التاريخ: حزيران ٨, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
السيد يتّهم الادعاء وممثلي المتضررين بإخفاء أدلة وحماية «شهود الزور»
أنهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الاستماع إلى إفادة النائب جميل السيد أمس، بعدما تراجع الادعاء وممثلو المتضررين عن طرح أسئلتهم لأن السيد أصر على الرد عليهم. وقال السيد في إفادته إن «أميركا وإسرائيل وراء اغتيال الرئيس الشهيد الحريري، وإن اغتياله أدى إلى انسحاب سورية من لبنان وليس القرار 1559 هو الذي أخرجها منه».

وكان السيد طلب من رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي الحق بالكلام قبل أن يبدأ الادعاء وممثلو المتضررين طرح الأسئلة عليه، لكن راي قال له: «لا يمكنك توجيه هذه الكلمة والمتضررون سيدأون طرح الأسئلة»، فرد السيد قائلاً: «لن أقبل طرح الأسئلة وسأغادر القاعة إذا لم أعط الحق بالكلام».

وعندما أصر السيد على ضرورة أن تكون له الكلمة، سأل القاضي راي الإدعاء وممثلي المتضررين ما إذا كانوا يريدون أمام هذا الواقع طرح أسئلة فأجابه الطرفان بأنه ليس لديهما أي أسئلة، وعندها انتهت الجلسة. وفي نهاية الجلسة اقترب السيد من ممثل الإدعاء لمصافحته إلا أن الأخير رفض فقال له السيد باللغة الإنكليزية: «أنت بلا تهذيب ولا تستحق الاحترام». واعتبر القاضي راي أن السيد قام بحركة نابية ضد ممثل المدعي العام.

وقال السيد بعد خروجه من الجلسة إن «الادعاء ومنذ أن بدأت التحقيقات يستند إلى معلومات تتعلّق بشهود الزور وإن ممثلي المتضررين، لا سيما المحامي محمد مطر (عن المتضررين) كان له دور في عملية تنحية القاضي الياس عيد الذي كان سيطلق سراحي». واتهم الادعاء وممثلي المتضررين بأنهما «أخفيا أدلة وعملوا مع شهود الزور وتسببوا بزجه في السجن 4 سنوات».

ورأى أن «هناك خللاً في كل عمل المحكمة وأن المدعي العام يمثل بلمار (مدعي عام المحكمة الدولية سابقاً دانيال بلمار) وأن هناك مغالطات وافتراءات بحقه من قبل ممثلي المتضررين».

واعتبر المحامي مطر أن «ما قاله السيد ليس له أي أساس وهو محاولة لتأكيد مظلوميته وأنا كمحامٍ قمت بواجبي تجاه موكّلي وهو كان مدير عام الأمن العام وكان يقوم بواجبه وبالتالي نحن متساوون والناس تحكم على الإداء».

وقالت المحامية عن المتضررين ندى عبدالساتر: «ما قاله اللواء السيد في المحكمة من أن هناك أباً عندما عرف أنه يدّعي ضد مجهول في قضية اغتيال أو مقتل ابنته خاف وسحب الادعاء، هذا إذا أخذت في الاعتبار روايته، يثبت أنه في وقتها كان هناك خوف لدى الضحايا من أن يدّعوا ضد مجهول».

ورد أمس، رئيس «الحزب التقدمي الباشتراكي» على وصف السيد له في جلسة الاستماع إلى إفادته أول من أمس بأنه «مجنون وأنه جنّ بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة ولاحقاً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، بتغريدة قال فيها: «يا سيادة اللواء جميل السيد. شكراً على وصفي بالمجنون بعد محاولة اغتيال مروان حمادة ولاحقاً بعد اغتيال الحريري. أذكركم بأنني ما زلت مجنوناً. لقد دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري. وهل لي أن اذكركم بأن بشار الأسد صديقكم اغتال شعباً بأسره ألا وهو الشعب السوري».

وعلّق الوزير والنائب السابق بطرس حرب على ما أدلى به النائب السيد، عن أن «الشهيد جبران تويني طلب منه مساعدته مالياً كي لا يسيطر الشهيد رفيق الحريري على صحيفة النهار، وأنه يحتاج إلى مبلغ 700 ألف دولار»، فقال حرب في بيان أمس: «تفادياً لمحاولة استغلال البعض لهذه الإفادة وبصرف النظر عن صحة المعلومات، فإن الإفادة، تشكل أسطع دليل على أن الشهيد تويني لم يطلب مالاً لإفادة شخصية منه، أو لتسخير جريدته لمصلحة أحد، بل على العكس، كان يحاول الحؤول دون سيطرة أي كان على القرار في جريدته بامتلاكه أكثرية أسهمها».