| | التاريخ: أيار ٢٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | البرلمان اللبناني يعيد انتخاب برّي رئيساً له اليوم | تتجه الأنظار اليوم إلى ساحة النجمة، حيث تم تعيين الجلسة الأولى للمجلس النيابي، لانتخاب رئيس له بات معروفاً أنه الرئيس نبيه بري من دون منافس، ونائب للرئيس وهيئة مكتب المجلس. وغداة انتهاء ولاية المجلس، وعملاً بأحكام المادة 44 من الدستور والمادة 2 من النظام الداخلي، دعا رئيس السن النائب ميشال المر، النواب إلى عقد جلسة الثانية عشرة ظهر اليوم لانتخاب هيئة مكتبه.
وكان المر حضر قرابة العاشرة والنصف إلى مبنى البرلمان، واستقبله الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر، ووجه بعدها الدعوات إلى النواب لعقد الجلسة.
وعملاً بالتقليد، يتوجه رئيس الحكومة صباح جلسة الانتخاب إلى منزل رئيس السن، ويصطحبه في سيارته بموكب رسمي إلى المجلس النيابي، وتقام له التشريفات الرسمية للدخول إلى البرلمان، كرئيس موقت له إلى حين انتخاب الرئيس. ثم يتوجه إلى منصة الرئاسة لترؤس الجلسة، التي سيعاونه فيها النائبان الأصغر سناً وهما في المجلس الجديد اليوم، طوني فرنجية وسامي فتفت، ويلقي رئيس السن كلمة، ثم يأمر بإدارة صندوقة الاقتراع على النواب لانتخاب الرئيس. وبعد إعلان النتيجة يتقدم رئيس السن بكلمة تهنئة إلى الرئيس، ويخلي له المنصة، فيصعد الرئيس المنتخب إليها، ومن ثم تجرى عملية انتخاب هيئة مكتب المجلس ابتداء بنائب الرئيس ثم أميني السر، والمفوضين الثلاثة.
وشهدت ساحة النجمة أمس عجقة نواب، غالبيتهم من النواب الجدد، حيث استكمل النواب الـ79 الجدد تسلم لوحات سياراتهم الخاصة ومكاتبهم. ولدى توزيع المكاتب على النواب الجدد، اختار النائب جبران باسيل المكتب الذي كان يشغله الرئيس ميشال عون عندما كان نائبا وبقي شاغراً بعد انتـخابه رئيساً للجمهورية.
وعشية جلسة انتخاب رئيس المجلس، شهد مقر الرئاسة الثانية لقاءات مكثفة، والتقى الرئيس نبيه بري النائب المنتخب أنيس نصار، المرشح لنيابة رئاسة المجلس عن تكتل «الجمهورية القوية». وقال: «لم نبحث ترشحي لمنصب نائب رئيس المجلس وألتزم قرار القوات اللبنانية بالاقتراع بورقة بيضاء. ولكن نحن ندعم الرئيس بري وعلاقة «القوات» به قائمة».
وردا على سؤال قال: «لماذا أقول للرئيس بري وأحرجه بأني مرشح لنيابة رئاسة المجلس وأنا أعرف أنه مؤيد لشخص آخر؟ (النائب المنتخب إيلي الفرزلي) ولماذا نتحدث برئاسة المجلس وهو يعرف سلفاً موقف كتلتنا؟ أنا مستمر بترشّحي لنيابة رئاسة المجلس إلى نهاية المطاف».
كما التقى بري وفد تكتل «لبنان القوي» الذي ضم النواب إبراهيم كنعان والياس أبو صعب وألان عون.
وأكد كنعان أن «اللقاء كان جيداً والمرحلة الجديدة بحاجة للتعاون بين الجميع، والانتخابات وراءنا والاستحقاقات لا توازي التحديات». ولفت إلى «أن الإيجابية ستكون سمة التعاطي للمرحلة المقبلة، واليد ستكون ممدودة للجميع، والرئيس بري أكد أن التعاون أكثر من ضروري».
إلى ذلك أعلن الأمين العام لكتلة «التنمية والتحرير» النائب أنور الخليل في بيان بعد الاجتماع الأول للكتلة برئاسة الرئيس بري أن «الكتلة ترشح نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي«.
وأضاف: «اختارت الكتلة النائب إبراهيم عازار نائباً لرئيسها. وجددت للنائب أنور الخليل أميناً عاماً لها. وقررت ترشيح النائب ميشال موسى لعضوية هيئة مكتب المجلس، كما قررت عقد اجتماعات أسبوعية دورية لبحث القضايا المطروحة على جدول أعمالها».
