| | التاريخ: حزيران ٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | غريفيث في صنعاء يطرح على الحوثيين الانسحاب من الحديدة لتفادي معارك | وصل إلى صنعاء أمس الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، لمناقشة عدد من القضايا مع جماعة الحوثيين، أبرزها إقناعهم بانسحاب ميليشياتهم من مدينة الحديدة (غرب) لتفادي معارك، وتسليم الإشراف على المحافظة إلى الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، دانت الحكومة الشرعية اليمنية إنشاء الجماعة في صنعاء «الهيئة العامة للزكاة» لدعم مسلحيها الذين يتكبدون خسائر فادحة على جبهات القتال.
وأفادت مصادر يمنية بأن غريفيث سيلتقي عدداً من قيادات الجماعة ومسؤولين في «حكومة الانقلاب»، للبحث في ملف إحياء مفاوضات الحل السياسي، في إطار رؤية يعتزم طرحها على مجلس الأمن في السابع من حزيران (يونيو) الجاري.
وكان غريفيث بدأ جولته الجديدة الخميس الماضي، بلقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعدد من أعضاء حكومته في الرياض.
وتأتي زيارة الموفد الدولي العاصمةَ اليمنية، فيما أكدت مصادر أن الميليشيات تمنع المدنيين الراغبين في مغادرة الحديدة من الخروج، ما يثير مخاوف من استخدامهم دروعاً بشرية.
وأمس، قال مصدر في ميناء الحديدة لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن «باخرة تابعة لمنظمة الهجرة الدولية ستغادر ميناء الحديدة وعلى متنها جميع العاملين في المنظمات الدولية وعائلاتهم إلى إحدى الدول المجاورة، نتيجة احتدام المعارك هناك».
وقتل 36 مسلحاً حوثياً بينهم قيادي في مواجهات مع قوات المقاومة اليمنية المشتركة، تركزت في مناطق الطائف والحسينية والتحيتا على جبهة الساحل الغربي.
وفي وقت تمكنت المقاومة من تطهير جيوب للحوثيين في المناطق المحررة غرباً، أفاد موقع إخباري تابع للميليشيات بأن المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، أصدرت أخيراً أحكاماً بإعدام سبعة مشرفين حوثيين، بتهم «الخيانة الوطنية».
وأكدت مصادر عسكرية أن الميليشيات تكبدت خلال عمليات التمشيط وتأمين المناطق المحررة عشرات من القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية تابعة لها بغارات مكثفة شنتها مقاتلات التحالف العربي بحراً وجواً.
وفي البيضاء، قتل خمسة عناصر من الميليشيات في منطقتي قانية والوهبية، خلال تصدي الجيش اليمني لهجوم شنه الحوثيون على مواقع تابعة له في منطقة خدار العرجى المطلة على منطقة يسبل في مديرية السوادية.
إلى ذلك، زار نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، أمس، كلية الشرطة في أبو ظبي. وأشاد بما قدمته دولة الإمارات من «مؤازرة ودعم للأجهزة الأمنية في المحافظات المحررة».
وكان الميسري التقى نظيره الإماراتي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سيف بن زايد آل نهيان، وذلك في إطار زيارة رسمية إلى الإمارات التي وصل إليها مساء الأربعاء. وناقش الجانبان الوضع الأمني في عدن والمحافظات اليمنية المحررة، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق الأمني، ودعم الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب.
الحكومة اليمنية تدين إنشاء الحوثيين هيئة للزكاة
دانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية نائب رئيس «اللجنة العليا للإغاثة» ابتهاج الكمال، إنشاء ميليشيات جماعة الحوثيين في صنعاء «الهيئة العامة للزكاة»، معتبرة أنه مسعى واضح من الانقلابيين لإلغاء «صندوق الرعاية الاجتماعية» وتعطيل عمله في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.
وقالت الكمال في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أمس: إن «هذا الإجراء غير القانوني، يمثّل تطوراً مخيفاً في إطار مشروع الميليشيات للبحث عن ذرائع جديدة لجباية الأموال واستخدامها في حربها العبثية بحق اليمنيين»، وأضافت: «أن ذلك يشكّل عبئاً إضافياً يثقل كاهل المواطنين ويزيد من معاناتهم».
ورأت أن إقرار هذا المشروع بالتزامن مع طرح «زكاة الخمس» أمام أعضاء مجلس النوّاب (البرلمان) المتواجدين في المناطق الخاضعة للحوثيين، «يعكس مدى غطرسة هذه الجماعة، وسعيها إلى فرض شرعية مخالفة للقوانين النافذة في البلد منذ أكثر من نصف قرن، وسعياً منها لخلق شرخ في النسيج الاجتماعي والطبقي بين أبناء الشعب اليمني».
ودعت الوزيرة المنظّمات والهيئات النقابية والحقوقية إلى الوقوف في وجه الميليشيات وإجراءاتها الرامية إلى زيادة معاناة المواطنين وإطالة أمد الحرب، وتلك الداعية لتكريس ثقافة الكراهية والعنصرية. وشدّدت على أن «مثل هذه الإجراءات لاغية بحكم أنها صادرة عن ميليشيات انقلابية غير معترف بها»، مطالبةً المؤسّسات والمصالح والأشخاص بعدم التعامل مع هذه الهيئة.
وكانت الجماعة أصدرت قراراً الثلثاء الماضي بتشكيل «الهيئة العامة للزكاة» من ستة أعضاء، بعد إصدارها قراراً بإنشائها للاستحواذ على ما تبقّى من موارد مالية لليمنيين. وستحل الهيئة الجديدة التي تتبع الحوثيين مالياً وإدارياً محل «مصلحة الواجبات» التابعة لوزارة الإدارة المحلية التي كانت تحصل الزكاة لمصلحة السلطات المحلية.
إلى ذلك، أكد مصدر حكومي في تصريح إلى «الحياة» أن إيرادات الزكاة «بلغت العام الماضي 14.9 بليون ريال يمني، مستطرداً أن حجمها الحقيقي يقدّر بـ115 بليون ريال سنوياً، إذ يذهب الفارق إلى جمعيات خيرية».
وتستند الميليشيات إلى تأويلات علماء المذهب الزيدي (أحد المذاهب الشيعية) لنصوص دينية ترى أن نسبة 20 في المئة من مورد الزكاة (الخمس) يفترض أن تدفع لقيادات الجماعة.
| |
|