| | التاريخ: حزيران ١٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | لبنان: جهود لتهدئة اشتباك «التيار» مع «الاشتراكي» و«القوات» لئلا ينعكس تأخيراً في تأليف الحكومة | علمت «الحياة» من مصادر معنية بتأليف الحكومة الجديدة أن اتصالات كثيفة أجريت في الساعات الماضية من قبل بعض الوزراء مع كل من قيادات الأحزاب الثلاثة التي ارتفعت حدة السجالات بينها في اليومين الأخيرين بسبب تفاقم الخلافات حول العديد من الملفات وأبرزها التباعد في المواقف حيال أحجام التمثيل في الحكومة.
وقالت مصادر سياسية بارزة لـ «الحياة» إن شخصيات تدور في فلك «تيار المستقبل» أجرت اتصالات مع قياديين من «التيار الوطني الحر» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» من أجل تهدئة السجال الحاد الذي نشأ أول من أمس بين الجانبين والذي أدى برئيس الاشتراكي وليد جنبلاط إلى وصف العهد الرئاسي بأنه فاشل منذ البداية، ورد نواب «التيار» عليه بنبش مرحلة الحرب الأهلية. كما شملت الاتصالات «القوات اللبنانية» و «التيار» من أجل تهدئة الموقف بين الجانبين نتيجة الخلاف على عدد من الملفات كان آخرها مرسوم التجنيس فضلاً عن الحصص في الحكومة المقبلة على خلفية الخلافات التي سبقت الانتخابات النيابية، لا سيما ملف الكهرباء وغيرها من العناوين، التي راكمت التباعد بين الفريقين وانعكست على عملية تأليف الحكومة الجديدة، برفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل تمثيل حزب «القوات» بخمسة وزراء كما يطالب، بحجة أن حجمه النيابي (١٥ نائباً) يساوي ٤ وزراء فقط مع استبعاد إسناد حقيبة سيادية ومنصب نائب رئيس الحكومة له.
وأوضحت المصادر السياسية البارزة لـ «الحياة» أن الغرض من الاتصالات مع الفرقاء الثلاثة المعنية هو دعوة قياداتها إلى فرملة التصعيد في المواقف للحؤول دون عرقلة أجواء التشنج لتأليف الحكومة وتأخيرها، «فمن الصعب مواصلة جهود التأليف في هذه الأجواء التي لا بد من أن تنعكس تأخيراً في استيلادها». وتعتبر المصادر أنه إذا كان صحيحاً أن الأجواء بين «التيار الحر» وبين «الاشتراكي» من جهة وبين «التيار» وبين «القوات» لم تكن سليمة قبل عملية تأليف الحكومة، فإن الأمور تفاقمت في جانب منها بسبب الخلاف بين تيار الرئيس عون وبين الفريقين الآخرين بسبب موقفه من مطالب كل منهما الحكومية. وهذا التصعيد يؤخر التأليف حكماً، لكن يجب العمل بقوة على ألا يؤخره كثيراً وعلى وجوب السعي لإعادة إطلاق طبخ الحكومة بسرعة فور عودة الرئيس المكلف من إجازة العيد في اليومين المقبلين. فهناك فرصة كي نشكل حكومة تنطلق بزخم لمعالجة القضايا الملحة التي تنتظر حلولاً وللإفادة من الاستثمارات التي تقررت في مؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد اللبناني، ولذلك لا بد من وقف الاشتباك السياسي.
وتقول المصادر إياها إن سبب وصف جنبلاط العهد الرئاسي بأنه فاشل من البداية هو يأسه من تصحيح العلاقة مع «التيار» ومع رئيس الجمهورية فأطلق تغريدته هذه أول من أمس، التي أدت إلى رد فعل «التيار» العنيف. فهو لم يكتف بتوجيه الانتقادات لموقف الوزير باسيل من قضية النازحين، بل تجاوزه إلى توجيه سهامه نحو الرئيس عون لموقفه الرافض مطلب الاشتراكي حصر التمثيل الدرزي به في الحكومة. لكن المرحلة قد لا تحتمل هذه الدرجة من الخصومة مع تأليف الحكومة.
