التاريخ: حزيران ٢٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الحريري: الآن «فاتحين التوربو» لنشكل حكومة في أسرع وقت ممكن
مع عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري، إلى بيروت عادت الحركة بقوة نحو مسار التأليف، فتحركت الاتصالات والاجتماعات لتضخ الحياة في عروق المفاوضات الحكومية، وعقد الرئيس المكلف سلسلة لقاءات، مع العديد من الأفرقاء السياسيين لتسريع الحلول، تمهيداً لوضع الحكومة على نار حامية. وأكد الحريري أن «الجميع متعاونون وقد أطلع رئيس الجمهورية ميشال عون على التشكيلة غداً (اليوم)». وشدد على أن «ليست هناك عقد خارجية وإنما داخلية، لكنها قابلة للحل، لا شيء لا يمكن حله».

وكان الحريري لبى بعد ظهر أمس دعوة المنسق العام لـ «مؤتمر إنماء بيروت» النائب السابق محمد قباني إلى مأدبة غداء أقامها على شرفه في «الزيتونة باي»، حضرها الوزير نهاد المشنوق والنواب: فؤاد مخزومي، فيصل الصايغ، نديم الجميل، عدنان طرابلسي، رلى الطبش جارودي، طوني بانو، نقولا صحناوي، محمد الخواجة، جان طالوزيان، بولا يعقوبيان والنائب السابق سليم دياب وعضو المؤتمر رشيد الجلخ، ونوقشت خلالها خطط إنمائية تتعلق بالعاصمة.

وسئل الحريري: هل أنت قادر على أن تجمع كل الأطياف في حكومة وحدة وطنية؟ والرئيس نبيه بري يسأل: لماذا أنت «مطنش» أو تسير ببطء؟، أجاب: «لا أنا «مش مطنش»، ولكن يحق لي أن أحظى بإجازة، وقد ذهبت لرؤية عائلتي، والآن «فاتحين التوربو» لكي نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن. وبالتأكيد سنجمع كل الناس، ومن واجبي أن أقوم بذلك، وأنا متفائل، ونستطيع خلال أيام أن ننجز كل هذه الأمور».

قيل له إن بري يلفت إلى أن التأليف لا سقف زمنياً له، وهذه ثغرة في الدستور، فهل أنت حددت لنفسك مهلة أم تتمهل؟، أجاب: «كلا أنا لا أتمهل، ولكن لا أعرف لماذا نريد أن نستعجل الأمور.

أولاً تم تكليفي قبل نحو ثلاثة أسابيع، وثانياً كان هناك شهر رمضان المبارك ثم العيد، ونحن نتشاور مع كل الأفرقاء السياسيين، هذا لا يعني أن لا اتصالات وتشاور مع كل الأفرقاء، بل هذا الأمر يحصل. هناك بعض العقد، لكننا نحلها من خلال الحوار والوقت. كنت أتمنى لو كان البلد في مرحلة غيابي أو في فترة العيد أكثر هدوءاً إعلامياً لكي نتمكن من تشكيل الحكومة».

وأكد أن «لا عقدة في عملية التشكيل، لا مع القوات ولا مع غيرها، وهذه الأمور تحصل في أي حكومة ستتشكل، هذا أمر طبيعي، لكني متفائل، وإن شاء الله ننتهي من المسألة خلال أيام. علينا ألا نضخم الأمور لأنها بالفعل ليست ضخمة».

وعن لقائه مع الوزير جبران باسيل، أجاب: «هو قال أنه كان لقاء إيجابياً، وأنا أقول كذلك».

وعما إذا سيقبل بتوزير السنة من خارج تيار المستقبل، أجاب: «نتحاور مع الجميع، وحين أكون جاهزاً بالتشكيلة سأذهب إلى رئيس الجمهورية، وقد يكون ذلك غداً (اليوم)».

وفي شأن مطالبة «التيار الوطني الحر» بسبعة مقاعد، مقابل خمسة لرئيس الجمهورية، أجاب: «هذه مفاوضات نقوم بها، والكل سيكون راضياً بإذن الله. الكل يعرف أننا سنشكل حكومة من ثلاثين وزيراً، يجب أن يمثلوا أكبر عدد من الكتل السياسية الأساسية. كما تعلمون، في أي مفاوضات، الكل يبدأ بسقف عال، ثم تجري المفاوضات، أنا لست خائفاً».

وعن القول أن السعودية لا مصلحة لها بحكومة في الوقت الحاضر، أجاب: «من يقول ذلك تحديداً؟ أنا أسمع دائماً هذا الكلام ثم أسمع كلاماً آخر، وأنا ذهبت إلى السعودية، وهم حريصون على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم، لذلك هذا الموضوع غير صحيح، والكلام ليس له أي أساس. لم يتحدث معي أحد بهذا الأمر. أنا أعمل في أسرع وقت ممكن إن شاء الله، لتشكيل الحكومة».

وعندما قيل له هل يمكن أن تؤدي محاصرة القوات إلى اعتذارك عن عدم تشكيل الحكومة؟ أجاب: «لا أحد يحاصر أحداً، ولا أحد يضع فيتو على أحد. كما أقول لكم: كل من يذهب إلى مفاوضات يضع سقفاً عالياً».

