| | التاريخ: أيار ٢٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الحريري مكلفاً تشكيل الحكومة الجديدة بـ 111 صوتاً | نتيجة للاستشارات النيابية التي أجراها الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا أمس، وخلصت إلى تسمية 111 نائباً الرئيس سعد الحريري، كلّف عون الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، بعد إطلاع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على حصيلة الاستشارات.
وتوزّع مسمو الحريري على رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وتمام سلام، نائب رئيس المجلس النيابي إيلي فرزلي، «كتلة المستقبل»، «تكتل لبنان القوي»، «كتلة نواب الأرمن»، «كتلة ضمانة الجبل»، رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض، «التكتل الوطني» (امتنع جهاد الصمد عن التسمية)، «كتلة اللقاء الديموقراطي»، «كتلة الوسط المستقل»، «كتلة نواب حزب الكتائب»، «كتلة التنمية والتحرير». والمستقلون: ميشال المر، فؤاد مخزومي، إدي دمرجيان، عدنان طرابلسي. فيما لم تسمه «كتلة الوفاء للمقاومة» (13 نائباً) والمستقلون: أسامة سعد، جميل السيد، بوليت ياغوبيان، ما مجموعه 17 نائباً مع الصمد. وأودعت «الكتلة القومية الاجتماعية» (3 أصوات) وعبد الرحيم مراد اسم مرشحهما لدى عون.
وكان عون أجرى الجولة الأولى من الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة. وتوالى وصول النواب إلى قصر بعبدا حيث التقاهم عون إما في مكتبه أو في صالون السفراء.
وكانت الجولة الأولى من الاستشارات بدأت مع الرئيس سعد الحريري الذي أوضح أنه «سيترك لكتلة المستقبل تسمية رئيس الحكومة». وقال: «اللقاء بروتوكولي، وإن شاء الله خير». ثم التقى عون الرئيس ميقاتي الذي قال: «في ضوء المقتضيات الوطنية والمرحلة التي يمر فيها لبنان في الداخل، كما التحديات الإقليمية والدولية، وفي ضوء ما سمعناه خلال الحملة الانتخابية عن مرحلة جديدة وعن إنماء في كل المناطق وخصوصاً الوعود التي أعطيت لطرابلس، اجتمعت كتلة الوسط المستقل. وأبلغت الرئيس، باسمي الشخصي، تسمية الرئيس الحريري للحكومة المقبلة مع التوفيق».
سلام: الحريري رجل واعد
والتقى عون الرئيس سلام الذي لفت إلى «أننا أمام مرحلة جديدة نتمنى أن تكون واعدة مع رجل واعد يأمل بأن ننهض بالبلد ونعالج قضايانا الداخلية لتحصين الوطن في مواجهة الكثير من الأوضاع الصعبة. والرجل الواعد عندي هو الرئيس الحريري». وعن انضمامه إلى كتلة «المستقبل» أو أنه من المستقلين، أجاب: «كنت مستقلاً وما زلت وسأبقى، لكنني متحالف مع الرئيس الحريري وكتلة المستقبل».
وقال فرزلي بعد لقاء عون: «تم تأكيد المبدأ الذي لطالما رددناه في أن السبب الموجب الذي يملي علينا ترشيح الرئيس الحريري لمنصب رئاسة الحكومة مكلّفاً هو تبنّي مبدأ الممثل للمكون الذي ينتمي إليه تمثيلاً صحيحاً وعادلاً وقوياً وأكدنا من هذا المنطلق ترشيح الحريري».
وتحدثت بإسم «كتلة المستقبل» بهية الحريري معلنة تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة وتشكيلها. وتمنّينا على الرئيس عون أن تكون للمرأة حصّة في الحكومة المقبلة».
وعما إذا كانت الكتلة مع فصل النيابة عن الوزارة، أجابت: «أعتقد أن القرار متّخذ في هذا الإطار».
