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 45 ألف سوري إلى حدود الجولان المحتل، متوقعة تضاعف عددهم، شددت عمان على استمرار إغلاق حدودها.
على خط موازٍ، أعلنت الرئاسة التركية في بيان أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتف الرئيس رجب طيب إردوغان وهنأه بالفوز في الانتخابات، مضيفة أن الرئيسين أكدا ضرورة تنفيذ «خريطة الطريق» المتعلقة بمدينة منبج في الشمال السوري، واتفقا على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وترافقت هذه التطورات مع إعلان وسائل إعلام سورية رسمية أن صاروخين إسرائيليين سقطا في محيط مطار دمشق الدولي، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدفاعات الجوية السورية فشلت في اعتراض الصاروخين، مشيراً إلى انفجار وقع قرب المطار بسبب الصاروخين اللذين أطلقتهما طائرات إسرائيلية من جهة هضبة الجولان المحتلة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الصاروخين استهدفا «مستودع أسلحة تابعاً لحزب الله والقوات الإيرانية، كانت تُنقل إليه أسلحة وصلت إلى مطار دمشق عبر طائرة شحن ايرانية»، لافتاً إلى أنه بمجرد الانتهاء من إفراغ شحنة الطائرة، تم استهداف المستودع بصاروخين أطلقتهما طائرة إسرائيلية، ما أدى إلى تدميره. ورجح أن العملية حصلت قبل تمكن القوات الإيرانية من نقل الشحنة بعيداً من المطار.
وربطت وسائل إعلام ايرانية بين الحادث و»اقتراب تحرير الجنوب السوري»، واعتبرت وكالة «تسنيم» الإيرانية «إطلاق الصواريخ الإسرائيلية نحو المطار محاولة لتشتيت انتباه الجانب السوري عن عمليته العسكرية جنوباً، وتقديم خدمات للمسلحين وإعطائهم فرصة للتنفس ورص صفوفهم». لكن عبد الرحمن سخر من هذا الحديث، مشيراً إلى أن الجميع يعلم أن عمليات النظام في درعا أتت بعد ضوء أخضر إسرائيلي.
في غضون ذلك، أعلن جيش النظام السوري بدء الهجوم على مدينة درعا، بعد أسبوع من التصعيد العسكري. وأوضحت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «الجيش بدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا... وتعمل وحدات الجيش على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية». ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن «الجيش ينفذ رمايات نارية مركزة على أوكار الإرهابيين وتحصيناتهم في درعا».
واشار المرصد السوري إلى «غارات سورية وروسية استهدفت أحياء تسيطر عليها الفصائل في المدينة، تزامناً مع إلقاء قوات النظام البراميل المتفجرة، كما تزامن القصف مع اشتباكات عنيفة تدور في جنوب شرقي المدينة» قرب الحدود مع الأردن. وقال مدير المرصد: «هذه أول عملية عسكرية برية للنظام داخل مدينة درعا» منذ بدء التصعيد.
ومع تكثيف النظام السوري وروسيا الغارات الجوية على مدينتي بصر الحرير والحراك والقرى المجاورة لهما، أعلن إعلام «حزب الله» أن الجيش السوري استعاد السيطرة على منطقة اللجاة من المعارضة، علماً أن النظام يسعى إلى فصلها عن ريف درعا الشرقي، وفتحِ خط يصل بين الريف الغربي للسويداء مع مدينة أزرع في درعا، استعداداً لمعارك أخرى لتقطيع أوصال الريف الشرقي، والسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وفق توقعات مصادر معارضة.
وفي حين أكدت قاعدة «حميميم» في صفحتها على «فايسبوك» إنه «يمكن تأكيد انتهاء فترة خفض التصعيد جنوب سورية بعد خرقها من الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي تعمل ضد القوات الحكومية السورية»، أكدت الفصائل المعارضة في المنطقة أن «المقاومة خيارها الاستراتيجي». وأفاد رئيس الدفاع المدني السوري رائد صلاح لـ «الحياة» بأن حصيلة القتلى وصلت إلى 41، بينهم 12 طفلاً.
ووصف القيادي في الجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي الوضع في درعا بـ «الحرج»، مؤكداً لـ»الحياة» أن «الميليشيات الإيرانية تشارك في المعارك». وتوقع «فتح النظام محوراً جديداً للهجوم بمشاركة الفرقة الرابعة والحرس الثوري الإيراني وميليشيات تابعة للنظام من القريا في السويداء عبر بصرى الشام باتجاه معبر نصيب».
وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن حدود بلاده ستبقى مغلقة، وأن الأمم المتحدة يمكنها مساعدة اللاجئين السوريين داخل بلادهم.
