| | التاريخ: أيار ٢٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | إجلاء «داعش» من جنوب دمشق منحت التنظيم دفعة في البادية | دبي، بيروت – الحياة»، أ ف ب
بدا لافتاً تكثيف تنظيم «داعش» الإرهابي هجماته على مواقع تمركز قوات النظام السوري وحلفائها في منطقة البادية السورية، بعد أيام من إجلاء عناصر التنظيم من أحياء في جنوب دمشق إلى هذه المنطقة.
ومني «داعش» بخسائر ميدانية كبرى على جبهات عدة في البلاد، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب صغيرة يقع أبرزها في منطقة البادية الممتدة من شرق مدينة تدمر الأثرية (وسط) حتى جنوب محافظة دير الزور (شرق).
واعلن النظام الثلثاء الماضي السيطرة الكاملة على العاصمة دمشق ومحيطها، بعد «صفقة ليلية» برعاية روسية، قضت بخروج «داعش» من مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن، ومنذ ذلك التاريخ أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 76 من قوات النظام والموالين لها بينهم مقاتلون روس وإيرانيون، جراء هجمات متفرقة نفذها «داعش» على مواقعها واشتباكات عنيفة بين الطرفين.
ووقع الهجوم الأكثر دموية، الأربعاء، في محافظة دير الزور مع مقتل 35 من قوات النظام والموالين لها بينهم تسعة مقاتلين روس، وفق حصيلة لـ «المرصد».
وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «هاجم مقاتلون من تنظيم داعش الأربعاء رتلاً لقوات النظام وقوات روسية حليفة أثناء توقفه في نقطة جنوب غربي مدينة الميادين، ما تسبب في مقتل 26 من قوات النظام إضافة إلى تسعة مقاتلين روس». ويتوزع القتلى الروس وفق عبدالرحمن «بين قوات رسمية روسية ومرتزقة».
وتعد روسيا أبرز حلفاء النظام السوري وتقدم له دعماً سياسياً وديبلوماسياً وعسكرياً، وتؤمن الغطاء الجوي لعملياته الميدانية.
وتفيد تقارير كذلك عن مشاركة مرتزقة روس في القتال إلى جانب قوات النظام. كما تتولى شركات أمن روسية خاصة حماية حقول النفط الواقعة تحت سيطرة النظام، وفق «المرصد».
وتبنى «داعش» في بيان نشره على تطبيق «تلغرام» تنفيذ الهجوم على قوات النظام وحلفائها مؤكداً أن «جنود الخلافة باغتوهم بهجوم استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة». وقال إن الرتل ضم «شاحنات تقل مؤناً وآليات مزودة برشاشات ثقيلة» كانت في طريقها باتجاه الحدود السورية- العراقية.
وزاد التنظيم من وتيرة هجماته المباغتة خلال الأسبوع الجاري، وأحصى «المرصد» مقتل 11 عنصراً من النظام والمسلحين الموالين لها جراء هجمات استهدفت ليل السبت- الأحد نقاط تجمع في منطقتين مختلفتين في بادية دير الزور. كما تسلل مقاتلون من التنظيم الثلثاء من جيب تحت سيطرتهم شرق مدينة تدمر إلى موقع لقوات النظام وحلفائها في البادية السورية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات قتل على أثرها 26 من قوات النظام وبينهم مقاتلون إيرانيون، وفق «المرصد».
ووفق عبدالرحمن، فإن عناصر «داعش» التي خرجت من مخيم اليرموك والمناطق المتاخمة في جنوب دمشق «تشارك في شكل كبير في الهجمات على نقاط تواجد النظام وحلفائه في البادية».
ويتواجد الطرفان في نقاط عدة في منطقة البادية التي تمتد على مساحات مترامية. ووفق عبدالرحمن، فإن «مقاتلي التنظيم أكثر دراية بطبيعة البادية الجغرافية وتلالها من قوات النظام المنتشرة في نقاط متباعدة، الأمر الذي يجعلها تعتمد بالدرجة الأولى على سلاح الجو في مواجهة التنظيم».
ومن خلال هذه الهجمات، يحاول التنظيم أن «يستعيد المبادرة ويثبت أنه قادر على تهديد قوات النظام وحلفائها على رغم الخسائر التي مني بها» على أكثر من جبهة في سورية.
وأوضح مصدر عسكري سوري يتواجد في شرق البلاد أن «داعش يحاول عرقلة تمشيط الجيش للبادية بشن هجمات متفرقة من بينها الهجومين الأخيرين»، مؤكداً سقوط قتلى من «الجيش والقوات الرديفة ومن المستشارين الروس» الموجودين على الأرض في هجوم الأربعاء.
وإلى جانب طرده العام الماضي من مدينة الرقة التي كانت معقله الأبرز في سورية، خسر التنظيم أيضاً الجزء الأكبر من محافظة دير الزور على وقع هجومين منفصلين، الأول قادته قوات النظام بدعم روسي عند الضفة الغربية للفرات، والثاني شنته قوات سورية الديموقراطية (قسد) بدعم أميركي شرق الفرات. وعلى وقع هذه الخسائر، بات التنظيم يتواجد في جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد. | |
|