وسمّى «تكتل لبنان القوي» الذي تحدث باسمه جبران باسيل، الرئيس الحريري. وقال: «هذا الموقف طبيعي، ومنسجم مع نتيجة الانتخابات التي أعطت تيار المستقبل الصفة التمثيلية الأكبر والأوسع ضمن المكون الذي يمثل فيه الأكثرية، ومنسجم كذلك مع المبدأ الميثاقي الذي قاتل تكتلنا من أجله، والذي على أساسه بات العماد عون رئيساً للجمهورية، والرئيس بري رئيساً للمجلس النيابي».
والتقى عون «كتلة نواب الأرمن» التي تحدث باسمها آغوب بقرادونيان الذي قال: «انطلاقاً من مبدأ التمثيل الصحيح ومن هذا العهد القوي ورئيس الجمهورية القوي ورئيس المجلس النيابي القوي، وانطلاقاً من مبدأ الميثاقية، سمَّينا الرئيس الحريري».
ثم أعلنت «كتلة ضمانة الجبل» التي تحدث باسمها طلال أرسلان أنها سمّت الحريري. وقال أرسلان: «اجتمعنا ككتلة ضمانة الجبل مع التكتل الكبير، كما اجتمعنا بمفردنا، مع رئيس الجمهورية متماسكين ومتحدين».
ثم أعلن رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة. وقال: «نحن كشركاء وجزء من التكتل الذي قرر جماعياً أن يسمي الحريري من باب الميثاقية، ومن باب أنه وتيار المستقبل أكدا بنتيجة الانتخابات أنهما يشكلان الأكثرية الوازنة في الشارع السنيّ. ونعتبر أن مبادئ مشتركة تجمعنا معهما». وأشار إلى «أننا جميعاً مع تكتل لبنان القوي، وأنا اليوم كحركة استقلال أمثّل القاعدة التي انتخبتني».
والتقى عون «كتلة الوفاء للمقاومة» التي تحدث باسمها محمد رعد فقال: «لأنّ عادتنا دائماً تسهيل تشكيل الحكومة، كتلة الوفاء للمقاومة لم تسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة المقبلة وأكدت استعدادها للمشاركة فيها والتعاون الإيجابي مع من تسمّيه الأكثرية النيابية لرئاستها. كما أكدنا وجوب استحداث وزارة خاصة للتخطيط من أجل مستقبل كل لبنان».
والتقى عون أعضاء « التكتل الوطني» التي تحدث باسمها فيصل كرامي فقال: «سميّنا كتكتل وطني الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة باستثناء جهاد الصمد الذي امتنع عن التسمية. ونتمنى للرئيس عون أن تكون حكومة العهد الأولى حكومة إصلاح وإنجاز. ومبرّر تسمية الرئيس الحريري يعود إلى دعم التوافق الحاصل في البلد ومد يدنا للجميع».
تيمور لورشة إصلاح حقيقية
وسمّت «كتلة اللقاء الديموقراطي» التي تحدث باسمها تيمور جنبلاط الحريري لرئاسة الحكومة. وقال جنبلاط: «لدينا تمنّ واحد وهو أن نسعى إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن لنبدأ ورشة الإصلاح الحقيقي».
وكان هادي أبو الحسن غرّد قائلاً: «كفى تذاكياً من البعض، حكومة ثلاثينية، ثلاثة وزراء للقاء الديموقراطي ونقطة على السطر».
ثم سمّت «كتلة الوسط المستقل» التي تحدث باسمها جان عبيد الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، لافتاً إلى أنه «على رغم الظروف الضاغطة فإن إسناد الأمر إلى أهله هو الباب الأول لتحسين الوضع، وإلى حد كبير تحقيق الأهداف والآمال المعلقة».
أما «الكتلة القومية الاجتماعية» التي تحدث باسمها أسعد حردان، فأشارت إلى «أننا تداولنا مع الرئيس عون وأودعناه وجهة نظرنا التي تتناسب مع المصلحة اللبنانية لتعزيز الوحدة الوطنية من خلال حكومة وحدة وطنية، وأودعنا الاسم عنده».
