التاريخ: حزيران ١٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
سباق بين التهدئة والتصعيد في الجنوب ودمشق تتحدى «تهديدات» واشنطن
موسكو - سامر إلياس 
بعد ساعات على تلويح واشنطن بـ «إجراءات حازمة وملائمة رداً على انتهاكات النظام السوري في منطقة خفض التصعيد جنوب غربي البلاد، قُتل ستة مدنيين على الأقل وأصيب عشرات نتيجة قصف مدفعي وصاروخي من مواقع قوات النظام في مدينة الحارة وبلدة عقربا بالريف الشمالي الغربي لدرعا عقب خروج المصلين من صلاة عيد الفطر. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن «أي إجراءات عسكرية للحكومة السورية في منطقة خفض التصعيد ستنذر باتساع الصراع».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام قصفت بلدتي كفر شمس والحارة قرب الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وهذا أكبر عدد من القتلى يسقط منذ الاتفاق على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سورية العام الماضي بين روسيا، حليفة دمشق، والأردن والولايات المتحدة.

وفي خطوة تصعيد لافتة، قام وزير الدفاع السوري علي عبداللـه أيوب بزيارة ميدانية لإحدى التشكيلات العسكرية المقاتلة التابعة للجيش في المنطقة الجنوبية التي تشهد سباقاً محموماً بين التصعيد والتهدئة.

وفي حين زادت الولايات المتحدة ضغوطها على روسيا لـ «استخدام نفوذها الديبلوماسي والعسكري مع الحكومة السورية لوقف الهجمات، وإرغام الحكومة على الامتناع عن شن حملات عسكرية أخرى»، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو «ناقشا الوضع في سورية في سياق الجهود المشتركة لضمان الأمن في منطقة الحدود السورية - الإسرائيلية». وزاد الكرملين في بيان أن بوتين ونتانياهو أعربا في اتصال هاتفي عن «استعدادهما لزيادة التنسيق في الموضوع السوري، بما في ذلك في قضايا مواجهة الإرهاب الدولي».

ومع إشارته إلى صعوبة الوضع جنوب سورية، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «الاتصالات والمشاورات تتواصل مع الأطراف المعنية في هذا الوضع». وكشف أن موسكو تبحث في إمكان عقد مؤتمر ثان للحوار الوطني السوري على غرار مؤتمر سوتشي الذي عقد في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي، لكنه شدد على أن البحث في هذه القضية سيُناقش «بعد اتضاح موضوع تشكيل اللجنة الدستورية، وحينها ستظهر عملياً مسألة تنظيم لقاءات جديدة». ولم يستبعد مشاركة ممثلين عن المعارضة السورية في اجتماعات البلدان الضامنة لـ «آستانة» في 18 الجاري في جنيف لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية.

وتعليقاً على تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الأخير، شككت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في صدقية التقرير، وانتقدت «الاستنتاج المؤسف جداً» حول «الاستخدام المزعوم للكلور والسارين» في آذار( مارس) 2017 في حماة. ووصفت التقرير بـ «الشعوذة» التي تمت بطلب سابق من أطراف محددة، وجددت أن روسيا تؤيد اتخاذ قرار دولي حول إنشاء هيئة تحقيق نزيهة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

كما انتقدت زاخاروفا «استمرار الولايات المتحدة بتقسيم الإرهابيين والمسلحين وإعطائهم توصيفات مختلفة، مثل مجموعات سيئة ومجموعات أكثر سوءاً»، محذرة من أن هذا «النهج الأميركي يساهم بانتشار التهديد الإرهابي ليس في سورية فقط، بل يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والعالمي».

في غضون ذلك، وجهت واشنطن اتهامات لخمسة روس وثلاثة سوريين بانتهاك العقوبات الأميركية من خلال إرسال وقود طائرات إلى سورية، وغسل الأموال من خلال تحويلات مالية عبر النظام المالي الأميركي للدفع في مقابل شحنات الوقود. وقالت في عريضة اتهام سلمتها هيئة محلفين كبرى في محكمة مقاطعة كولومبيا الجزئية، إن المتهمين استخدموا ناقلتين للمنتجات البترولية هما موخالاتكا وياز تملكهما ترانسبتروتشارت، وهي شركة مقرها روسيا لنقل شحنات وقود طائرات إلى سورية.