مواقف جنبلاط السابقة
وتشير المصادر المعنية بالتأليف في المقابل إلى أن ربط وزير العدل سليم جريصاتي حملة جنبلاط بزيارته الأخيرة إلى السعودية غير منطقي، فلا علاقة بين الزيارة وبين تأليف الحكومة. وموقف جنبلاط يتعلق بمسألة التمثيل الدرزي.
ويشترك مصدر في «اللقاء النيابي الديموقراطي» مع المصادر المعنية بتأليف الحكومة في هذا الاستنتاج بالقول إن ربط رموز في «التيار الحر» موقف جنبلاط بزيارته إلى السعودية «هروب إلى الأمام من الواقع السياسي ومحاولة للتعمية على عجز العهد عن إيجاد الحلول المطلوبة للأزمات التي يتخبط بها البلد، وهي محاولة للتزلف لـ «حزب الله» الذي يقوم بحملة على المملكة بدوره لأسباب إقليمية». كما يعتبر المصدر أن ربط موقف جنبلاط بزيارته السعودية هي محاولة سخيفة مؤداها إحراج الرئيس الحريري. وربما كانت للتغطية على جنوح «التيار» نحو تأليف حكومة ترضي محور الممانعة وحزب الله على حساب الجهود نحو تحييد لبنان عن حروب المنطقة. وقال المصدر في «اللقاء الديموقراطي» لـ «الحياة» إن جنبلاط وجه انتقاداته للعهد قبل الزيارة إلى السعودية، فهو سبق أن تحدث عن «السلطة التنفيذية الفعلية والسلطة النظرية»، وعن استباحة فريق الرئيس عون الدولة، في خلال الحملة الانتخابية. وهذه أمور كان يشير إليها وزير «اللقاء الديموقراطي» مروان حمادة على طاولة مجلس الوزراء على مدى السنة الماضية ويرفض الاستئثار بالسلطة وخرق اتفاق الطائف والدستور في التعيينات وممارسة الصلاحيات.
ويضيف المصدر إياه: «إذا كان البعض يستغرب عدم تمييزنا بين باسيل والعهد فنحن لم نميز أساساً بينهما إذا كان غيرنا يعتمد هذا الأسلوب، على رغم أن جنبلاط كان زار رئيس الجمهورية أثناء الإعداد لقانون الانتخاب بناء لنصيحة من الرئيس الحريري بهدف المساعدة على كبح جموح باسيل في حينها نحو قانون انتخابي فئوي وغير مقبول». ويرى المصدر أن جنبلاط وجه انتقاداً سياسياً تحت عنوان فشل العهد فإذا بالردود تعود إلى نبش القبور والحديث عن مرحلة الحرب التي كان جنبلاط المبادر إلى السعي لإنهاء ذيولها عبر المصالحة التاريخية. وفريق الرئيس عون يتصرف كأنه بريء من دم الصديق وينسى ما تسببوا به من إراقة دماء المسيحيين واللبنانيين خلال الحرب.
خلافات «التيار» مع الجميع
ويرفض المصدر الاستنتاج القائل إن السجال بين «التيار الحر» و «الاشتراكي» يؤخر تأليف الحكومة، متسائلاً: «ماذا عن مشكلة الرئيس عون مع «القوات اللبنانية»؟ فهل تأليفها كان يسير على ما يرام بحيث أن موقفنا فرملها؟ فانتقادات جنبلاط قد يتم تجاوزها لكن مفعولها أنها كشفت التناقضات وأضاءت على فظاعة الممارسات في السلطة وآخرها افتعال أزمة مع المجتمع الدولي حول ملف النازحين من أجل توظيفها طائفياً».