خلوة بين عون وجعجع
واستكمل عون الجولة الثانية من الاستشارات بلقائه «كتلة الجمهورية القوية» التي تحدّث باسمها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بعد خلوته الثنائية مع عون ودامت نحو 15 دقيقة، معلناً ترشيح الحريري لتشكيل الحكومة. وقال: «أتت تسمية الحريري باعتبار أن البلاد بحاجة لعملية إنقاذية كبيرة».
وتطرّق جعجع إلى مسألة «الصفة التمثيلية»، قائلاً: «الأمر سهل جداً وكي لا يأخذ أي طرف حق الآخر، علينا أن نتعامل مع الثنائي المسيحي بالطريقة عينها التي يتم التعامل بها مع الثنائي الشيعي خلال تأليف الحكومة، كما علينا أن ننظر إلى الكتل بمعناها الفعلي باعتبار أنه يمكن لأي كتلة أن تضيف 4 أو 5 نواب قبيل التأليف أو تأليف كتلة من هنا أو هناك ونقوم باحتساب نائب واحد في كتلتين أو في تكتل الساحل ومن ثم تكتل الوسط، وأخيراً في تكتل الجبل ومن ثم في التكتل «القوي» وبعدها في التكتل الضعيف إلا أن هذا كله ليس عملاً جدياً باعتبار أنه «عندما سنصل إلى الجد» فالجميع يعلم إلى ما أدت إليه الانتخابات النيابية وأقصى تمنياتنا اتخاذ نتائج الانتخابات وبالتالي الإرادة الشعبيّة على محمل الجد كما يجب وسنتمسك بهذا المطلب».
وعن سبب حضوره إلى قصر بعبدا، قال: «لم أجتمع بفخامة الرئيس منذ مدة فاغتنمت الفرصة».
وعما إذا اشتكى للرئيس من الأداء الذي يتم التعامل به مع «القوات»، أجاب: «لا نريد أن نزيد همومه إنما جل ما نحاول القيام به هو تخفيفها عنه».
وعما إذا كان حضوره يمثل خطوة استباقيّة كي لا تؤول الأمور في تأليف الحكومة إلى ما آلت إليه في انتخاب هيئة المجلس النيابي، أجاب: «لا أريد أن أدخل في حسابات من أعطى من، ولماذا قام بذلك، لكن هل يعقل أن «يستكتروا» أمانة سرّ على هذا التكتل؟ سنشق طريقنا إلى الأمام مهما كانت الظروف».
وردا على سؤال، قال جعجع: «أريد أن أقول للرئيس بري إن الأشخاص الواضحين هم أفضل من يمكن التعاطي معهم باعتبار أن الوضوح في المواقف مهم جداً ويأتي نقيض المراوغة والتقلب في المواقف».
وأعلن سامي الجميل باسم «كتلة نواب حزب الكتائب» تسمية الحريري لتشكيل الحكومة، مشدداً على أن «اعتراض الحزب كان على الأداء لا على الأشخاص ويهمنا أن نعطي فرصة جديدة للرئيس الحريري ولرئيس الجمهورية ولكل الفريق الذي سيحكم البلد وسنحاسب على الأداء. وسنكون إيجابيين لكننا سنكون بالمرصاد لأي خطأ». وأشار إلى أنه «تحدّث مع الحريري أول من أمس وشعر أن لديه نية بالاتجاه الصحيح».
كذلك سمى الحريري لرئاسة الحكومة، كل من: فؤاد مخزومي، إدي دمرجيان وعدنان طرابلسي، وميشال المر الذي قال: «سمينا الرئيس الحريري والباقي دردشة جانبية في التأليف عندما يأتي حينه».
أما أسامة سعد فأشار إلى أنه لم «يسمّ الحريري لاعتبارات عدة منها عدم الموافقة على نهجه السياسي».
وأعلن جميل السيد «عدم تسمية أحد ومن الواضح أن الرئيس الحريري سيأخذ أكثر من 100 صوت ولو كان في حاجة لصوتي لأعطيته إياه». وفيما أكد عبد الرحيم مراد أنه أودع رئيس الجمهورية اسم مرشحه. قالت بولا يعقوبيان: «لم أسم أحدا. نحن معارضة بناءة وإيجابية وحان وقت تصحيح الأداء ولا نريد حصصاً وزارية بل سنراقب».
