| | التاريخ: حزيران ١٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | العبادي يدعو إلى لقاء بعد العيد لدرس تشكيل الحكومة وبرنامجها | وجه رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي الدعوة إلى قادة الكتل السياسية لعقد اجتماع بعد عيد الفطر يبحث في تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك بعد يومين من إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تحالفاً مثيراً للجدل مع زعيم قائمة «الفتح» هادي العامري.
ووجه العبادي مساء أمس كلمة إلى الشعب العراقي لمناسبة عيد الفطر، أشار فيها إلى أن العراقيين يواجهون تحدي «الحفاظ على هذه البلاد، وعلى سلامة شعبها وأمنه، ونحن على ثقة تامة بعبور هذه المرحلة ما دمنا متمسكين بوحدتنا وبتغليب المصالح العليا على المصالح الخاصة أو الفئوية».
ولفت العبادي إلى تزوير الانتخابات بالقول: «على رغم ما شاب الانتخابات من خروق ومخالفات، فإن اتباع الطرق القانونية والاحتكام للقانون والدستور هما السبيل الوحيد لحل هذه المشاكل». وزاد: «الواجب يدعونا إلى موقف موحد ومسؤول وحازم لحماية العملية الديموقراطية والسياسية وضمان سيرها بشكل سليم، وحفظ الأمانة وعدم القبول بالتزوير، وعدم السماح بالتلاعب بأصوات المواطنين وخياراتهم الحرة».
وأضاف: «من هذا المنطلق الوطني، أدعو إلى عقد لقاءات مسؤولة للاتفاق على البرنامج المقبل لإدارة الدولة بمؤسساتها وسلطاتها كافة... وبهذه المناسبة أوجه الدعوة إلى الكتل السياسية لعقد لقاءٍ على مستوى عالٍ بعد عطلة العيد مباشرة، وفي المكان الذي يتم تحديده لاحقاً بعد التشاور، لوضع أيدينا بأيدي بعضنا بعضاً من أجل حماية الوطن والمواطنين وضمان سلامة العملية السياسية».
ويأتي بيان العبادي بعد يومين من إعلان مفاجئ لزعيم التيار الصدري، زعيم قائمة «سائرون» (54 مقعداً)، عن تحالفه مع قائمة «الفتح» (47 مقعداً) في نطاق ما أطلق عليه «التحالف في الفضاء الوطني».
وكانت «الحياة» كشفت أخيراً عن اقتراح قدمه زعيم «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، خلال لقاءات مكثفة مع زعماء الكتل العراقية، تضمّن أن يُرشح كل من القوى الشيعية الخمس 3 مرشحين لرئاسة الحكومة، ليتم اختصارهم بعد مشاورات إلى 3-5 مرشحين، يتم الذهاب بهم إلى القوى السنية والكردية لتشكيل الكتلة الأكبر من معظم قوى البرلمان، واختيار رئيس الحكومة من بين المرشحين الذين اختارتهم القوى الشيعية.
وربطت المصادر بين اقتراحات سليماني والتحركات الأخيرة التي قام بها زعماء كتلة «الفتح»، التي تضم مجموعات مسلحة مقربة من إيران، فبالإضافة إلى لقاء العامري بالصدر، أجرى محادثات مع رئيس قائمة «دولة القانون» نوري المالكي الذي التقاه أيضاً زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي.
وكان رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري ضياء الأسدي أطلق سلسلة تصريحات، بعضها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى في مقابلة مع وكالة «تسنيم» الإيرانية، أكد فيها قرب انضمام المالكي إلى تحالف الصدر والعامري، فيما قال الناطق باسم زعيم التيار الصدري جعفر الموسوي إن التحالف المعلن «أنهى الحرب الأهلية التي يراهن عليها الخاسرون في الانتخابات».
وعلى خلفية ردود الفعل العنيفة التي قوبل بها التحالف المذكور من الجهات الداعمة للصدر في الانتخابات، خصوصاً الجهات المدنية والناشطين في التظاهرات، أعلن «الحزب الشيوعي» في بيان استمراره في كتلة «سائرون»، معتبراً أن التحالف مع «الفتح» هدفه «منع تعرض البلد إلى مخاطر جدية تحرق الأخضر واليابس».
وكانت «الحياة» أكدت، نقلاً عن مصادر قريبة من حوارات سليماني في بغداد، أن الأخير وجّه تهديداً مباشراً إلى الصدر بإمكان إبعاده عن الحكومة إلى المعارضة، والمضي في مشروع تشكيل الكتلة الأكبر من دونه. | |
|