| | التاريخ: حزيران ٢٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | جيش حفتر نحو حسم معركة «الهلال النفطي» | رهانات الجضران تتعدى «منطقة الهلال» إلى السيطرة على برقة ونفطها | طرابلس – «الحياة»، رويترز - أ ف ب
أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إطلاق هجوم «الاجتياح المقدس» لـ «تطهير» الهلال النفطي من ميليشيات إبراهيم الجضران المعروفة بـ «حرس جهاز منشآت النفط»، وحلفائها من تنظيم «سرايا الدفاع عن بنغازي» المتطرف ومسلحي المعارضة التشادية.
وقال حفتر في تسجيل صوتي: «حانت ساعة الصفر، لحظة الانقضاض الخاطف لسحق العدو. الآن تدق ساعة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق من شخص (الجضران) جنى على نفسه وألقى بها إلى الهلاك عبر البدء بالغدر والعدوان».
واعقب ذلك إعلان الناطق باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري «استعادة قواتنا خلال ساعات السيطرة بالكامل على ميناءي السدرة ورأس لانوف»، ما دفع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إلى توقع «استئناف عمل منشآت النفط خلال يومين».
وأوضح مصدر عسكري أن الجيش اقترب من المطار العسكري والمصنع في رأس لانوف بعدما بسط سيطرته على البوابة الشرقية للميناء، وتقدم في اتجاه منطقة النوفلية السكنية. كما أعلن قصف سلاح الجو رتلاً للمجموعات الإرهابية في منطقة الـ90 شرق هراوة، وتحرير الجيش أسرى محتجزين لدى ميليشيات الجضران في الميناءين، وبدء مطاردة فلول الجضران غرب بن جواد.
لكن قوات الجضران نفذت لاحقاً التفافاً خلف خطوط الجيش من وادي الحيلة شرق رأس لانوف، ودمرت 20 آلية عسكرية، وقتلت 10 من عسكريي الجيش واعتقلت آخرين. وكتب «حرس منشآت النفط» على موقع «فايسبوك»: «نحاصر قوات عملية الكرامة في وادي كحيلة، وهم يتفاوضون على تسليم أنفسهم وما في حوزتهم من سلاح».
ودعت ميليشيات الجضران في بيان إلى «إنهاء الأزمة السياسية في ليبيا»، وقالت: «سعى الجهاز دائماً ولا يزال، إلى إنشاء دولة مدنية ترتكز الى التداول السلمي للسلطة عبر الاحتكام إلى رأي الشعب وحقه في اختيار من يحكمه عبر صناديق الانتخابات باعتبارها الوسيلة الشرعية». وتابع: «نؤيد ونثمن كل المبادرات المحلية والدولية التي تدفع في اتجاه تحقيق تداول سلمي للسلطة، حيث يختار الشعب حكامه ونوابه كي تأتي الانتخابات ثمارها، ونرى أن لا مناص من توفير مناخ أمن يختار فيه المواطنون من يرونه بلا خوف أو ترهيب».
واتهمت ميليشيات الجضران جيش حفتر بالتورط في اغتيال مرشحين بارزين في مناطق السيطرة، وترهيب الناس وإرغامهم على تبني مواقف سياسية معينة. وهو طالب المجتمع الدولي وكل الدول الساعية إلى تحقيق أمال الشعب الليبي في الأمن والاستقرار والتنمية بأن تعمل لتوفير الحماية اللازمة للمواطنين والمرشحين من محاولات إفساد العملية السياسية.
رهانات الجضران تتعدى «منطقة الهلال» إلى السيطرة على برقة ونفطها
طرابلس – أ ف ب
أمل رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، مصطفى صنع الله، باستئناف نشاطات إنتاج النفط وتصديره «خلال يومين»، مع إعلان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر استعادته ميناءي رأس لانوف والسدرة النفطيين بعد طرد مسلحي ميليشيات إبراهيم الجضران منهما. لكن استئناف القتال منذ 10 أيام قرب منافذ تصدير النفط التي تضررت سابقاً بسبب أعمال عنف مماثلة عامي 2016 و2017، يشكل ضربة أخرى للاقتصاد الممزق، ما يُفاقم محنة الليبيين الذين يعانون نقصاً في السلع وارتفاعاً لا سابق له في الأسعار.
وعكست أعمال العنف الجديدة في منطقة الهلال النفطي الذي يشكل رئة الاقتصاد الليبي، الانقسامات العميقة بين مختلف الأطراف، وقد تؤدي إلى تعقيد جهود تسوية الأزمة.
وطالما تحدى الجضران البالغ 35 من العمر، وهو قائد جهاز حرس المنشآت الذي منع تصدير النفط من المنطقة لمدة عامين قبل أن تطرده منها قوات حفتر عام 2016، السلطات الانتقالية منذ 2011 علماً أن قبيلته المغاربة متواجدة تاريخياً في المنطقة.
وقالت فيديريكا سايني فاسانوتي من معهد «بروكينغز» في واشنطن: «على رغم غياب الجضران عن المنطقة منذ 2016، لكنه لم يستسلم، فالرهانات مرتفعة جداً، وهي تعني السيطرة على برقة شرق ليبيا ونفطها».
ويرى محللون أن «الشعور بالظلم» بسبب اتهام الموالين لحفتر جميعَ خصومهم بالإرهاب، شجع على حصول تحالف بين الجضران و «سرايا الدفاع عن بنغازي» التي شكلها مقاتلون إسلاميون طردتهم قوات المشير حفتر من مدينة بنغازي (شرق)، فيما يعتبر الجيش الوطني أن الهجوم هدف إلى «تخفيف الضغط عن الإرهابيين في مدينة درنة» الساحلية شرق بنغازي، حيث تخوض القوات الموالية للمشير حفتر هجوماً لطرد الجهاديين والإسلاميين.
وقال طارق الجروشي، أستاذ القانون وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الموالي لحفتر، إن «الهجوم على حقول النفط وموانئه مخطط له من استخبارات دول لا تريد استقرار ليبيا، وترفض نتائج اجتماع باريس الذي عقِد نهاية أيار (مايو) الماضي، وحدد 10 كانون الثاني (يناير) المقبل موعداً لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية تخرج ليبيا من الأزمة».
ويعتقد خبراء أن التجزئة التي تشهدها ليبيا تجعل فرص تحقيق هذه الالتزامات «ضئيلة جداً».
وربط عضو مجلس النواب الليبي ورئيس لجنة الحوار المنبثقة عنه عبد السلام نصية، بين الدعوة إلى الانتخابات الرئاسية والهجوم على الهلال النفطي. وقال: «يتحرك أصحاب المصالح دائماً بعنف ضد إمكانات الليبيين حين يجري الحديث عن انتخابات».
وقالت فيديريكا سايني فاسانوتي: «في ليبيا واقعان مختلفان. الأول يتبلور في المؤتمرات الدولية وخلف الكواليس في القصور الكبيرة، والثاني ما يحدث على الأرض»، علماً أن حكومة الوفاق الوطني استنكرت منذ اليوم الأول الهجوم على منشآت النفط «باعتباره يدفع البلاد إلى حرب أهلية». لكن مؤيدي حفتر لم يقتنعوا بأن حكومة الوفاق لا تقف وراء الهجوم الأخير. | |
|