التاريخ: حزيران ١٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
معارك ضارية قرب مطار الحديدة والتحالف يباشر عملية عسكرية - إنسانية
أبوظبي، الرياض، عدن - شفيق الأسدي، «الحياة» 
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية إطلاق عملية عسكرية وإنسانية لتحرير ميناء الحديدة (غرب اليمن) من سيطرة ميليشيات جماعة الحوثيين، استجابةً لطلب حكومة اليمن ودعماً لجهود جيشه.

وفي ظل معلومات عن معارك ضارية في محيط مطار المدينة، أفادت مصادر في الحديدة بأن الميليشيات «فخّخت ميناء المدينة والمنشآت التابعة له تمهيداً لتفجيره في حال تقدمت قوات الشرعية والتحالف العربي لطردها منه».

وأمس، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون في اتجاه منطقة خميس مشيط جنوب المملكة، من دون أن يسفر تدميره عن إصابات.

في غضون ذلك، وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى عدن مساء أمس، للإشراف على سير العمليات العسكرية لتحرير محافظة الحديدة.

وأعلن مجلس الوزراء في دولة الإمارات في بيان أمس أن مشاركة القوات المسلحة الإماراتية في عملية تحرير الحديدة ومينائها هدفها «تعزيز التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية من خلال تغيير الواقع على الأرض». وأضاف أن العملية تسعى إلى «القضاء على الممارسات التعسفية للميليشيات في تحديد مسار المساعدات الإنسانية، ومنع تهريب السلاح الذي أدى إلى إطالة أمد الحرب في اليمن».

وتؤكد أبوظبي دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة، والتزامها الكامل بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، إذ وضعت الخطط اللازمة لمعالجة ما قد ينجم من آثار موقتة لعملية تحرير ميناء الحديدة.

وأمس، أعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع عاجل على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب اليمن، لمناقشة المستجدات. ودانت استغلال الحوثيين ميناء الحديدة لإطالة الحرب. لكن إيران اعتبرت أن المعارك في الحديدة «ستدمر مساعي الحل السياسي»، علماً أن حلفاءها الحوثيين لم يستجيبوا جهود الأمم المتحدة.

وتهدف العملية التي أطلقها التحالف أمس، إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى الشعب اليمني، وضمان أمن الممرات المائية الدولية، ووقف تهريب السلاح إلى الحوثيين. ويأتي ذلك في إطار أهداف عملية «إعادة الأمل» بما يتماشى مع الأسباب التي دعت إلى تدخل التحالف عسكرياً بطلب من الحكومة الشرعية اليمنية.

وأكد التحالف أن الإيرادات من الحركة التجارية في ميناء الحديدة ستنقل إلى المصرف المركزي في عدن، ما أن تتمكن القوات اليمنية والتحالف من السيطرة عليه.

وتواصل القوات المشتركة بدعم من التحالف تقدمها في اتجاه مطار الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، بعد تحرير مناطق واسعة وتأمينها في ضواحيه. وقالت مصادر لقناة «سكاي نيوز عربية» أن القوات «باتت على بعد كيلومترين من المطار».

واعترفت الميليشيات أمس بمقتل أحد أبرز قيادييها الميدانيين في عملية «النصر الذهبي» لتحرير الحديدة ومينائها. ونعى ناشطون «العميد علي إبراهيم محمد المتوكل» الذي عيّنته الميليشيات قائداً لـ «كتائب الحسين» للقتال على جبهة مطار الحديدة، إذ قتل مع عدد من معاونيه خلال المعارك على مشارف المطار.

وقال مصدر عسكري إن قائد جبهة الحوثيين في «منطقة المنظر» جنوب المطار العقيد علي حسين المراني قتل و13 من معاونيه خلال المواجهات.

واستهدفت طائرات التحالف فجر أمس تحركات للميليشيات على الخط الساحلي في مديرية الدريهمي، وشنت غارات على مواقع للحوثيين غرب مديرية زبيد، ومعسكر «الحرس الجمهوري» في منطقة «كيلو 16» (شرق). وأكد المركز الإعلامي لـ «ألوية العمالقة» سيطرتها على كل مناطق مديرية الدريهمي بعد تطهيرها من الحوثيين، إضافة إلى السيطرة على سوق النخيل والمنتجع الريفي.

واندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة النخيلة أمس جنوباً، بالتزامن مع تقدم القوات المشتركة في اتجاه المطار ومنطقة قضبة والشجيرة ومحطة معصلي.

إلى ذلك، وصل رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر إلى العاصمة اليمنية الموقتة عدن صباح أمس، وقال في تصريح صحافي: «نقترب من نصر حقيقي في هذه الأيام بتحرير ميناء الحديدة الذي استخدمته الميليشيات لتهريب السلاح ودعم جبهاتها خلال السنوات الثلاث الماضية». وزاد: «النصر الأكبر هو استعادة صنعاء وعودة الشرعية إليها، وهذا ما سيحدث حتماً».

وأكد أن الحكومة «ستولي محافظة الحديدة جل اهتمامها، وستمضي في إعادة الحياة في كل المديريات».