ويتابع المصدر: «فليدلنا أحد على علاقة سوية لـ «التيار» ورئيسه مع سائر الفرقاء اللبنانيين. فعلاقتهم مع رئيس البرلمان نبيه بري تشوبها المشاكل اليومية وآخرها إصدار مرسوم تعيين القناصل الفخريين من دون توقيع وزير المال. وعلاقتهم مع «القوات» تتراجع بسبب الخلاف على ملف بواخر الكهرباء وعلى استفراد «التيار» بالتعيينات للمسيحيين وغيرها. وصلتهم بـ «تيار المردة» حدث ولا حرج»، وكذلك مع الحزب السوري القومي الاجتماعي. و «حزب الله» يبقى في حال استنفار إزاء ممارساتهم سواء في محاولتهم تجاوز الرئيس بري أو في علاقتهم بالخارج، وهم مطوقون بالأزمات والملفات الفضائحية، من مرسوم التجنيس الذي بلغ الأمر حد مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بسحبه، وصولاً إلى الاشتباك مع المجتمع الدولي في ملف النازحين الذي تسبب بتوتر بين باسيل والرئيس الحريري، بعد أن تبرأ الأول من الأخطاء في مرسوم التجنيس موحياً بأن المسؤولية عنها تقع على عـــاتق رئــاسة الحكومة ووزارة الداخلية.
استمرار السجال بين «الوطني الحر» و «التقدمي»
بقي التوتر في الوضع السياسي اللبناني في الواجهة على رغم عطلة عيد الفطر المبارك، على خلفية تغريدة لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قال فيها إن «مصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة». وأكد وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال النائب مروان حمادة ردا على سؤال لـ «لبنان الحر» عن موعد توقف التراشق بين «اللقاء الديموقراطي» و «لبنان القوي» أنه «عندما يقتنع التيار الحر بأنه ليس أحادياً في البلد ولا يعيش خارج نطاق النظام البرلماني، فنحن لسنا في نظام رئاسي وعائلي وإذ ذاك لا مشكلة. ولكن إذا استمروا في التعدي الكلامي على كل البيئة الطيبة المتصالحة في الجبل والتي تأكدت في الانتخابات عبر تحالفنا مع القوات الذي لم يعجبهم طبعاً، إذا احترموا هذه الأمور فإن كل شي سيعود إلى ما يرام».
وعما إذا كانت الجرة كسرت، قال: «الجرة التي يعتقد الشخص انه يحتكرها ومعبأة بآرائه وخياراته ومصالحه ولا مكان لفريق آخر، فالجواب ليس عندنا بل عند الناس»، متهماً «رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل بأنه خاطف لمعظم مفاصل الجمهورية».
وأكد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل أبو فاعور «أننا في الحزب التقدمي لم نكن نبحث عن أي سجال مع أي فريق سياسي في البلاد، وكنا نقول رأينا ونعبر عن قناعاتنا التي لا تزال هي هي ولم تتغير، ونحن لا نريد إلا أن نساعد الرئيس سعد الحريري في جهوده لتأليف الحكومة».
ورأى أنهم «قالوا قولاً سياسياً وتم الرد عليه بسلسلة من الشتائم الذي لا تعبر عن مواقف سياسية بقدر ما تعبر عن أمور أخرى لا أعتقد أنها تسيء إلا إلى أصحابها وإلا لمن أطلقها». وقال: «بالنسبة لوليد جنبلاط قناعاته لا تزال هي هي، وموقفه هو هو، والأمر بالنسبة إلينا انتهى ولا مزيد لدينا من الوقت لإضاعته على هذا الموضوع». ولفت إلى «أننا في انتظار أجوبة المسؤولين عن نتائج التحقيقات في مرسوم التجنيس».
ورد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب، على ما أسماها «الافتراءات التي صدرت عن بعض الأقوياء»، ببيان قال فيه: «أردنا إنقاذ الدولة فانتخبنا العماد ميشال عون رئيساً وإذا بنا في عهد الوزير جبران. يركب التحالفات واللوائح ويعقد الصفقات ويعين السفراء والقناصل ويمنح الجنسية، وإذا انتقدنا قامت الدنيا ولم تقعد». وأضاف: «قال وليد جنبلاط الجبل ومصالحته خط أحمر ومد يده، فذهبتم في الاتجاه المعاكس وعقدتم تحالفاً هجيناً، لكن الجبل قال كلمته. «ركب كتلة» لا تقوم «على قوس قزح». والكلام عما يدور من صفقات يملأ الصالونات». وقال: «لبعض من انتقد: تطاول الصغار على الكبير لا يصنع منهم حجماً، ولن يؤمن لهم موقعاً أو حقيبة، فقدر صغار النفوس أن يبقوا مكانهم. اللهم انقذ لبنان وحصّن هذا الوطن من هذا الأداء وسياسة من ليس معنا هو ضدنا».
