| | التاريخ: أيار ٢٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | باريس تحض موسكو على «حل جماعي» للأزمة ودمشق تربط التطبيع مع أنقرة بسياسة أردوغان | موسكو، باريس – «الحياة»، أ ف ب
استبقت باريس القمة التي تعقد اليوم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون في سان بطرسبورغ، وحضت موسكو على «العمل على حل جماعي للأزمة السورية». ونبه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى أنه ليس من مصلحة روسيا «الإبقاء على الوضع الراهن في سورية».
وكرر لودريان في تصريحات إلى إذاعة «فرانس انتر» مخاوفه من «انفجار إقليمي» بسبب ترابط الأزمتين السورية والإيرانية. ورد بـ «نعم»، على سؤال عما إذا كان هناك «خطر اندلاع حرب»، مشيراً إلى أن إطلاق الصواريخ «أسلحة إيرانية متمركزة في سورية»، في العاشر من أيار (مايو) الجاري، على منطقة في الجولان الذي تحتله إسرائيل، تلاه رد إسرائيلي واسع. وأضاف: «كل الشروط اجتمعت لاحتمال حدوث انفجار إذا وقع حدث ما ربما عمداً ربما عن غير عمد».
ومن المقرر أن تعقد اليوم قمة بين بوتين وماكرون على هامش مشاركة الأخير في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وستكون الأزمة السورية محوراً رئيساً في المحادثات.
في المقابل انتقدت وزارة الخارجية الروسية دعوة دول غربية، اللجنة الخاصة في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى عقد جلسة خاصة، معتبرة هذه الخطوة «مغامرة ضد روسيا وسورية وهجوماً على الرئيس السوري».
وكانت بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا، دعت إلى عقد جلسة خاصة لمؤتمر الدول الأعضاء في اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في حزيران (يونيو) المقبل للاتفاق على تحرك لدعم الاتفاقية والهيئة القائمة على تطبيقها، المنظمة».
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي، أمس: «هناك من يعمل على تقويض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية»، مضيفة: «نحن على علم بأن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وكذلك الدول المنضمة إليها، فرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا بدأت مغامرة أخرى ضد سورية وأيضاً ضد روسيا ما قد يلحق ضرراً بسلامة معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ومكانة المنظمة الدولية». وأشارت إلى أن مثل هذا الاجتماع، هو «خطوة خارقة للعادة»، نظراً إلى أن هذه الدول المصادقة على المعاهدة، دعت إلى عقد هذا الاجتماع فقط سنة 2002 لإزاحة مدير عام المنظمة، البرازيلي خوسيه بستاني، لأنه «لم يخدم مصالح واشنطن».
وكانت وزارة الدفاع الروسية انتقدت تقريراً أصدرته المنظمة، الأسبوع الماضي، في شأن هجوم كيماوي مزعوم وقع في شباط (فبراير) الماضي، في مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوب الشرقي (شمال سورية).
دمشق تربط التطبيع مع أنقرة بسياسة أردوغان
في وقت بدا التنسيق والتناغم واضحاً بين موسكو وأنقرة في شأن ترتيب الوضع في سورية، ربطت دمشق عودة علاقتها مع أنقرة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهمته بـ «تدمير العلاقات». وأعرب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، عن أمله بعودة العلاقات السورية – التركية إلى أوجها، متهماً أردوغان بـ «تدميرها بسبب ارتباطه بالإخوان المسلمين». ورأى أن «إرادة الشعب التركي تكمن في بناء أفضل العلاقات مع سورية». وأشار المقداد إلى أن «أردوغان لم يحافظ على سياسة حسن الجوار بين البلدين وقام بتدميرها، ووجود الاحتلال التركي الآن في مدينة عفرين دليل». وزاد: «كنا وما زلنا نتمنى كل الخير للشعب التركي، ونريد أن يدعم عملية إعادة البناء وأن يوقف حكومته عن دعم الإرهابيين في سورية، وأن يسحب القوات التركية التي تحتل جزءاً من الأراضي السورية في عفرين وغيرها... وإعادة هذه العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين».
وبينما أكد أن «إطار آستانة حقق إنجازات كبيرة، بما فيها مناطق خفض التوتر ومتابعة الأوضاع الأمنية والعسكرية، في إطار تنسيق عمل كل هذه الدول في الحرب على الإرهاب، وإصرارها على أنه لا يمكن أن تكون المجموعات الإرهابية على الأرض السورية»، لكنه شدد: «نحن... لا ثقة لنا بتركيا... نحن نتحدث عن روسيا وإيران في هذا المجال، لأن تركيا أصبحت دولة تحتل جزءاً من الأراضي السورية، وعليها أن ترحل فوراً إذا كانت صادقة في تعاملها في إطار آستانة».
إلى ذلك، كثف الجيش التركي أمس وجوده على نقاط المراقبة في محافظتي حماة وإدلب (شمال سورية) وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» دخول رتل تركي جديد يضم عشرات الآليات التركية فجر أمس، إلى داخل الأراضي السورية، بعد أسبوع من نشر آخر نقطة في ريف إدلب الغربي.
وأفادت مصادر في المعارضة بأن 30 عربة تركية دخلت إدلب، برفقة سيارات مزودة برشاشات ثقيلة لفصيل «فيلق الشام»، عبر قرية كفرلوسين وتوجهت إلى نقطة المراقبة في جبل شحشبو، وقسم منها انتشر في نقطة المراقبة ببلدة مورك.
وركز الجيش التركي في انتشاره في إدلب على اختيار المناطق «الإستراتيجية»، من حيث قربها من مناطق سيطرة النظام السوري، أو الجغرافيا التي تشكلها من حيث الارتفاع والإطلالة العسكرية.
وقال القائد العسكري في «جيش النصر» كوجان سوعان، المنحدر من قرى جبل شحشبو، إن «الجبل يعتبر امتدادًا جغرافيًا على ثلثي سهل الغاب من الجهة الغربية، ويلاصق جبل الزاوية من الطرف الشمالي، ويشرف من الجنوب على مدينة قلعة المضيق التي تحولت أخيراً إلى صلة النظام بالمعارضة». وأشار إلى أن أهمية شحشبو تأتي من موقعه الإستراتيجي، حيث يطل بشكل مباشر على مواقع النظام من اتجاهات عدة، وحاولت روسيا في الأشهر الماضية التوصل لاتفاق يقضي بدخوله بموافقة الأهالي لكنها لم تفلح. | |
|