ميدانياً، نفذت «وحدات حماية الشعب» الكردية سلسلة من العمليات العسكرية ضد الجيشين التركي و «السوري الحر» في قرى ناحية شيراوا بعفرين، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 15 عسكرياً، وفق بيان نشرته على موقعها الرسمي أمس.


قتيلان وجرحى بقصف على مقابر
بيروت - «الحياة»
قتل أمس مدنيان وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري استهدف مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، وقتلوا في أثناء زيارة القبور عقب صلاة عيد الفطر في المدينة وفق موقع «عنب بلدي» الإخباري.

وتزامن القصف المدفعي مع اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة وقوات النظام التي تحاول التقدم نحو قرية الجنابرة غرب حماة.

وتشهد محافظة إدلب وريفا حماة الشمالي والغربي تصعيداً من قبل «قوات الأسد»، على رغم تثبيت نقاط المراقبة التركية التي يعول عليها لوقف العمليات العسكرية والقصف على المنطقة.

وكان المجلس المحلي لمدينتي اللطامنة وكفرزيتا، في 25 من أيار (مايو) الماضي، قال في بيان، إنه زار النقطة العسكرية التركية في بلدة مورك لنقل وجهة نظر الأهالي. وخلص البيان إلى استحالة تقدم قوات النظام ومحاولة سيطرتها على المنطقة، بسبب وجود القوات التركية في كفرزيتا، والنقطة الثانية أن النظام يحاول إحداث شرخ وفتنة بين الأهالي والنقاط التركية في المنطقة.

ووفق الموقع الإخباري، ردت فصائل المعارضة على استهداف اللطامنة بقصف بالمدفعية الثقيلة على مواقع قوات النظام في المحطة الحرارية قرب مدينة محردة.

ولا تتوقف مخاوف الأهالي على القصف، إذ يخشى سكان ريف حماة الشمالي تحرك الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة، في إطار «المصالحات والتسويات» عقب الضغط العسكري.

كان رئيس المجلس المحلي لمدينة اللطامنة، المهندس حسام الحسن، أكد مخاوف الأهالي في ظل التحركات الروسية والقصف. وأشار إلى أن تلك المخاوف دفعت وفداً من المدينة لزيارة النقطة التركية، والاستفسار عن سبب عدم وجود نقطة مراقبة في اللطامنة، وبالأخص بعد أن تم استطلاع المدينة سابقاً، واختيار مكان لإنشاء نقطة عسكرية تركية.

خطف رئيس لجنة المصالحة في بلدة بدرعا
 
أقدم مجهولون على خطف رئيس وفد «المصالحات» في بلدة داعل الواقعة في ريف درعا الأوسط، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي نقل عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن عملية الخطف جرت عصر الخميس، وتم اقتياده إلى جهة لا تزال مجهولة.


وأشار «المرصد» إلى أن عملية الخطف هذه تأتي في إطار عمليات الاغتيال المتصاعدة في عموم محافظة درعا، والتي تطاول في غالبها «أعضاء مصالحة» مع النظام السوري.

ونشر «المرصد»، أنه تتواصل عمليات الاغتيال بوتيرة متصاعدة في عموم المحافظة، تزامناً مع المقترحات الروسية لعقد مشاورات محلية بغية التوصل لاتفاق حول الجنوب السوري، بعد تعرقل المشاورات الإقليمية– الدولية، للتوصل لاتفاق في الجنوب، إذ رصد المرصد السوري عملية اغتيال جديدة لأحد أعضاء «لجان المصالحة» التي تعمل مع النظام بريف درعا.

واغتال مسلحون مجهولين طبيباً وهو عضو سابق في لجنة «مصالحة»، وذلك بإطلاق النار عليه في بلدة الحارة فجر الخميس، ليرتفع إلى 28 على الأقل عدد الأشخاص الذين اغتيلوا من قبل مسلحين مجهولين سواء بعمليات اختطاف وقتل أو عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة، ومن ضمن المجموع العام، 12 هم من «أعضاء لجان المصالحة».