| | التاريخ: حزيران ١٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | التفاهمات التركية - الأميركية تقرّب الأكراد من دمشق | بيروت - رويترز
عبّر سياسي بارز من أكراد سورية عن أمله في أن يكون رئيس النظام السوري بشار الأسد جاداً، في شأن التفاوض مع القوات التي يقودها الأكراد ولمّح إلى مصلحة مشتركة مع دمشق في مواجهة القوات التركية.
وذكر ألدار خليل، إحدى أكثر الشخصيات تأثيراً في السياسات الكردية في سورية، أنه لا توجد حتى الآن خطوات صوب مفاوضات طرحها الأسد الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن أي اتفاق بين الجانبين يجب أن يكون «نقطة انعطاف تاريخي».
وقال خليل: «لا نعلم مدى جديتهم ومدى تحضيرهم لهذا الأمر، ولكن نتمنى أن تكون التصريحات معبرة عن نوايا جدية لديهم».
ومن شأن المفاوضات المباشرة بين المجموعات الكردية التي تسيطر على أجزاء كثيرة في شمال سورية وبين دمشق أن تعيد تشكيل الصراع المستمر منذ سبع سنوات، وأن تتيح، إذا كُتب لها النجاح، فرصة التوصل إلى اتفاق بين الجانبين اللذين يسيطران معاً على معظم مناطق البلاد.
وتحتوي المناطق التي تسيطر عليها القوات التي يقودها الأكراد على نفط وأراض زراعية وموارد مائية لا غنى عنها للاقتصاد.
وقال خليل الرئيس المشارك لحركة المجتمع الديمقراطي التي تضم عدداً من الأحزاب: «لا بد من تركيز جميع الجهود حول كيفية تطوير الخيار السلمي».
وأضاف أن المفاوضات يجب أن تستهدف الوصول إلى «سورية ديموقراطية تسع جميع المكونات ... الشعب الكردي والمكونات الأخرى»، في إطار من الحكم غير المركزي لا أن يستأثر به مكون واحد. لكنه استدرك قائلاً: «لا نريد نتسابق الأمور ونطرحها وكأنها شروط، أهم شيء هو قبول مبدأ التفاوض».
وأسقطت الديبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة بشأن سورية، الأحزاب الكردية الرئيسة من حسابها تلبية لرغبة تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جزءاً من حزب العمال الكردستاني المحظور وتهديداً لأمنها القومي. وهاجمت قوات تركية مدعومة من فصائل سورية مسلحة منطقة عفرين الكردية (شمال غربي سورية) مطلع العام وطردت الأكراد منها.
وفي إشارة إلى وجود مصلحة مشتركة مع دمشق في مواجهة القوات التركية، قال خليل إن عفرين قد تكون نقطة نقاش في أي مفاوضات مع دمشق. وأضاف أن الحكومة قد تكون «طرفاً مؤثراً في هذه المعادلة، خصوصاً إنهم ما زالوا يمثلون المقعد السوري في الأمم المتحدة».
كما ذكر خليل أن هجوم عفرين أدى إلى تأجيل المرحلة الأخيرة من انتخابات على ثلاث مراحل يتم إجراؤها في شمال سورية لتعزيز حكمها الذاتي عبر مؤسسات منتخبة. ولم يتخذ بعد قرار بشأن موعد عقدها.
وجري اتفاق بين أنقرة وواشنطن على «خارطة طريق» لمدينة منبج التي يسيطر عليها مقاتلون متحالفون مع «قسد» بهدف التصدي للمخاوف التركية هناك.
وانتقد خليل الولايات المتحدة بسبب الاتفاق، لكنه وصف النتيجة بالمنطقية. وقال: «كان يجب على أميركا ان تحسم موقفها وتكون ذات موقف حاسم تجاه تركيا ولكن قراءتنا الأمور جعلتنا نرى أن الأميركان لن يتنازلوا عن الأتراك ولن يضحوا بعلاقاتهم القديمة معهم من أجل مناطقنا». وأضاف: لا يُعرف كيف سيتطور الدور الأميركي في سورية، مما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن الأهداف الأميركية منذ قال الرئيس دونالد ترامب هذا العام إنه يريد سحب قواته في أسرع وقت. وزاد: «هل سينسحبون أم سيبقون؟ هل سيكون لهم دور في الحل في سورية؟ هذه الأمور لا أريد الحكم عليها حالياً، لا بد من الانتظار بعد ان تنتهي المعارك مع داعش». | |
|