| | التاريخ: أيار ٢٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مؤتمر للمعارضة السودانية في باريس لا يستبعد اطاحة النظام | الخرطوم - النور أحمد النور
عقد تحالف «قوى نداء السودان»، الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، في باريس أمس مؤتمراً لمناقشة تطورات الأوضاع في البلاد، وخيارات التعامل مع نظام الرئيس عمر البشير، بما فيها الحوار أو إطاحة النظام.
وكانت قوى «نداء السودان» نصّبت خلال اجتماعات في باريس في آذار (مارس) الماضي زعيم حزب الأمة الصادق المهدي رئيساً للتحالف، واعتمد إعلانٌ دستوري للاجتماعات الوسائل السلمية في العمل المعارض، مستبعداً العمل المسلح.
وقال الأمين العام لتحالف قوى «نداء السودان» مني أركو مناوي إن مؤتمر التحالف سيستمر حتى الأحد المقبل، وسيناقش قضايا إجرائية داخلية، وأخرى رئيسة. وأوضح مناوي، وهو رئيس «حركة تحرير السودان» التي تقاتل القوات الحكومية في دارفور، أن «المؤتمر ينظر في كيفية وضع برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي للتحالف، يشمل القضايا كافة، بما فيها الانهيار الاقتصادي وإخراج البلد من المأزق». وأضاف: «هذا يكون بطرق مختلفة، منها إسقاط النظام بأي عمل يناسب التحالف»، مشيراً إلى أن المؤتمر سيناقش إقرار خطة للسلام الشامل والكامل في السودان، إلى جانب محادثات السلام بين الحكومة والفصائل المسلحة، وخريطة الطريق الإفريقية في هذا الشأن.
ورحبت الحكومة بتصريحات نائب رئيس «الحركة الشعبية - الشمال» ياسر عرمان عن الانتقال من الكفاح المسلح إلى النضال السلمي. واعتبر عضو وفد الحكومة إلى محادثات السلام حول قضايا منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حسين كرشوم في تصريح إلى وكالة السودان للأنباء، أن موقف عرمان نقلة في توجه متمردي «الحركة الشعبية» بعد فشلها في خططها العسكرية. وأضاف أنها ليست التصريحات الأولى لعرمان في هذا الصدد، إذ سبق أن صرح بأن الحركة تنوي خوض الانتخابات، وإعمال أدوات التغيير السلمية، مشيراً إلى أن هذه الرؤية تعبر عن تيار عريض في الحركة الشعبية والمجتمع الدولي.
وكان عرمان صرح بأن ثمة تحوّلات محلية وعالمية تستدعي انتقالاً «سلساً» من الكفاح المسلح إلى النضال السلمي، مقراً بأن توازن القوى الحالي لن يمكّن الحركة من الحسم العسكري. وأضاف: «يبقى الكفاح المسلح مهما طال وقته مرحلة موقتة وآلية ذات هدف ووقت معلوم تابعة للمنظمة السياسية المعنية... لا يعني هذا الاستسلام والخنوع بل الوضوح حول مهمات الكفاح المسلح وطبيعته، فالكفاح المسلح ليس آلهة لتُعبد، بل وسيلة لتحقيق أهداف سياسية بعينها».
وشدد أنه متى ما توافرت وسائل أقل كلفة لتحقيق الأهداف، يجب وضعها في الاعتبار، مشيراً إلى أن «الكفاح المسلح فرضه عنف الدولة»، وأن السودان والعالم يشهدان حالياً تحوّلات كبيرة، على قوى الكفاح المسلح أخذها في الحسبان. وأضاف: «بما أن توازن القوى الحالي لا يمكّننا من تغيير المركز بالكفاح المسلح وحسم المعركة عسكرياً، مثلما حدث في إثيوبيا وإريتريا، فإن ذلك يستدعي تفعيل النضال الجماهيري السلمي للوصول إلى التغيير الذي ننشده»، معتبراً أن «الاستناد إلى قوة الجماهير بضاعة لا تنفد ودائمة الصلاحية».
وأكد عرمان حرص الحركة على ألا ينتهي كفاحها المسلح إلى شكل من أشكال الاستسلام والمساومة والاندماج في النظام القديم بدلاً من إحداث التغيير، قائلاً إن «الانتقال إلى العمل السلمي عملية مستمرة لا تنتظر وقف الحرب، وتحتاج إلى ابتداع أشكال جديدة من النضال». | |
|