وأكد مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس لمحطة «أل بي سي» أن «موقفنا من العهد لا علاقة له بزيارة رئيس الحزب وليد جنبلاط إلى السعودية»، لافتاً إلى أن «العلاقة مع المملكة تعود إلى أيام المعلم كمال جنبلاط مروراً بوليد جنبلاط وستستمر مع تيمور جنبلاط»، مؤكداً أن «المملكة تريد الاستقرار والتسريع في تأليف الحكومة».
الصراف وتويني وحسين
في المقابل، رد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصراف على جنبلاط، مؤكداً أن «رئيس الجمهورية هو رمز وحدة لبنان وأي كلام من أي مرجع ينافي مبدأ الوحدة الوطنية هو مرفوض ويعتبر قريبا من الخيانة». وسأل: «لماذا نشهد احتراماً وتقديراً لرئيس الجمهورية في كل دول العالم ما عدا في بلادنا؟ وما هي المصلحة أن نتهجم على علمنا وأملنا؟ بل ما هي المصلحة بأن نجلد أنفسنا؟».
وغرد وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني، قائلاً: «رئيس الجمهورية، يبقى أمل الناس وأهل الخير والشرفاء. إن العهود السابقة منذ الاستقلال بغالبيتها أنتجت خنوعاً أمام العدو في ضعفها وإرادتها المكبلة وانجرافاً في حروب أهلية ناتجة عنها أو خارج إرادتها، وهذا مثبت لدى الجميع، فويلات حروبنا وقتل أنفسنا لن تعاد». وأضاف: «ليتنا اليوم نعيد الحق إلى أصحابه ونعيش مجدداً مرفوعي الرأس بإرادتنا الوطنية الحرة من دون شرذمة وتشكيك وهذا لا يخدم إلا العدو الذي لن يرحم بلدنا لو وجد فجوة يتسلل منها كما فعل مرات عديدة. ليتنا نتعلم!».
واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب مصطفى حسين «أننا اعتدنا في لبنان طريقة الحكي بلا جمرك، ما خلق فوضى منظمة على الصعيد الاجتماعي العام وضياع المقاييس والمعايير في الخطاب، وهكذا حال البلاد التي غرقت في أزماتها الطويلة من زمن الـ75، واعتدنا أيضا طريقة التهجم بين الأفرقاء السياسيين لمصالح خاصة». وقال: «إن يتهجم سياسي عتيق خاض حروباً ومجازر، أنتجت فرزا طائفياً وقتلاً على الهوية وتعدياً على الحريات العامة وإحداث خلل أمني اجتماعي ما خلط أوراق الوطن بالمصائر المجهولة، ليخرج علينا اليوم ويحاضر بالإنسانية والعفة من جهة وينتقد العهد الإصلاحي بعبارة (العهد الفاشل).
فليسمح لنا البيك جنبلاط، أن الفشل الذي أنتجته أيديكم عبر التاريخ ربما يحتاج وقتاً طويلاً لإصلاحه، لكنه من دون شك خطى في أولى مسيرته الإصلاحية وخير دليل خطابكم الهابط اليوم».
الخازن وكرم
وغرّد النائب فريد هيكل الخازن قائلاً: «وحدة لبنان من وحدة الجبل رجاءً لا تنسوا التاريخ. والوفاق ليس نفاقاً والعيش ليس طَيشاً. شيخ سعد عندك شغل كتير لا تتأخر، إصلاحات سيدر ناطرتك».
وشدد أمين سر تكتل «الجمهورية القوية» النائب السابق فادي كرم على «وجوب إيقاف هذه المواجهة السلبية لأنها لا تخدم العهد القوي ومسار الجمهورية». واعتبر أن «المشكلة مع مشروع حزب الله التوسّعي الذي تعتبره الدول الغربية مهدداً لسيادتها واستقرارها».
