| | التاريخ: أيار ٢٦, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | اشتباكات بين الحوثيين في صنعاء | عدن، الرياض - «الحياة»، رويترز
اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي فجر أمس، صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثيين باتجاه مدينة جازان جنوب المملكة. وتحدّثت معلومات عن تصاعد الخلافات بين تيارات الميليشيات في اليمن الموالية لرئيس «المجلس السياسي الأعلى» السابق صالح الصماد، والحالي مهدي المشاط، وتطوّرها إلى مواجهات عسكرية بين الجانبين وصلت إلى مقر الحكم في القصر الجمهوري وسط صنعاء.
وأمس، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة «منزعجة» من ضربة صاروخية نفّذها الحوثيون وطاولت سفينة شحن تركية كانت تنقل قمحاً إلى اليمن، وحضّهم على «حوار مفيد» مع الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث. في الوقت ذاته، جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تأكيده الحرص الدائم على السلام وفقاً لمرجعياته المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية وفِي مقدمها القرار 2216.
وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن «الولايات المتحدة منزعجة من هجوم صاروخي حوثي على سفينة شحن تركية على بعد 70 ميلاً قبالة ساحل اليمن كانت تحاول نقل 50 ألف طن من القمح إلى ميناء الصليف قرب الحديدة». وأشار البيان إلى أن هذا العمل «يثبت مرة أخرى أن انتشار الصواريخ في اليمن يشكل تهديداً حقيقياً لكل الدول، ويؤكد الحاجة للتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 2216».
وناقش هادي خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر أمس، المستجدات السياسية والعسكرية في بلاده. ونوّه بـجهود الولايات المتحدة الداعمة الشرعية اليمنية، مشيداً بمستوى «التنسيق والتعاون في مواجهة التحديات والأخطار المحدقة باليمن والمنطقة، من خلال مكافحة الإرهاب، ومواجهة تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وميليشياته الحوثية».
إلى ذلك، أكد الناطق باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن حطام الصاروخ الذي أطلقته الميليشيات باتجاه الأراضي السعودية «سقط فوق منطقة سكنية في نجران من دون أن يتسبب بخسائر بشرية».
في سياق آخر، أفادت مصادر مطلعة باشتباكات مسلّحة بين موالين للصماد ومرافقي خلفه في رئاسة «المجلس السياسي الأعلى» مهدي المشاط، وقيادات أخرى حاولت دخول القصر الجمهوري لعقد اجتماع.
وتأتي الاشتباكات في ظل اتهامات متبادلة بين قيادات الميليشيات حول الجهة التي أرسلت معلومات إلى طيران التحالف، عن مكان وجود الصماد الذي قتل في محافظة الحديدة أخيراً.
وأفاد أحد مشايخ قبيلة نهم الشيخ محمد الشليف، بأن «الفرصة أصبحت مواتية لتقدم الجيش نحو صنعاء التي تعيش أوضاعاً مأسوية يعانيها المواطنون، في ظل خلاف حاد بين جناحي الميليشيات العسكري والسياسي، نتج عنه عزل كثير من القيادات الموالية للرئيس علي صالح».
وأكد الشليف أن «الوضع الداخلي دفع الجيش والمقاومة إلى وضع اقتراحات لخطة عسكرية» يتم تنفيذها للتقدم نحو صنعاء. وكشف أن «قيادات انقلابية تواصلت مع المقاومة الشعبية، تبدي رغبتها في الانضمام إلى قوات الشرعية، في ظل ما تعيشه صنعاء من خلافات عميقة تعصف بالانقلابيين والموالين لهم».
ميدانياً، أفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) بفرار عشرات من المسلحين الحوثيين، تاركين خلفهم عتادهم وأسلحتهم وقتلاهم، نحو مديريات زبيد وبيت الفقية والحسينية. ونقلت عن مصادر ميدانية أن مسلحي الميليشيات باعوا أسلحتهم وهربوا بعيداً من نقاط التفتيش التي استحدثت لاعتقال العناصر الفارين من الجبهات. وتحدثت المصادر عن مقتل 73 مسلّحاً في مواجهات مع المقاومة ونتيجة غارات التحالف العربي في مناطق الساحل الغربي، حيث تتركز المواجهات في الشعاب جنوب مديريتي التحيتا والجراحي.
وتمكنت قوات ألوية «العمالقة» و»المقاومة الوطنية» و «التهامية» من قطع الطريق الممتد بين مديريتي زبيد والتحيتا التابعتين لمحافظة الحديدة، بعد عملية التفاف ناجحة ضمن عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة الحديدة، وسط انهيار دفاعات المسلحين.
وبقطع الطريق المؤدية إلى التحيتا، تكون المقاومة اليمنية قطعت شريان إمداد الميليشيات داخل مركز المدينة، وحاصرتها من محورين على جبهة الساحل الغربي.
هادي يجدد تأكيد مرجعية «المبادرة الخليجية» للسلام في اليمن
جدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تأكيد حرص إدارته الدائم على السلام وفقاً لمرجعياته المتعارف عليها، المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة، وفِي مقدمتها القرار 2216. وناقش خلال لقائه السفير الأميركي لدى بلاده ماثيو تولر أمس - بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية - عدداً من القضايا ومستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن.
وثمّن الرئيس اليمني جهود أميركا الداعمة للشرعية الدستورية في بلاده، ومستوى التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة باليمن والمنطقة، من خلال مكافحة الإرهاب، ومواجهة تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وميليشياتها الحوثية.
من جانبه، عبّر السفير الأميركي عن سروره باللقاء، ومستوى التعاون والتنسيق بين البلدين لمصلحة السلام وأمن واستقرار اليمن والمنطقة. حضر اللقاء مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور عبدالله العليمي. | |
|