وانتهت الاستشارات بلقاء كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة بري والتي سمت الحريري.
وكان الرئيس عون دعا في كلمة ألقاها خلال مأدبة الإفطار التقليدية التي أفيمت في القصر الجمهوري غروب أول من أمس، وحضرها حشد من السياسيين والديبلوماسيين والمرجعيات الدينية والقيادات القضائية والعسكرية، إلى «التلاقي على مساحة الوطن». وشدد على وجوب «وقف الخطاب الحاد وعودة لغة العقل»، معتبراً أن «التحديات أمامنا كبيرة، داخلياً وخارجياً، ولا يمكننا أن نواجهها إلا بوحدتنا وتضامننا وبإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية». وطالب بـ «تشكيل حكومة وحدة وطنية تقدر على مجابهة التحديات، ويمكنها التعامل مع الوضعين الإقليمي والدولي مع المحافظة على الاستقرار الداخلي»، داعياً «الجميع إلى تسهيل تأليفها في أسرع وقت، فالوضع الضاغط لا يسمح بإضاعة الوقت، ومعايير التأليف معروفة وليس علينا إلا الالتزام بها وتطبيقها».
وإذ شدد على أهمية «تنفيذ الخطة الاقتصادية الموضوعة»، رأى أن «أي خطة اقتصادية لن يكتب لها النجاح الكامل إذا لم نبادر إلى وضع أسس عملية لحل مشكلة النازحين السوريين المتفاقمة وانعكاساتها الاجتماعية والأمنية على مجتمعنا، وحان الوقت للانكباب الرسمي على وضع خطة حل عملية، تؤدي إلى عودة النازحين الى المناطق الآمنة في بلادهم، وعدم انتظار الحل النهائي للأزمة السورية».
المستقبل» لم تأخذ بإقتراح المشنوق
إلى ذلك، علمت «الحياة» من مصادر نيابية أن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال النائب نهاد المشنوق الذي شارك أمس في الاستشارات النيابية لتسمية الحريري، كان اقترح خلال اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية الثلثاء الماضي أن تنسحب الكتلة من جلسة البرلمان التي انعقدت أول من أمس بعد انتخاب الرئيس نبيه بري لرئاسة المجلس، وعند البدء بانتخاب نائبه، احتجاجاً على دعم بعض الكتل لترشيح النائب إيلي فرزلي لنيابة الرئاسة. وأوضحت المصادر أن الكتلة لم تأخذ باقتراحه نظراً إلى أن توجهها كان انتخاب مرشح «القوات اللبنانية» أنيس نصار لمنصب نائب الرئيس.
وأبلغ المشنوق أعضاء الكتلة أنه سينسحب من الجلسة منفرداً ضد انتخاب فرزلي الذي وصفه بعد انسحابه من الجلسة بأنه «واحد من أهم رموز الوصاية السورية»، مشيراً إلى أن «اللبنانيين دفعواً دما كثيراً للخلاص منها والممثلة لسنوات بغازي كنعان ورفاقه».
الحريري بعد تكليفه تأليف الحكومة: للنأي بالنفس ولم أسمع بفيتو على أحد
انطلقت عملية تأليف الحكومة اللبنانية بتسمية زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري لتأليفها بعد استشارات انتهت في يوم واحد أمس، بحصوله على تأييد 111 نائباً من أصل 128، في رقم مرتفع يحصل عليه رئيس يكلف بالمهمة، جاء أقل بصوت واحد من الرقم الذي كان حصل عليه عند تأليفه الحكومة الحالية آخر عام 2016. وقال الحريري: «سأنكب من هذه اللحظة على عملية تشكيل حكومة وفاق وطني على غرار ما كانت عليه الحكومة التي رأستها».