ولفت إلى أن «نهج القوات وشجاعتها التي وضعت حداً لزمن «دولة المزرعة» كان صدمة لمن يعتبر الدولة مملكته».
وقال: «القوات لم تشنّ حملة على أحد إنما عارضت ملفات ولم تعرقل بمعنى العرقلة، أما الحرب التي شنّت علينا فكانت معركة سياسية منظمة لتشويه صورتنا، لكن سلّتهم فارغة». ورأى أن «هناك فرق بين مهاجمة القوات والهدنة مع تيار المستقبل والسبب العودة إلى «الترويكا»، لكن الشعب اللبناني أسقط هذه العودة ووجودنا في الحكومة أدى إلى عدم تطبيقها»، لافتا إلى أن «ما يزعجهم أننا نعارض ونضع إصبعنا على الجرح ونواجه ما يجب مواجهته، فنحن أفرقاء العهد ومن يحاول أن يُحطّم صورة القوات يطلق اتهامات بأنها تتكلم في الخارج كلاماً معارضاً لما تقوله في الغرف المغلقة». وأشار إلى أن «هناك قناعة لدى التيار الوطني الحر تقول إن نجاح العهد مرتبط بوضع اليد على كل المراكز والمواقع وهذا كان السبب الأساس للمواجهة».
الراعي: تراشق الإساءات الحادة ... لا يبشر بالخير
اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «تراشق الإساءات الحادة بين بعض المسؤولين السياسيين لا يبشر بالخير بل يخلق المزيد من خيبات الأمل في الإصلاحات التي تنتظرها الدول الصديقة الداعمة، وأول إصلاح هو الإداء السياسي الذي يشكل الأساس لكل إصلاح».
وقال الراعي خلال ترؤسه قداس اختتام أعمال سينودوس أساقفة الكنيسة المارونية في بكركي أمس، بمشاركة مطارنة لبنان وبلدان الإنتشار: «عندما تصلح الذات الشخصية، تصلح المؤسسات، وتصلح الأقوال والأفعال. وفي آخر المطاف يتم تأليف الحكومة الموعودة». واستغرب توقيت هذا التراشق «فيما الكل ينتظر تأليف حكومة جديدة تكون على مستوى التحديات، وفي مقدمها النهوض الإقتصادي، والقضاء على الفساد بكل أنواعه، والإصلاحات في الهيكليات والقطاعات وتأمين فرص العمل، وتحديث القوانين وتحفيز النمو من كل جوانبه».
ودعا المسؤولين السياسيين إلى «العمل من أجل الخير العام والعدالة ونمو الإنسان والمجتمع». وقال: «إذا مارسوا مسؤولياتهم ظلماً واستبداداً وقهراً وإهمالاً وسعياً إلى مصالحهم الشخصية والعائلية والفئوية، خانوا وظيفتهم والأمانة التي أوكلها الشعب إليهم».
وكان سينودس أساقفة الكنيسة المارونية طالب في بيان بعد اختتام أعماله بـ«تأليف الحكومة الجديدة في أسرع ما يمكن بروح المسؤولية الوطنية، بعيداً من حسابات المحاصصة الخاصة»، مشدداً على وجوب أن تكون «حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات التي يحتاجها الشعب وتطلبها الدول المانحة على مستوى الهيكليات والقطاعات، كشرط لنيل المساعدات المالية التي تقررت في مؤتمري روما وباريس من أجل النهوض الاقتصادي وتأمين فرص عمل للأجيال الطالعة».
ودعا «المسؤولين السياسيين إلى توحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين السوريين إلى وطنهم وأرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم، وهذا حق لهم»، مطالباً «المجتمع الدولي بمساعدتهم على ترميم بيوتهم». وأكد أنه «من الواجب تشجيعهم على العودة الكريمة الآمنة لا تخويفهم لأغراض سياسية». وأثنى على «مسيرة رئيس الجمهورية ميشال عون في بناء الوحدة الوطنية، والسهر على حسن سير المؤسسات الدستورية، والعمل الدؤوب من أجل النهوض بلبنان، كياناً وشعباً ومؤسسات».
