التاريخ: حزيران ٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
"القوات" تحضّر "لإجراءات" ضدّ السفير اللبناني في واشنطن
مجد بو مجاهد 
تتهم "القوات اللبنانية" السفير اللبناني في واشنطن غبريال عيسى بـ"شنّ حملةٍ عليها من دون العودة مبدئيا إلى إدارته لاستئذانها بالتصريح وإطلاق مواقف هي أقرب إلى شخصية حزبية منها إلى سفير يمثل الدولة اللبنانية". ويحصل أن "القوات" تتهم عيسى بما تصفه "التحريف المقصود والتضليل المكشوف المناقض لما تقوم به القوات في لبنان وواشنطن وكل عواصم العالم لجهة السعي إلى تسليح الجيش وتقويته من أجل حسم ازدواجية السلاح لمصلحته منفردا، لأن لا قيامة فعلية للبنان من دون سلاح أوحد بيد الجيش".  

أتى ذلك على أثر ما قاله رئيس مقاطعة أميركا الشمالية في القوات اللبنانية الدكتور جوزف جبيلي الذي وصّف، وفق "القوات"، "واقع الإدارة الأميركية لجهة كونها مقسومة بين موقف غير متساهل مع لبنان وآخر متساهل على غرار البنتاغون، وبالتالي ما نقله جبيلي يعبر بدقة عن موقف أميركي وليس عن موقفه الشخصي، فيما موقف القوات ينبع من إيمانها بضرورة سيطرة الجيش اللبناني على كامل التراب اللبناني، وعملت وتعمل على تقوية الدولة التي تشكل أحد أهداف القوات الأساسية".

ويقول أمين سرّ تكتل "الجمهورية القوية" فادي كرم لـ"النهار" في هذا الصدد، أن "تصرف سفير لبنان في واشنطن هو خرق للمفاهيم الديبلوسية"، متسائلاً "إذا ما كان سفير لبنان في واشنطن، سفيراً للتيار الوطني الحرّ، ويحق له إطلاق اتهامات على حزب لبناني ومن المفترض أنه يمثّل لبنان كلّه، وهي اتهامات كاذبة وتعتبر تلفيقات؟".

ويؤكّد أن "القوات" في صدد "التحضير للقيام بإجراءات حقيقية ضدّ هذا الديبلوماسي وفي وجه كلّ ما هو مسؤول عنه. ومن الممكن تفعيل شكوى قضائية ضدّ السفير كونه يطلق أكاذيب، وسنطلب من وزارة الخارجية القيام بالإجراءات الضرورية بحقه على قاعدة أن الوزارة ملك للبنانيين وليست ملك حزب. وإذا كانوا في وزارة الخارجية سيتعاطون وفق منطق المزرعة، سيحاسبون من قبل الشعب اللبناني. وإذا كانت وزارة الخارجية فعلاً تمثّل اللبنانيين، عليها أن تتصرّف لمحاسبة ديبلوماسي أخطأ في حقّ حزب لبناني ولفّق كلاماً غير صحيح وحاول تشويه سمعة حزب سيادي داعم للجيش اللبناني واتهمه في العمل ضدّ مصلحة الجيش اللبناني، ما يعني ضدّ مصلحة لبنان وضدّ سيادة لبنان. ومن المعروف أن القوات هي أكبر الداعمين للجيش وتطالب في أن يأخذ دوره مكان السلاح المتفلت والسلاح غير الشرعي الذي يمنّن اللبنانيين بحماية لبنان".

ويتساءل كرم: "هل يصدّق أحد أن "القوات" تطلب إزاحة الدعم عن الجيش اللبناني؟ إنه محض ازدراء وبعيد عن المنطق ومرفوض في الشكل والمضمون". ويجيب عن تساؤله، مشيراً الى أن "كلّ مسؤولي القوات اللبنانية في الولايات المتحدة، يساعدون كلّ مسؤولي الجيش اللبناني الذين يزورون الولايات المتحدة".

ويضع كرم ما يسميها بـ"الحملة على "القوات"، في إطار "المحاولة من قبل التيار الوطني الحر والوزير جبران باسيل إزاحة النظر عن أخطائه ومحاولة استئثاره بالسلطة اللبنانية والحكومة اللبنانية، وهي محاولة لإزاحة النظر عمّا يحصل في ملفات، منها ملف التجنيس الذي أدين به كفريق وهو مرسوم خاطئ جداً في حقّ اللبنانيين. وهي محاولة إزاحة الأنظار عن خطأ قام به التيار ومحاولة تسليط الضوء على مسألة غير موجودة ليخفوا ماذا فعلوا وليضغطوا على القوات".