وسيبدأ الحريري الذي زار عقب تكليفه ضريح والده الرئيس الراحل رفيق الحريري وتلا الفاتحة عن روحه، استشاراته الرسمية مع الكتل النيابية الإثنين المقبل. وأكد أن «هناك جدية ونية لدى الجميع لتسهيل تشكيل الحكومة، وما يجمعنا أكثر من الذي يُفرقنا».
وقال الحريري بعد اجتماعه مع رئيسي الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري إثر إنهاء الأول الاستشارات: «ستكون أمام الحكومة متابعة أزمة النزوح السوري والإصلاحات التي وعدنا بها، والحكومة الجديدة مدعوة الى ترسيخ الالتزام بسياسة النأي بالنفس، وأمد يدي إلى جميع المكونات السياسية في البلد للعمل معاً لتحقيق ما يتطلع إليه اللبنانيون ولن أوفر جهداً في العمل لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن نظراً إلى الأخطار الإقليمية المتزايدة حول بلدنا، والأوضاع الاقتصادية والمالية الضاغطة داخلياً». وأضاف: «علينا العمل لمكافحة الفساد، والكلام الذي صدر عن الرئيس عون بالأمس في هذا الشأن مهم جداً ويجب البناء عليه». وسئل «هل هناك فيتو على دخول أي مكون الحكومة؟» فأجاب: «لم أسمع عن هذا الأمر إلا في الإعلام».
وأضاف: «شاهدنا نتائج التوافق السياسي الذي حصل بيننا وبين فخامة الرئيس والرئيس بري، ويهمني التركيز عليه لأننا بتوافقنا استطعنا حل الكثير من الأمور، بخاصة الاحتقان الذي كان سائداً. فنحن في منطقة مشتعلة ولبنان يقوم بإطفاء هذا الحريق الذي كان من الممكن أن يطاوله وتغلب عليه، وهو يسير وفق ما يتمناه اللبنانيون. هناك تحديات كبيرة تنتظرنا وليس هناك ما يحمينا سوى وحدتنا وتوافقنا الذي يمنع التدخل الخارجي في شؤوننا، والخلافات نعمل لحلها في ما بيننا على مساحة 10452 كيلومتراً مربعاً، وقد شاهدنا الأثمان التي دفعناها عند نقل مشكلاتنا إلى الخارج».
ودعا بري إلى «الإسراع بتأليف الحكومة لأن الوضع الاقتصادي ملح ويتطلب أكثر من ذلك»، آملاً بأن ينهي الحريري استشارات الإثنين في يوم واحد، ومشيراً إلى أنها «ستكون حكومة وحدة وطنية موسعة».
وإذ عبرت حصيلة الاستشارات عن توافق واسع على شخص الحريري وعودته بزخم إلى الرئاسة الثالثة، فإنه جاء مؤشراً إلى جدية التفاهم بين القوى السياسية على انطلاق المرحلة الجديدة بعد الانتخابات النيابية التي أفرزت موازين جديدة داخل البرلمان، من دون أن تغير قواعد التسوية بين الفرقاء الرئيسيين، والتي كانت رست أواخر عام 2016 على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. وشدد معظم القيادات على تسريع ولادة التركيبة الحكومية الجديدة التي اعتاد اللبنانيون تأخيراً قبل أن ترى النور بسبب أزماتهم السياسية المتلاحقة.
وانعكس التوافق حتى على مواقف قوى امتنعت عن تسمية الحريري، مثل كتلة «حزب الله» النيابية (13 نائباً) التي أبدى رئيسها محمد رعد «الاستعداد للمشاركة في الحكومة والتعاون الإيجابي مع من تسمّيه الأكثرية لرئاستها». وامتنع 4 نواب مستقلين عن تسمية الحريري أيضاً ثلاثة منهم من قوى 8 آذار وحلفاء سورية، فيما سماه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وكتلته (4) والوزير السابق فيصل كرامي.