«أمل» للاحتفال بصورة حضارية
وفي السياق، طلبت قيادة حركة «أمل« من جميع «الحركيين والمناصرين عدم إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بمناسبة انتخابات رئاسة مجلس النواب اللبناني اليوم الأمر الذي يؤدي غالباً إلى خسارة في الأرواح والممتلكات وبث حال من الهلع عند المواطنين، ما يفقد المناسبة معناها»، داعية إلى «التعبير بصورة حضارية»، ومشددة على أن «أقصى العقوبات المسلكية والتنظيمية سوف تتخذ بحق المخالفين».
ودعت «القوى القضائية والأمنية المعنية إلى ملاحقة المخلين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم».
كتلة «المستقبل» مع إعادة انتخاب برّي وتتبنى تسمية الحريري لتشكيل الحكومة
قررت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها أمس، برئاسة الرئيس سعد الحريري «تأييدها إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي». وتبنت الكتلة «تسمية الرئيس الحريري «لتشكيل الحكومة العتيدة في الاستشارات النيابية الملزمة المقرر إجراؤها مع بدء الولاية الجديدة للمجلس النيابي».
وكان المجتمعون من نواب سابقين وحاليين وقفوا دقيقة صمت «تحية لشهداء فلسطين، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتضامناً مع تضحيات الشعب الفلسطيني الشقيق ونضاله المستمر دفاعاً عن عروبة القدس».
ونوه الحريري بدور الرئيس فؤاد السنيورة «في قيادة عمل الكتلة طوال السنين الماضية وبجهود كل الزملاء خلال الولاية المنتهية»، معبراً عن ثقته بـ «قدرة الكتلة المنتخبة على تأكيد حضورها ودورها في الندوة النيابية».
ورأى أن نتائج الانتخابات يجب «أن تشكل حافزاً لنا جميعاً لمضاعفة العمل في سبيل تأكيد فاعليتنا السياسية والرقابية والتشريعية. ونتطلع لأن نبقى صوتاً عابراً للطوائف على رغم النتائج التي آلت إليها الانتخابات والخلل في المسار الانتخابي الوطني وما ترتب عليه من اصطفافات مذهبية وطائفية».
وجدد الحريري «تحية جمهور تيار المستقبل». وقال: «إن مسؤوليتنا تجاه أهلنا في كل المناطق، يجب أن تتقدم على أي اهتمام والمسؤولية توجب أن نكون على تماس مباشر مع هموم المواطنين وحاجاتهم وطموحات الشباب في دولة تسودها العدالة والشفافية وسلطة القانون، لتكون محل ثقتهم وتطلعاتهم ودعواتهم للإصلاح والخلاص من كل وجوه الهدر المالي والفساد السياسي والإداري وتنامي ثقافة التبعية والولاءات الخارجية».
ورأت الكتلة «أن الرهان على النهوض الاقتصادي وما يوجبه من متطلبات إصلاحية ومكافحة مكامن الفساد ورفع الأعباء عن كاهل الدولة والخزينة يتكامل مع إرادة وطنية في حماية لبنان من مخاطر الانزلاق في هاوية الصراعات المحيطة والتزام مقتضيات العيش المشترك ووثيقة الطائف وعدم الخروج على قواعد الإجماع الوطني بالنأي بالنفس عن التورط في النزاعات الخارجية وتخريب العلاقات مع الأشقاء العرب».
وجددت الكتلة التمسك بـ «الثوابت المعلنة لتيار المستقبل تجاه هوية لبنان وعروبته وتجاه الدولة التي لا تعلو فوق سلطتها أي سلطة ولا تتقدم على شرعيتها أي مشاريع طائفية أو إقليمية. وستواصل الكتلة السير على خطى الزملاء برئاسة السنيورة منذ العام ٢٠٠٩، والتي تصدرت صفوف الدفاع عن هوية الدولة ومؤسساتها ونظامها الديموقراطي».
واعتبرت الكتلة «الخيارات الوطنية للرئيس الحريري قاعدة متينة لحماية لبنان من المخاطر المحيطة وتحصين عوامل الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي»، ودعت إلى «وضع النتائج الواعدة لمؤتمرات دعم لبنان موضع التنفيذ من خلال حكومة جديدة، يتطلع اللبنانيون إلى تشكيلها بأسرع وقت ممكن».