النظام السوري يقترب من معبر نصيب الحدودي
موسكو - سامر إلياس
عشية زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون موسكو وبحثه قضايا عدة منها الأزمة السورية مع المسؤولين الروس، دفنت قاعدة حميميم اتفاق خفض التصعيد في جنوب غربي سورية والذي تم التوصل إليه مع الأردن والولايات المتحدة منذ نحو عام.
ومع تكثيف النظام السوري وروسيا الغارات الجوية على مدينتي بصر الحرير والحراك والقرى المجاورة لهما بات النظام أقرب إلى محاصرة منطقة اللجاة الوعرة، وفصلها عن ريف درعا الشرقي، وفتح خط يصل بين الريف الغربي للسويداء مع مدينة أزرع في درعا استعداداً لمعارك أخرى لتقطيع أوصال الريف الشرقي والسيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن وفق توقعات مصادر معارضة.
وفي حين قالت قاعدة «حميميم» في صفحتها على «فايسبوك» إنه «يمكن تأكيد انتهاء فترة خفض التصعيد جنوب سورية بعد خرقها من قبل الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي تعمل ضد القوات الحكومية السورية». أكدت الفصائل المعارضة في المنطقة أن «المقاومة خيارها الإستراتيجي» على رغم عدم وجود دعم أميركي، ورداً على اتهامات روسية بأن الحملة جاءت بسبب وجود جبهة النصرة، نفت مصادر في الجبهة الجنوبية لـ «الحياة» أي وجود للنصرة في المنطقة، مشددة على أنه «لا صدقية لأي تصريحات روسية».
ووصف القيادي في الجبهة الجنوبية العقيد خالد النابلسي الوضع في محافظة درعا بـ «الحرج»، وأكد في اتصال مع «الحياة»: أن «الميليشيات الإيرانية تشارك في المعارك مع النظام».
وقال النابلسي: إن «النظام لا يعمل وحده ومنذ تحضيراته الأولى لمعركة الجنوب رصدنا مشاركة الميليشيات الطائفية الأفغانية والعراقية واللبنانية التابعة لإيران مثل فاطميون وأبو الفضل العباس وحزب الله وغيرها، والميليشيات التابعة لإيران»، ولفت إلى «انتقال أغلب هذه الميليشيات التي كانت موجودة في الريف الغربي لدرعا وفي خان أرنبة في ريف القنتيطرة للمنطقة الشرقية، مشيراً إلى أن «قسماً منهم يرتدي لباس الجيش السوري ويستخدم شاراته ورموزه»، وزاد أنه «تم رصد وجود لهم في مطار الثعلة (مقر قيادة المعركة موجود غرب السويداء)، وأكد أن «عدداً من القتلى في المعارك مع الجيش السوري الحر من هذه العناصر».
وأوضح أنه «بناء على غارات النظام وحلفائه الروس ومحاور القصف فإن تركيز القصف على منطقة اللجاة وبصر الحرير والحراك، يهدف إلى الوصول إلى محاصرة اللجاة، وعزلها عن ريف درعا الشرقي، ويفتح خط السويداء أزرع، ومن ثم خربة غزالة ما يفتح الطريق إلى درعا (20 كيلومتراً) ومعبر نصيب (مع الأردن 30 كيلومتراً)». وتوقع العقيد الطيار المنشق عن النظام «فتح محور جديد للهجوم بمشاركة الفرقة الرابعة والحرس الثوري الإيراني وميليشيات تابعة للنظام من القريا في السويداء عبر بصرى الشام باتجاه معبر نصيب».
وكانت مصادر أخرى في المعارضة السورية المسلحة رجحت في وقت سابق في اتصال مع «الحياة» أن «النظام سوف يسعى إلى الوصول إلى معبر نصيب الحدودي من ثلاثة محاور الأول من مركز درعا، والثاني من أزرع، والثالث من بصرى الشام».
ولم يستبعد النابلسي «وجود اتفاق خفي بين إيران وإسرائيل وروسيا بإبعاد القوات الإيرانية عن الحدود مع الجولان المحتل، مقابل السماح له بفتح معركة في الريف الشرقي لدرعا من محاور عدة لا تتجاوز الأوتستراد الدولي بين دمشق وعمان، بمشاركة الميليشيات الإيرانية التي لا يستطيع النظام العمل من دون مساندتها».
وأكد أن «الطيران الروسي مشارك بقوة وبكل إمكاناته، منذ اليوم الثاني للمعركة بعد فشل قوات النظام بالتقدم في اللجاة من أكثر من محور على رغم القصف المدفعي والغارات بالبراميل المتفجرة».
