| | التاريخ: حزيران ١٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | بدء معركة تحرير الحديدة من الحوثيين | الدمام، أبوظبي، عدن – منيرة الهديب، شفيق الأسدي، «الحياة»
تزامن بدء عملية «النصر الذهبي» التي أطلقتها قوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي فجر أمس لتحرير مدينة الحديدة ومينائها (غرب اليمن)، مع الإعلان عن فتح ممرات آمنة لخروج مسلحي ميليشيات جماعة الحوثيين.
وفي وقت دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي الجيش اليمني والمقاومة إلى حسم المعركة عسكرياً، أكدت الحكومة الشرعية أن تحرير الحديدة «سيقطع يد إيران» في البلد، و «سيؤمّن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب». وطلبت بريطانيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لدرس المستجدات في اليمن.
وأكد السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز أن «عمليات التحالف لتحرير الحديدة هي استمرار لدعم المملكة ودول التحالف للشعب اليمني الشقيق، ونصرة لإرادته الحرّة في وجه ميليشيات الفوضى والدمار المدعومة من إيران».
وأضاف في تغريدة على «تويتر» أمس أن «السبيل الأمثل لمعالجة مسألة الحديدة والأوضاع الإنسانية فيها وفي اليمن في شكل عام، هو تنفيذ الميليشيات لقرار مجلس الأمن الرقم ٢٢١٦، والانسحاب من المدينة، وتسليمها للحكومة الشرعية». وأشار إلى أن «تعنّت الحوثيين ومن ورائهم إيران، يأتي نظراً إلى استغلالهم الميناء لتمويل عدوانهم على اليمن، من خلال فرض الأتاوات والضرائب غير الشرعية على السفن، واستغلالهم الميناء لتهريب السلاح والصواريخ الباليستية الإيرانية».
الناطق باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي أكد لـ «الحياة» حصول انهيارات واسعة في صفوف الميليشيات عقب بدء العملية، مشيراً إلى تحرير مناطق على تخوم الحديدة. وجدّد حرص الجيش على حماية المدنيين خلال العملية، وأضاف: «خلال أيام ستحرّر الحديدة وتُخنق الميليشيات، وتُقطع اليد الإيرانية التي تمدها بالسلاح، خصوصاً الصواريخ الباليستية».
وتحدّث قائد قوات الاحتياط في الحرس الرئاسي اللواء الركن سمير الحاج عن احتدام المعارك على كل الجبهات، وقال لـ «الحياة»: «الزخم الأكبر والضغط في معركة الحديدة كون المشهد السياسي فرض هذه الأهمية». ولفت إلى تقديم التحالف تطمينات للمجتمع الدولي في شأن عدم تأثر الإغاثة عبر الميناء أثناء استعادته.
وكانت القوات المشتركة اليمنية سيطرت أمس على «ضاحية النخيلة» جنوب الحديدة بعد وقت قصير على بدء المعركة.
وأكدت مصادر عسكرية أن بوارج التحالف وطائراته كثفت غاراتها على مواقع للحوثيين وتعزيزات لميليشياتهم في المدينة ومحيطها، مشيرة إلى أن «البوارج دكت ثكناً للحوثيين في مديرية الدريهمي جنوباً، وفي منطقة منصة العروض شرقاً». وأشارت إلى مقتل عشرات من مسلحي الميليشيات خلال الساعات الأولى على انطلاق العملية. (راجع ص2)
وأفاد مراسل قناة «العربية» بأن التحالف فتح ممرات شمال الحديدة لخروج الحوثيين مع انطلاق المعركة. وروى شهود إن «عائلات مشرفي الميليشيات تهرب من المدينة في اتجاه صنعاء».
وكان الجيش دفع بتعزيزات ضخمة إلى مشارف الحديدة، ورفع جاهزيته القتالية وانتشاره على خطوط المواجهة لبدء معركة حاسمة لتحرير المدينة.
وأشارت مصادر إلى أن التكتيك العسكري راعى أعلى درجات التزام تجنيب المناطق المدنية والبنية التحتية المعارك، بما يضمن تحرير المدينة من دون خسائر في صفوف المدنيين.
وأكد مصدر لـ «قناة سكاي نيوز عربية» أن القوات المشتركة أسرت عشرات من المسلحين الحوثيين أثناء تقدمها في اتجاه مطار المدينة، مشيراً إلى أنها تعمل لمحاصرة فلول الميليشيات في محيطها. كما تمكّنت من السيطرة على معظم المزارع على طريق المطار، مكبّدة الحوثيين خسائر فادحة. وأسفرت الغارات التي طاولت مواقعهم في مزارع غرب مدينة بيت الفقية والطريق الساحلي جنوب الحديدة عن عشرات الإصابات في صفوفهم بين قتيل وجريح.
وفيما أكد قياديون ميدانيون لوكالة «فرانس برس» إن قوات الشرعية اليمنية باتت على بعد أربعة كيلومترات من المطار، اعتقل شبان من مديرية الحوك المشرف على المديرية التابع للحوثيين مع مجموعة من أفراد حراسته.
وتحدث سكان عن بيع مشرفين على الميليشيات عقارات يدعون امتلاكها في المدينة، فيما حذر مصدر مأذون له في الهيئة العامة لأراضي وعقارات الدولة، المواطنين والتجار ورجال الأعمال من شرائها.
إلى ذلك، أعلن التحالف خطة شاملة لتسليم المساعدات الإنسانية إلى المدينة والمناطق المحيطة بها في شكل سريع.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي مريم الهاشمي إن الإغاثة والمساعدات الأساسية جاهزة. وأشارت إلى أن ميناء الحديدة لا يزال مفتوحاً للشحن، وأضافت: «إذا حاول الحوثيون إحداث مزيد من الضرر، وتدمير أي مرفأ أو بنية تحتية لوجستية، فإننا وضعنا خطط طوارئ لنقل المساعدات إلى الحديدة وخارجها». | |
|