وشددت على «الحاجة لقيام ورشة تشريعية جدية لتحديث القوانين ومواكبة التوجهات التي صدرت عن مؤتمر سيدر لدعم لبنان لجهة مكافحة أسباب الهدر والفساد في مؤسسات الدولة ومعالجة الترهل الوظيفي المتفاقم في القطاع العام»، معبرة «عن استعدادها للتعاون مع كل مكونات المجلس النيابي للوصول إلى هذه الغاية المنشودة».
النيابة والوزارة
وفي دردشة مع محطات تلفزيونية، قال الحريري: «سنفصل النيابة عن الوزارة في «المستقبل»، وقال: «ثمة قرار بالإسراع في التشكيل واعتقد ان العقوبات على حزب الله لن تؤخر التأليف بل قد تسرّع ولادة الحكومة».
وأضاف: «بحياتي لم أطلب من (النائب السابق وليد) جنبلاط أن يصوّت لأحد من دون آخر، والتصويت للنائب إيلي الفرزلي أو عدمه لن يسبب مشكلة بيننا».
ولاحقاً، وزع مكتب الوزير في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق أنّه «لم يتبلّغ رسمياً من تيار المستقبل قرار فصل النيابة عن الوزارة، ولا أقبل أن يتمّ إبلاغي عبر الإعلام».
باسيل: لحرية التصويت بورقة بيضاء أو لبرّي
أكد رئيس «تكتل لبنان القوي» النائب جبران باسيل أن «كل قراراتنا وتفكيرنا تستوحى من الفكر الميثاقي الذي يقوم على أساس الشراكة بين الأقوياء الذين تختارهم مكوناتهم»، وقال: «التكتل يؤيد ويتبنى رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري لرئاسة الحكومة المقبلة وهذه نتيجة حتمية للانتخابات النيابية التي حصلت». وأشار في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل إلى أنه «بما أن الانتخابات حسمت الأكثرية لتيار المستقبل فمن الطبيعي تأييد ترشيح الحريري لرئاسة مجلس الوزراء«.
وقال: «بالنسبة إلى نيابة رئاسة المجلس النيابي، نحن أكبر تكتل في المجلس النيابي ومن الطبيعي أن يكون مرشحنا هو المرشح الذي يفترض بالآخرين أن يقبلوا بترشيحه، ونحن نرشح اليوم رسمياً النائب إيلي الفرزلي لهذا المنصب». وأضاف: «اخترنا النائب آلان عون لأمانة سر هيئة مكتب مجلس النواب والنائب هاغوب بقرادونيان لعضوية هيئة المكتب».
ولفت باسيل إلى أن «الموقف من رئاسة المجلس النيابي نعرضه من زاويتين: الأولى هي مبدأ التماثل والمساواة بين اللبنانيين، والمعاملة بالمثل، وما يراعي مبدئية موقفنا وشعور الناس هو العماد ميشال عون عندما حصل على تأييد أكثرية مكونه واكثرية اللبنانيين من كل الطوائف، كان يجب أن يتم احترام لهذا الأمر، إنما في انتخابات العماد عون لم يحصل احترام وحصل ما حصل في الجلسة النيابية في الشكل وبالمضمون، وهذا ترك جرحاً كبيراً لا تزال آثاره حتى اليوم. وهذا عبر عنه الرئيس بري عندما قال «انا افهم تماماً أن التكتل لا يؤيدني كما لم أؤيده انا».
وأضاف: «الزاوية الثانية المبدأ الميثاقي، فالطائفة الشيعية حسمت خيارها الشعبي والنيابي بنسبة 90 في المئة، وهناك اليوم مرشح واحد هو رئيس مجلس النواب نبيه بري وأي موقف منا لا يهدد هذا الترشيح او يؤذيه. والبارحة أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع باسم الكتلة أنهم سيصوتون بورقة بيضاء لرئاسة المجلس، واذا اتخذنا الموقف نفسه تكون الغالبية الساحقة مسيحياً ترفض هذا الترشيح ونكون أمام رفض مسيحي كبير لخيار شيعي كبير باختيار الرئيس القوي للمجلس النيابي، وهذا ما لا يمكننا تجاهله والتيار طالما دفع الأثمان لمنع عزل طائفة فنحن حراس الميثاقية»، معلناً أنه تم التوصل إلى قرار ترك الحرية لأعضاء التكتل بالتصويت بالطريقة التي يرونها مناسبة بين الورقة البيضاء أو التصويت للرئيس لبري». | |
|