ورداً على تصريحات روسية بأن أكثر من 40 في المئة من منطقة خفض التصعيد الجنوبية تحت سيطرة «النصرة»، قال النابلسي: «ذريعة روسيا في المشاركة هي الكذبة الحاضرة دائماً وهي وجود جبهة النصرة، وشنها هجمات ضد النظام وهي كذبة باتت مكشوفة. وفي يوم الثلثاء فقط شن الطيران الروسي نحو 500 غارة على بصر الحرير، وقاعدة حميمم أكدت أنها تغطي جويا معارك النظام في درعا». وشدد على أن «لا صدقية لأي تصريحات سياسية أو عسكرية تصدر عن روسيا، وهم يحشرون موضوع النصرة والإرهاب لمحاربة الثوار». وحض النابلسي روسيا على «لعب دور على قدر مسؤوليتها كدولة عظمى»، وأوضح أنه «لا يوجد في الجنوب إلا جيب إرهابي واحد يتبع «داعش» في حوض اليرموك ونحاصرهم ونخوض معارك معهم»، لافتاً إلى أن «النظام وروسيا لم يستهدفا داعش منذ وجودها في المنطقة لا بالقصف البري أو الجوي، وهم مستفيدون من دعاية وجودهم»، ورأى النابلسي أن «داعش تتحرك بالتنسيق مع النظام، اعتدنا أن يهاجمنا التنظيم من خلفنا بالتزامن مع المعارك مع النظام ولذلك جهزنا أنفسنا». وتعليقاً على الموقف الأميركي من الأوضاع في الجنوب، شدد النابلسي على أن «خيار الفصائل الإستراتيجي هو المقاومة حسب الإمكانات، وسوف تبذل قصارى جهودهم والقتال حتى الرمق الأخير وقد تغلب الفصائل لكنها لن تهزم» . واعتبر أن أن الرسالة الأميركية للثوار تندرج ضمن سياسة واشنطن لـ «تخلي الولايات المتحدة عن الجنوب وتسليم الروس قيادة دفة العميات في المنطقة، وفعل ما يشاؤون»، موضحاً أن الرسالة الأميركية الأخيرة «جاءت بعد رسالتين سابقتين الأولى حذرت فيها النظام من خرق الهدنة في منطقة خفض التصعيد في الجنوب، والثانية تنصح الفصائل بعدم المبادرة إلى الهجوم وتؤكد أنهم يبذلون جهوداً ديبلوماسية لمنع حدوث هجوم، والثالثة قالوا لنا فيها إنهم فشلوا في إقناع الروس والنظام في عدم الهجوم، وإنه يجب علينا عدم المراهنة على تدخلهم عسكرياً».
45 ألف نازح من درعا باتجاه الأردن والأمم المتحدة تتوقع تضاعف عددهم
جنيف - رويترز
قالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 45 ألف شخص فروا من القتال في محافظة درعا (جنوب غربي سورية) في اتجاه الحدود مع الأردن، فيما توقع برنامج الأغذية العالمي زيادة عدد النازحين من درعا السورية إلى مثليه. وحذرت الأمم المتحدة في بيان نشرته أمس من أن العنف في جنوب غربي سورية عرض حياة أكثر من 750 ألف شخص للخطر جراء إسقاط طائرات النظام السوري للبراميل المتفجرة على مدينة درعا مما تسبب في تشريد الآلاف من المواطنين الأبرياء. وأعربت عن قلقها إزاء استمرار ورود تقارير في شأن تصاعد أعمال العنف جنوب غربي سورية، ونزوح قرابة 45 ألف شخص تجاه الحدود الأردنية. وذكر الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه أن مدنيين من بينهم أطفال سقطوا بين قتيل ومصاب وأن مستشفى توقف عن العمل بسبب ضربة جوية.
وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم: «شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة»، مضيفة: «لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا».
وأشارت توم إلى تقديرات بنزوح «45 ألفاً وربما أكثر».
من جانبها، قالت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية بتينا لوشر، خلال الإفادة الصحافية نفسها: «نتوقع أن يزيد عدد النازحين إلى قرابة المثلين مع تصاعد العنف».
الحدود الأردنية مغلقة أمام النازحين
عمان - «الحياة»، رويترز
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: «إن حدود الأردن ستبقى مغلقة وإن الأمم المتحدة يمكنها مساعدة السوريين الفارين من العنف داخل بلادهم».
وغرد الصفدي على حسابه على «تويتر» قائلاً: «لا وجد لنازحين على حدودنا والتحرك السكاني نحو الداخل، حدودنا ستظل مغلقة ويمكن الأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم. نساعد الأشقاء ما استطعنا ونحمي مصالحنا وأمننا».
وكان رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز أكد أنه لم يعد بمقدور بلاده استقبال أي لاجئ سوري، مشيرًا إلى وجود نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري في الأردن.
وقال الرزاز في تصريحات صحافية: «إن الأردن استقبل لاجئين بأعلى من قدرته ولن يتمكن من استقبال المزيد»، مضيفاً أن الأجهزة الأردنية اتخذت كل الاحتاطات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار الأردن. وحض رئيس الوزراء الأردني على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. | |
|