| | التاريخ: حزيران ٢٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | المسماري: السراج قد يؤيد ميليشيا الجضران إذا سيطرت على موانئ النفط الليبية | وصف القائد العام للجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري الهجوم الذي شنته ميليشيات القائد السابق لقوات حرس منشآت النفط إبراهيم الجضران وجماعات متحالفة معه على منطقة الهلال النفطي شمال شرقي البلاد الأسبوع الماضي بأنه «محاولة فاشلة لعرقلة إعلان الجيش تحرير مدينة درنة بالكامل، وانتصاره على الجماعات الإرهابية هناك»، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية في درنة «دخلت فعلاً مراحلها الأخيرة».
وقال: «لا شك في أن الهجوم على ميناءي رأس لانوف والسدرة محاولة فاشلة لتشتيت جهود الجيش الوطني وعرقلة إعلان انتصاره في درنة عبر نقل جزء من التعزيزات العسكرية من هناك إلى منطقة الهلال النفطي».
وتابع: «يضع الجضران الهجوم تحت عباءة قبلية عبر إقحام قبيلته المغاربة التي تقطن منطقة الهلال النفطي فيه، لكن في الحقيقة أنه يتبع مع عصاباته تنظيم القاعدة الإرهابي، وهو العدو ذاته الذي يحارب قواتنا في درنة، لكن تحت اسم مختلف هو مجلس شورى درنة، ما يعني أن الدافع وراء الهجوم هو خسارتهم العسكرية على الأرض، فضلاً عن خسارتهم المعركة السياسية بعد لقاء باريس في أيار (مايو) الماضي، والذي أكد ضرورة تنظيم انتخابات يعرفون مسبقاً أنها لن تسمح لهم بتحقيق أهدافهم. وهم بالتالي نفذوا الهجوم كي تكون لهم ورقة النفط باعتبارها من أهم أوراق الضغط السياسي كي يضمنوا أن يكون لديهم مكان في أي حل للأزمة».
وشدد المسماري على أن «القوات المسلحة لن تسمح بأن يكون قوت الليبيين ورقة تلاعب سياسية أو أن يكون في أيدي عصابة إرهابية تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، لذا نؤكد أن المعركة مستمرة وبدأت قواتنا تتجهز لدحرهم في الأيام القليلة المقبلة».
وفي شأن الوضع الميداني في منطقة الهلال النفطي، قال المسماري: «اشتباكات مستمرة، وقصف سلاح الجو مواقع الجضران والميليشيات المتحالفة معه في منطقة العمليات العسكرية الممتدة من رأس لانوف حتى مشارف مدينة سرت».
وأقر المسماري بأسر ميليشيات الجضران عسكريين، «لكننا لن نسمح بأن يستغلهم في الدعاية والترويج لمشروع البقاء في المنطقة وإيقاف زحف الجيش الوطني، أو للضغط علينا من أجل التفاوض معه، فالجضران ومسلحوه ومن يدعمونهم مصنفون محلياً وعربياً ودولياً على أنهم إرهابيون نرفض بالكامل التفاوض معهم».
وانتقد موقف حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج من الهجوم على منطقة الهلال النفطي، ووصف بيان تنديد السراج بالهجوم بأنه «خجول، وقد يتحول إلى بيان تأييد إذا سيطر الجضران على كل موانئ النفط».
ولم يحدد المسماري إذا كان الجيش يعتزم البقاء في شكل دائم مع نشر قوات أكبر في منطقة الهلال النفطي بعد استعادتها من أجل ضمان السيطرة على عصب الاقتصاد الليبي، واكتفى بالإشارة إلى الخسائر التي يتعرض لها الاقتصاد الليبي بسبب الاشتباكات في منطقة حساسة جداً هي أساساً ضمن نطاق عملياتنا، إذ إن منشآت المنطقة ليست ليبية فقط بل هناك استثمارات لشركات دولية. وإغلاق المنشآت يجعلنا نخسر إنتاج 480 ألف برميل يومياً».
وبرر المسماري عدم إعلان تحرير درنة قبل عيد الفطر، كما كان متوقعاً، إلى تحصن الجماعات الإرهابية في حي المغار الضيق والمأهول بالسكان، «ما دفع الجيش إلى التمهل في خطواته حفاظاً على حياة المدنيين، لكن المعركة في مراحلها الأخيرة».
ورداً على سؤال عن تقارير تتحدث عن ارتفاع خسائر الجيش خلال عمليات درنة بسبب وجود أعداد كبيرة من المسلحين، قال المسماري: «هناك مئات معدودة من المقاتلين، لكن خطورتهم تتمثل في تحولهم إلى ذئاب منفردة تزرع متفجرات وتحمل أحزمة ناسفة، ما كبدنا 125 قتيلاً وعدداً غير قليل من الجرحى». وهو انتقد «محاولة البعض، لأهداف سياسية، التقليل من انتصارات الجيش واتهامه بارتكاب جرائم ضد مدنيين في درنة، معتبراً أن «تشويه صورة الجيش عبر ترديد دعايات عن استهدافنا لأطفال ومدنيين وإعداد ملفات حول هذه الأكاذيب لتوجيهها إلى جهات دولية، وغير ذلك محاولات يائسة لإعاقة جهودنا».
وشدد المسماري على أن أهداف حملة تشويه الجيش «تتعدى محاولة إقصاء المشير حفتر من الساحة السياسية، فالجماعات الإرهابية تريد السيطرة على ليبيا وساحلها بطول الممتد على مسافة ألفي كيلومتر والموازي للساحل الأوروبي والذي يشكل قاعدة انطلاق جيدة جداً لشن عملياتهم الإرهابية في هذه الدول. كما أن سيطرتهم على النفط الليبي يجعلهم يضمنون مصدراً لتمويل عملياتهم الإرهابية وفروع جماعاتهم في العالم». | |
|