| | التاريخ: حزيران ١٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الحسكة «المقسمة» تأمل بحل ورأب الصدع الاجتماعي | الحسكة (سورية) - أ ف ب
ينهمك خالد في تلبية طلبات زبونين يدخلان ليلاً محله لبيع الحلويات في مدينة الحسكة (شمال شرق سورية)، بعدما بات السوق الرئيس الذي تتقاسم القوات الكردية وقوات النظام السيطرة عليه يفتح أبوابه حتى وقت متأخر للمرة الأولى منذ أعوام.
وتشهد أسواق المدينة إقبالاً كثيفاً عشية الاحتفال بعيد الفطر خصوصاً في الفترة المسائية. ويأتي ذلك في وقت أبدى كل من النظام السوري والسلطات الكردية استعدادها للحوار حول مستقبل البلاد، بعد انقطاع التواصل إثر اندلاع النزاع في البلاد.
وقال خالد وهو محوط بأنواع عدة من الحلويات: في السنوات الأخيرة «لم يكن لدينا في ساعات المساء ما يسمى بالسوق»، لكنه اليوم «ازدهر وبات يفتح أبوابه حتى ما بعد منتصف الليل». ويربط سبب الانتعاش هذا بتحسن الوضع الأمني في المدينة وشعور التجار والزبائن بأمان أكبر.
وتسيطر قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) على الجزء الأكبر من الحسكة، مقابل سيطرة قوات النظام على ربع مساحتها تقريباً. لكن الطرفين يتقاسمان السيطرة على أسواق المدينة.
ولطالما شهد شارع فلسطين حيث السوق الرئيس مناوشات بين الطرفين خلال فترات الأعياد في السنوات الأخيرة، ما كان يجبر التجار على إقفال محالهم قبل حلول الليل. وأدى ذلك إلى تراجع نسبة المبيعات، خصوصاً أن السكان يقصدون الأسواق لشراء حاجياتهم بعد موعد الإفطار.
وأوضح أنس العباس (28 عاماً) وهو صاحب محل عطور وزينة يقع في منطقة تماس في السوق: «كان شارعنا التجاري بين نارين، الأسايش من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى. في السنوات الماضية وقبل العيد، كانت تحصل مناوشات بين الطرفين، لكن الأمور هذا العام جيدة ونفتح محالنا مساء».
في السوق، يضيق الشارع الرئيس بسيارات الأجرة وبسكان من مختلف الأعمار، بينهم شبان بثياب عسكرية مرقطة، يتجولون تحت زينة مضاءة وملونة. يتوقف بعضهم لتفحص عبوات العطور أو الألعاب وآخرون لشراء ثياب جديدة أو الحلويات استعداداً للاحتفال بعيد الفطر في نهاية الأسبوع.
ولكل من قوات النظام والأمن الكردي نقاط عسكرية في السوق. وعلى بعد أمتار عدة من راية للقوات الكردية معلقة بجانب صورة لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان يرتفع العلم السوري، في مشهد يتكرر في معظم الشوارع الرئيسة وسط المدينة.
ومنذ بداية شهر رمضان، دأبت المحال التجارية على إبقاء أبوابها مفتوحة حتى وقت متأخر، وأحياناً حتى ساعات السحور فجراً.
ويربط بعض التجار والمتسوقون الاستقرار الراهن بالجهود المبذولة للتقارب بين النظام والقيادات الكردية، في محاولة لتجنب أي صدام عسكري محتمل.
وقال المدرب الرياضي أبو خالد (45 عاماً) أثناء تجوله: «نسمع عن مفاوضات قريبة بين النظام ووحدات حماية الشعب ونأمل أن يصلوا إلى حل».
وأضاف بعدما أكد أن الخوف من الاشتباكات لعب دوراً كبيراً في منع الناس من ارتياد الأسواق العام الماضي: «هذه الأرض للجميع، والإخوة في وحدات حماية الشعب هم سوريون وهذه أرضهم».
داخل محل الحلويات، يتفحص سامي الصالح (38 عاماً) المنتجات المعروضة. وقال: «نتمنى أن يكون هناك حل سياسي، لأن البلد لا يتحمل أكثر، نظراً للمصاعب التي عاشها سابقاً».
وشرح أحمد عنتر (58 عاماً) وهو مالك محل لبيع العطور: «نريد الحل السياسي للمنطقة لأنه الأفضل والأسهل، ولأن الحل العسكري يعني الدمار ولا أحد سيفوز».
وبعد التوصل إلى الحل السياسي، يأمل أحمد أن تتحسن العلاقات الاجتماعية بين المكونات العربية والكردية من سكان المدينة. ويقول «أولاد عمي متزوجون من عرب.. وأنا كذلك سأتزوج من عربية». | |
|