سئل: حتى أنه لا فيتو على حقيبة سيادية للقوات؟ أجاب: «لا فيتو لدي، وكذلك يقول التيار الوطني الحر. لذلك ما أقوله هو أن علينا أن نأخذ الأمور بإيجابية، وأتمنى على الإعلام أيضاً أن يكون إيجابياً، لأن البلد لا يتحمل خضات. أنا على ثقة بأن الجميع متعاون».

من ناحية أخرى، التقى الحريري عصر أمس في «بيت الوسط» القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان الوزير المفوض وليد بخاري الذي أوضح أنه قدم للحريري التهاني بعيد الفطر المبارك، وعرض معه الأوضاع العامة. ثم التقى الحريري الوزير علي حسن خليل، في حضور الوزير غطاس الخوري وعرض معه آخر المستجدات في ما يخص الشأن الحكومي.

ومن زوار الحريري أيضاً رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس في حضور الخوري، ثم الوزير ملحم رياشي وتناول البحث موضوع تشكيل الحكومة.

وكان المشنوق التقى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان حمد سعيد الشامسي، واتفقا، وفق المكتب الإعلامي للمشنوق على «أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، خصوصاً في ظلّ التصعيد الإقليمي الحاصل».

جعجع : الحريري يدرك دقة الوضع واتصالات التشكيل لم تتوقف

اكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان المشاورات السياسية مستمرة منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة لانجاز المهمة في اسرع وقت. التواصل لم ينقطع يوما، وعدم الإعلان عن حركة الاتصالات واللقاءات لا يعني ان حركة التأليف متوقفة أو جامدة. وقال لـ»المركزية»: «الرئيس الحريري متحسس كما معظم القوى السياسية للوضع الاقتصادي الدقيق الذي تعيشه البلاد والحاجة إلى استعجال التأليف من أجل ان تتحمل الحكومة العتيدة مسؤولياتها الوطنية من خلال اتخاذ كل التدابير الممكنة والحازمة لنقل البلاد من ضفة التأزم إلى ضفة الحلول والانفراجات التي ينتظرها اللبنانيون».

أما عن أزمة جوازات سفر الإيرانيين، فاعتبر رئيس القوات ان «ما طرحه وزير الداخلية نهاد المشنوق دقيق على هذا المستوى لجهة ان الوزير يستطيع التدخل في أي لحظة تبعا لما يرتئيه مناسبا للوضع العام، فالمصلحة العليا للبلد تتقدم على أي تدبير إداري، والمسألة لا تتعلق بصلاحية من هنا او هناك، إنما ترتبط بما إذا كان هناك من انعكاسات سياسية لأي قرار أم لا».

وفي ما خص السجال حول الوضع الأمني في بعلبك-الهرمل، قال جعجع: «ما يحصل في الحقيقة غير مقبول على الإطلاق، الفلتان الأمني تجاوز كل الحدود والسقوف واستمراره يضرب صورة الدولة وهيبتها، والناس وصلت إلى حافة اليأس من الوضع القائم وتشعر وكأنها متروكة لقدرها ومصيرها، لذلك على وزارتي الدفاع والداخلية اتخاذ إجراءات فورية وصارمة من أجل تطبيق القانون والعدالة ومحاسبة كل مخلّ بالأمن والاستقرار. ان اللبنانيين عموما واهل البقاع خصوصا يحتاجون الى الدولة ويطالبون بوجودها ولا يجوز ان تخذلهم، بل ان تنهي الوضع الشاذ اليوم قبل الغد».

وعما اذا كان يخشى من انعكاس التوتر المتزايد في المنطقة على الوضع في لبنان، اوضح جعجع: «لا شك ان التوتر يزداد في المنطقة، لذلك يجب تحصين الوضع الداخلي أكثر فأكثر». وتوقف عند اهمية تطورات الحرب في اليمن، قائلا: «ان استرجاع الحُديدة من قبل جيش الحكومة الشرعية المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كان خطوة كبيرة ومهمة جدا ويشكل مفصلا مهما ويمكن ان يمهِّد لإنهاء حرب اليمن.

آن للشعب اليمني ان يستعيد حياته الطبيعية بعد سنوات ثلاث مأسوية، ونهاية حرب اليمن يمكن، من جهة أخرى، ان تعني بداية الحل الفعلي للأزمة السورية أيضا. فعساه خيرا».

وناقش جعجع، في معراب مع عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب، في حضور الأمينة العامة للحزب د. شانتال سركيس، المستجدات السياسيّة.

مركل تصل إلى بيروت وتجري محادثات مع الحريري
بيروت (لبنان) - أ ف ب
وصلت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الى بيروت مساء أمس (الخميس) قادمة من عمّان، في زيارة رسمية تستمر يومين تتخللها سلسلة لقاءات استهلتها مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وأجرت مركل في عمان محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أكد خلالها أن لا سلام في المنطقة من دون حل عادل يقود الى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وفور وصولها الى بيروت، المحطة الثانية والاخيرة في جولتها في المنطقة، التقت مركل رئيس الحكومة المكلف. وتطرقت المحادثات وفق بيان عن مكتب الحريري الى «آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري».

وتلتقي مركل اليوم الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري قبل أن تجتمع بالحريري مجدداً وتعقد مؤتمراً صحافياً تغادر على اثره الى برلين.