وطالب المطارنة في بيانهم الختامي بـ «تصحيح مرسوم التجنيس الأخير الذي صدم اللبنانيين ومنح الجنسية اللبنانية لمجموعة من الأجانب من أصل غير لبناني، فيما المراجعة دائمة لتطبيق ما أبطل مجلس شورى الدولة من مرسوم التجنيس الصادر سنة 1994 الذي أوقع خللاً ديموغرافياً كبيراً في البلاد لم يُصحح بعد، وفيما تتكدس لدى وزارتي الخارجية والداخلية الآلاف من الملفات الخاصة بمنتشرين من أصل لبناني يطالبون باستعادة جنسيتهم اللبنانية، وهذا حقهم». وناشدوا «رئيس الجمهورية الذي طلب التحقيق في المرسوم الأخير مطالبة المسؤولين المعنيين بتطبيق قرار مجلس شورى الدولة».
ودعا المطارنة «جميع رجال السياسة والمسؤولين عن الشأن الوطني العام إلى بناء الثقة في ما بينهم بروح الميثاق الوطني وإلى العمل معاً على القضاء على الفساد المستشري في الإدارات العامة، وإيقاف السرقات والرشوات، والحد من تقاسم المغانم في المشاريع العامة وفي التوزير والتوظيف وحشر المستشارين، وكل ذلك على حساب الشعب الذي بات يفتقر يوماً بعد يوم وأصبح أكثر من 30 في المئة منه تحت خط الفقر».
واستعرضوا «أوضاع أبرشيات سورية الثلاث، دمشق وحلب واللاذقية». واستمعوا إلى «إخوتهم مطارنة هذه الأبرشيات يعرضون معاناة أبنائهم وسائر المواطنين المستمرة منذ سبع سنوات، والناجمة عن تفاقم الحرب وتشابك المصالح السياسية والاقتصادية وتردي الوضع الاجتماعي وتدهور الاقتصاد». كما استعرضوا «أوضاع أبرشيات حيفا والأراضي المقدسة ومصر وقبرص. وأسفوا «لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأرض المقدسة من ظلم واعتداء». وطالبوا «الأسرة الدولية بتطبيق قراراتها بإنشاء الدولتين وعودة جميع اللاجئين إلى أرضهم». وأكدوا أن «لبنان وطن الرسالة في المحبة والانفتاح والعيش الواحد الكريم بين المسيحيين والمسلمين في جو من الحرية والديموقراطية واحترام التعددية، ولا سيما في وقت يواجه فيه تحديات من الخارج كبيرة». وهنأ المطارنة «إخوانهم المسلمين بعيد الفطر السعيد».
ترامب لعون: العيد يذكّرنا بمسؤولية مساعدة بعضنا بعضاً
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن «عيد الفطر يذكرنا بمسؤولية مساعدة بعضنا بعضاً بروح الصداقة». وتلقّى عون أمس، برقية من الرئيس الأميركي لمناسبة عيد الفطر المبارك، تضمّنت التهنئة بالعيد، باسمه وباسم زوجته ميلانيا ترامب والشعب الأميركي.
وقال ترامب في البرقية، وفق المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية إنه «مع حلول نهاية شهر رمضان المبارك، نتأمل بعمق التقاليد المقدسة المتمثلة بمساعدة القريب ومشاركة لقمة العيش مع من يسير معنا على دروب الحياة، وهي تقاليد متجذّرة في التزام الإسلام العدالة ومواساة الآخرين. من هذا المنطلق، يذكّرنا عيد الفطر بمسؤولية مساعدة بعضنا البعض بروح الصداقة، وبناء مجتمع يغدو فيه كل فرد قادراً على تحقيق طموحاته».
وأضاف: «إن الولايات المتّحدة هي أرض ديانات متعددة، وفيها مسلمون أميركيون لهم إسهامات جمّة في وطننا، ومن بينهم من خدم في صفوف قوانا المسلّحة. وإنني إذ أجدد أطيب التهاني للمسلمين أينما وجدوا، أتوجّه إليكم بأطيب تمنيات الصحة والازدهار في هذا العيد المبارك». | |
|