وتميزت الاستشارات بخلوة بين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والرئيس عون قبل لقاء الأخير كتلة «القوات». وعكس جعجع في تصريحه بعد تأييده الحريري، أجواء الخلاف مع رئيس «التيار الوطني الحر» حول أحجام التمثيل في الحكومة بعد الاتفاق الذي توصل إليه رئيس التيار الوزير جبران باسيل مع بري وقوى أخرى وأدى إلى إبعاد «القوات» من هيئة مكتب البرلمان. وقال جعجع: «مثلما يتم تمثيل الثنائي الشيعي، بصرف النظر إن كانت لدى هذا الطرف كتلة من هنا والآخر كتلة من هناك، فإننا نتمنى أن ينطبق الأمر ذاته على مستوى الثنائي المسيحي». ودعا إلى الأخذ بنتائج الانتخابات النيابية.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء أول من أمس، في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، إن حكومته ستراجع برامج مساعداتها للبنان بما فيها المساعدات العسكرية. ولدى سؤاله عن الانتخابات النيابية الأخيرة وتأثيرها، قال: «غيّرت الانتخابات الوضع، لكن تقديرنا أن مجمل توازن القوى لن يتغير عملياً نتيجة ذلك، وهذا شيء جيد وسيّء في الوقت ذاته، لأن توازن القوى الراهن ليس جيداً».
بري يحمّل بخاري تحياته إلى خادم الحرمين وولي العهد
تلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس، عدداً كبيراً من الاتصالات وبرقيات التهنئة لمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للمجلس ومن بينها اتصالان من نظيره الأردني عاطف الطراونة ورئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم. وتلقى برقيات من كل من نظيريه المغربي الحبيب المالكي واليمني يحي علي الراعي ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون.
والتقى بري القائم بالأعمال السعودي لدى لبنان الوزير المفوض وليد بخاري الذي أوضح أنه حرص على زيارة بري وتقديم التهنئة له «باسمه وباسم المملكة العربية السعودية بإعادة انتخابه رئيساً للمجلس، وأن الرئيس بري حمله تحياته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان».
ومن مهنئي بري الوزير السابق وئام وهاب الذي قال: «نعتقد أننا أمام أسابيع من المفاوضات حول تشكيل الحكومة، ولكن الكل حريص على الإسراع في تشكيلها».وعن توزيره قال: «لا أهوى مهنة الشحاذة في السياسية».
وعن رأيه بكتلة ضمانة الجبل التي شاركت في الاستشارات، أجاب «لا أحب المستعار أنا أحب الاصلي».
وكان بري التقى سفيرة الاتحاد الاوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن. وأعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في بيان، أن «لاسن هنأت بري وناقشت معه الوضع السياسي على الصعيدين المحلي والإقليمي. وأعادت تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي دعم العمليات الديموقراطية في لبنان، وآملت بأن يترجم الزخم الإيجابي الذي أحدثته الانتخابات إلى نشاط برلماني متجدد وعمل سريع في أجندة الإصلاح».
وأضافت: «الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى تشكيل سريع لحكومة جديدة لتعزيز استقرار البلاد وتحقيق المزيد من التنمية الاقتصادية. الوقت مناسب الآن ليحافظ لبنان على الزخم ويستفيد بأقصى حد من الدعم الدولي الواسع الذي تم التعبير عنه في المؤتمرات الدولية». وشددت على «أهمية متابعة نتائج هذه المؤتمرات»، لافتة إلى أن «الاتحاد ملتزم مع السلطات اللبنانية واللبنانيين في السعي إلى الإصلاحات والنمو المستدام، واستحداث وظائف، وفرص اقتصادية». وجددت الإعراب عن «الالتزام الثابت للاتحاد الأوروبي بالمحافظة على أمن لبنان واستقراره والمساهمة في مواجهة التحديات التي تعترض البلاد وتلبية حاجاتها».
إلى ذلك، تمنى المكتب السياسي لحركة «أمل» في بيان لمناسبة العيد الـ18 للتحرير «أن تنجح الإرادة الدولية في استكمال تنفيذ القرار 1701، واستعادة لبنان كامل أراضيه المحتلة»، مؤكداً «ضرورة ترسيم حدودنا البحرية وتحرير مواردنا من أي نوايا وأطماع إسرائيلية». | |
|